في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. مباراة البدري ربما الأخيرة له هذا الموسم مع الأهلي أدارها بكفاءة في ظل غيابات كثيرة المهم أنه استطاع تحقيق الهدف ولعلها ملاحظة أن الأهلي ( الأفريقي ) أفضل من الأهلي المحلي وربما يقدم اللاعبون أفضل ما لديهم في مسابقة الأميرة الأفريقية ..المهم أن الأهلي استطاع تحقيق الفوز على البنزرتي بأداء يقترب من الجيد جدا وإن كانت غلة إصابته قد زات بعد إصابة نجيب وشهاب سيناريو اللقاء لعب البدري مضطرا 3-4-1-2 لعدم وجود ظهير أيمن فلعب سعد سمير ومحمد نجيب ووائل جمعة وعلى الطرفين سيد معوض ومحمد بركات وفي الارتكاز كان شهاب احمد وحسام عاشور أمامهم عبدالله السعيد خلف رأسي الحربة أحمد عبد الظاهر وعماد متعب. في المقابل لعب منذر الكبير 4-2-3-1 بوجود حسام الحاج مبروك والعربي جابر وفخر الجزيزي وحمزة المثلوثي في الدفاع أمامهم احمد الحران وشاكر البرقاوي كإرتكازيين ثم الثلاثي مروان الطرودي ومعمحد على المهذبي على الأطراف بينهم كمال زعيم وفي الأمام لعب كاريكيزي. الضغط المبكر على لاعبي الأهلي من جانب البنزرتي كان مجرد (شو ) لم يستمر كثيرا وبعدها بدأ الأهلي في فرض سيطرته على مجريات اللعب من خلال التكتيك الجديد والذي تم تأديته بكفاءة خاصة في صناعة اللعب من العمق والأطراف وإن بقيت اللمسات الأخيرة غير موفقة. سيد معوض ومحمد بركات أشعلا الجبهتين اليمني واليسرى من خلال انطلاقات للاعبين .. خاصة معوض الذي يبدو أنه سيعيد احتلال الجبهة اليسرى مرة أخري ولكن السؤال المهم لماذا لم يقدم بركات مثلا هذا المستوي في التكتيك السابق 4-4-2؟ سبق وقد قلنا أن بركات يجب أن يظهر له لاعب عند العمق كي يتبادل معه الكرات ويستثمر سرعاته في الثلث الأخير بدون كرة وهو ما وضح أمس بتواجد عبدالله السعيد الذي لعب حرا فظهر لبركات كثيرا في منطقة العمق وتبادل معه الكرة .. في المقابل في التكتيك الرئيسي للأهلي هذا الموسم كان السعيد ثابتا عند معوض مما يجعل بركات مضطرا لتبادل الكرات مع ظهير أيمن الأهلي ( على الخط ). شهاب الدين أحمد .. تابعت مستوي شهاب في أخر مباراة وبدا أن هناك تحسن في الجزء الهجومي لشهاب وهو ما كان يفتقده الأهلي في صناعة اللعب من منطقة الارتكاز الخلفية ..المهم أن شهاب أجاد كثيرا خاصة في الشوط الأول وقدم أفضل أداء لبديل لعب في هذه المنطقة منذ إصابة حسام غالي ..شاهد الفيديو التالي : رب ضارة نافعة .. جاءت إصابة نجيب لتجعل البدري مضطرا للرجوع للعب برباعي خلفي وكنت أتوقع أن يقوم بالدفع بتريزيجيه ولكنه قام بالخيار الأبعد وأشرك أحمد شكري.. وهنا كان السؤال من يلعب في مركز الظهير الأيمن ؟ أعرف أن الإجابة التي ظهرت على شاشة المباراة أمس كانت ( بركات ) ولكني أتحدث هنا عن الدعم الذي لاقاه الزئبقي عند انطلاقه هجوميا خاصة وأن انطلاقاته في الشوط الثاني باتت أكثر خطورة .. وهنا الإجابة كانت ( لاعبي الوسط الأربعة ) في الربع ساعة الأولي. عندما كان بركات ينطلق من الخلف ويتواجد معه شكري أو شهاب أو السعيد أو حسام عاشور ..فإن أيا منهم كان يقف تماما ليؤمن جبهة بركات خاصة مع وجود تعليمات واضحة لجمعه بالالتزام بكاريكيزي حتي لو لعب الأخير ناحية اليسار (ناحية سعيد سمير ). تغييرات منذر الكبير بقدر ما أسهمت في تحسين صورة البنزرتي هجوميا إلا أنها جعلت خط الوسط مستباحا خاصة بعد خروج حسام الحاج مبروك ودخول آدم الرجايبي وانتقال أفضل لاعبيه أحمد الحران ليلعب في مركز الظهير الأيسر وهنا لم يعد هناك مشكلة لبركات والذي بات عليه أن يواجه الرجايبي بدون لاعب ظهير خلفه . دخول سليمان ساهم في إمتلاك الأهلي منطقة الوسط هجوميا فيما لم ألاحظ تكليف واضح لتريزيجيه ..أمام التغيير الأول أحمد شكري فله تحليل خاص الكهرباء ... أشبه أحمد شكري دائما بالكهرباء فهو طاقة كبيرة ولكنها غير موظفة فأنت لا تستطيع أن تستفيد من الكهرباء مجردة لا بد من توصيلها بأحد الأجهزة كي تعمل ومنها تكون فائدة الكهرباء ..نعود لشكري فأنت لا تعرف هل سيمرر وينطلق أم يتراجع للمساندة هل سيقوم بالتسديد أم بالتمرير وهذا يرجع إلي كم القرارات التي تتواجد في عقله في نفس الوقت لذلك يجب عليه الهدوء لأنه يمتلك مهارات يحتاجها الأهلي شرط أن تخرج من عقله أولا بتنفيذ مثالي. عبدالله السعيد هو نموذج للاعب الذي يجيد اللعب في منطقة وليس في مركز ..هل هناك فارق ؟ نعم ..فالسعيد تشعر به وتشعر بأنه متميز كلما لعب داخل منطقة العمق سواء كان في الثلث الهجومي أو الثلث الأوسط حتي لو انتقل أثناء اللعب إلي الطرف ولكن ضعه فقط في منطقة الوسط وستجده سعيدا ..مع احترامي ( لنظرية شلبينيو ) في الضحك وعضلات الوجه للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك