مع بداية العد التنازلي للنهائي الألماني المرتقب بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند في ختام منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا أقوى بطولة للأندية في العالم، وفي خلال هذه الأيام المتبقية على إقامة النهائي سوف نستعرض معاً أبرز المباريات النهائية لدوري الأبطال التي كان الألمان طرفاً فيها. وبعد أن تحدثنا في الحلقة الأولى من سلسلة "ألمانيا في النهائيات" عن تتويج فريق بايرن ميونيخ الألماني ببطولة دوري الأبطال عام 2001 على حساب فريق أسباني وهو فالنسيا، سنتحدث اليوم عن تتويج فريق أسباني وهو ريال مدريد على حساب الفريق الألماني بايرليفركوزن. الصراع الألماني الأسباني كان هذه المرة في اسكتلندا وتحديداً على ملعب هامبيدن بارك معقل فريق جلاسكو الاسكتلندي وسط حضور أكثر من 55 ألف مشجع. الدَخلة الملكية والرد الألماني احتفال ريال مدريد بالنهائي رقم 12 في تاريخه ببداية ملتهبة للغاية أسفرت عن إعصار هجومي على مرمى الفريق الألماني الذي تأثر بالبداية القوية للملكي وتراجع للدفاع. وأسفر الضغط المبكر عن هدف مبكر بعد مرور 7 دقائق فقط بعد رمية تماس من البرازيلي المخضرم روبيرتو كارلوس وضعت أسطورة مدريد راؤول جونزاليس في مواجهة هانز حارس ليفركوزن ليلمس الكرة بطريقة رائعة ويحول طريقها إلى الشباك معلناً عن الهدف الأول للميرنجي. الفريق الألماني حاول أن يرد على سيطرة الريال ويصد الطوفان الهجومي ليثبت أنه لن يكون صيداً سهلاً في المباراة وبالفعل نجح في أن يرد سريعاً على هدف راؤول بهدف التعادل في الدقيقة 13 برأسية رائعة من المدافع البرازيلي لوسيو الذي ارتقى فوق الجميع وحول الكرة إلى شباك سيزار حارس الريال. الندية تعود بعد هدف ليفركوزن عادت الندية لتكون عنواناً للمباراة وكاد الفريق الألماني أن يسجل من انفراد للاعب توماس برادريتش بعد دقائق قليلة من هدفه لكن الحارس سيزار تألق وأنقذ الريال من هدف محقق. ورد ريال مدريد بشن عدة هجمات على مرمى ليفركوزن لكنها لم تكن على مستوى الخطورة اللازمة لمنح الملكي التقدم مجدداً لتستمر المباراة في التعادل. سِحر زيدان التكافؤ ظل عنواناً للنهائي الألماني الأسباني حتى جاء موعد الجماهير مع فقرة الساحر الفرنسي زين الدين زيدان بعد 45 دقيقة من بداية المباراة ليقدم واحدة من أروع لقطات كرة القدم. فقد استحوذ روبيرتو كارلوس على الكرة في الجهة اليسرى في مكانه المفضل ومررها للأرجنتيني سولاري الذي لعب الكرة إليه مجدداً على حدود منطقة جزاء ليفركوزن بطريقة رائعة ليلعبها الظهير البرازيلي عالية إلى النجم الفرنسي زين الدين زيدان. النقطة التي تلت اسم زيدان في الفقرة السابقة لم تكن لإنهاء الحديث عن الهدف ولكنها تعبيراً عن اللحظات التي تمركز فيها زيدان على حافة منطقة جزاء ليفركوزن وأخذ وضع الاستعداد ليتعامل مع الكرة بالطريقة الأكثر مثالية في التاريخ، كما أن النقطة قد تكون لأنه لا يوجد وصفاً مناسباً وتعبيراً ملائماً للهدف الرائع الذي سجله الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان. فقد قابل مايسترو الريال الكرة بتسديدة يسارية على الطائر لتسكن في الزاوية اليمنى الأعلى لمرمى بايرليفركوزن لينفجر لاعبي الريال فرحاً واحتفالاً بالهدف التاريخي والعالمي الذي جاء بتوقيع الأسطورة. نهاية الحلم الألماني بعد أن عاد ريال مدريد للتقدم كانت مسألة عودة ليفركوزن للتعادل مرة أخرى أكثر صعوبة من المرة الأولى بسبب تعلم لاعبي الميرنجي من الدرس سريعاً وعدم تراجعهم للدفاع بل استمروا في الضغط بحثاً عن الهدف الثالث. ونجح ريال مدريد في الحفاظ على تقدمه بالهدف التاريخي لزين الدين زيدان لتنتهي المباراة بفوز الفريق المدريدي بهدفين مقابل هدف، وتفقد ألمانيا فرصة الفوز بالبطولة عامين على التوالي بعد تتويج البايرن عام 2001. مصائب سيزار وفوائد كاسياس ومنح القدر الحارس الشاب وقتها إيكار كاسياس فرصة لعب نهائي دوري أبطال أوروبا والتتويج مع فريقه ريال مدريد باللقب الأغلى للأندية الأوروبية. فقد خرج الحارس الأساسي سيزار مصاباً في الدقيقة 68 وعبر وجهه عن حزنه الشديد لمغادرة النهائي الكبير، ليقوم إيكار بعمليات الإحماء وينطلق بفرحة غامرة إلى الملعب للمشاركة ويوفق في منع ليفركوزن من التسجيل حتى نهاية المباراة ليتوج الملكي باللقب التاسع في تاريخه. وحتى تكتمل الصورة ونستعيد ذكريات هذا النهائي التاريخي نستعرض معاً تشكيل الفريقان في المباراة: تشكيل ريال مدريد: حراسة المرمى: سيزار سانشيز خط الدفاع: ميشيل سالجادو، فيرناندو هييرو، إيفان هيلجيرا، روبيرتو كارلوس خط الوسط: كلاوديو مكاليلي، لويس فيجو، زين الدين زيدان، سانتياجو سولاري خط الهجوم: راؤول جونزاليس، فيرناندو مورينتس. المدير الفني: فيسنتي ديلبوسكي تشكيل بايرليفركوزن: حراسة المرمى: هانز جورج بات خط الدفاع: زولتان سيبسن، بوريس زيكوفيتش، لوسيو، ديجو بلاسينتي خط الوسط: بيرند شنايدر، مايكل بالاك، كارستين راميلو، توماس برادريتش خط الهجوم: أوليفر نيفيل، يلدري باشتورك المدير الفني: كلاوس توبمولر لقراءة التقرير الأول من سلسلة "ألمانيا في النهائيات" اضغط هنا لمشاهدة ملخص المباراة اضغط هنا