ودع برشلونة الإسباني اليوم دوري الأبطال بهزيمة ساحقة من بايرن ميونخ الألماني بثلاثية نظيفة في اياب نصف نهائي البطولة على ملعب كامب نو، بعد ان كان مني مرماه في مباراة الذهاب برباعية نظيفة، في اعلان عن نهاية محتملة لحقبة "الرعب الكتالوني" الذي سيطر على الملاعب الأوروبية في السنوات الأخيرة، ولكن لماذا سقط برشلونة؟. الأمر لا يتعلق بسقوط البرسا أمام بايرن فقط في نصف النهائي بمباراتي الذهاب والعودة، بل بسبب العديد من العناصر التي أدت لهذا الأمر طوال هذا الموسم. العنصر الأول هو بدون أدنى شك الدفاع، الفريق يعاني من خطه الخلفي، بما في ذلك حراسة المرمى.. اخطاء الحارس فيكتور فالديس المتكررة كلفت البرسا الكثير، مثال على ذلك خطأه أمام باريس سان جيرمان. وبالنسبة للدفاع فإن المستوى المتدني الذي يلعب به جيرارد بيكيه منذ بداية الموسم وربما من نهاية الموسم الماضي سبب خللا كبيرا.. القائد كارليس بويول مدافع صلب وقوي ولكن السن له عوامله وتأثيراته المتمثلة في الاصابات وعدم القدرة على الحكم على الأمر بصورة جيدة. البدائل الموجودة لتغطية ثغرات قلب دفاع برشلونة لم تجدِ في هذا المركز سواء كان الأرجنتيني خابيير ماسكيرانو أو الصاعد مارك بارترا، لذا يتوجب على برشلونة اذا ما أراد تصحيح الأمور أن يجد مشكلة لخط الدفاع. قوة وسط وهجوم برشلونة كانت تغطي في مباريات الليجا أمام الفرق الضعيفة أخطاء امام فرق قوية لا يمكن تداركها سواء امام إيه سي ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني، بالأصح كان لا يمكن تداركها بصورة فورية ربما في مباراة عودة تكون الروح فيها هي العامل الاول وليس أي شيء آخر. العنصر الثاني هو الاعتماد على الأرجنتيني ليونيل ميسي بصورة عمياء، رغم نجاح البرسا في التسجيل بدون ميسي، ولكن أمام فرق ضعيفة في الليجا المحلية، وفي ظل ابتعاد النجم الأرجنتني يفقد الفريق جزءا كبيرا من سحره وربما أيضا روحه. العنصر الثالث يتطلب حلا عبقريا لا تقول المؤشرات أن المدرب الحالي للفريق تيتو فيلانوفا يملكه وهو ادخال تطوير وتعديل جديد على أسلوب لعب "التيكي تاكا" الذي يتميز به الفريق ويمتع الكثير. الأمر لا يتعلق بتغيير نظرية البرسا بل ادخال تعديلات عليها، فأمام الفرق الكبيرة أصبح الأسلوب محفوظا لأنها جعلت امتلاك برشلونة للكرة نقمة وليس نعمة لانها تنجح في تعطيل اللعب عند خطوطها الخلفية والارتداد سريعا وخطف الكرة. مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو فعل هذا الأمر في أخر ثلاث مباريات للكلاسيكو ومن بعده ماسيمليانو الليجري مدرب ميلان في ذهاب ثمن النهائي، وهو الانجاز الذي أضاعته "الروح الكتالونية" في مباراة العودة، وباريس سان جيرمان من بعده وإن لم يكن بنفس الجودة، ثم قاد يوب هاينكس البايرن في مباراتي الذهاب والعودة ليدفن المدرسة القديمة بسبعة أهداف ويرسل انذارا لبرشلونة بضرورة التطوير.
