مساحة رأي .. إجازة نور قرار تأخر كثيراً .. والمستفيد الأول العميد

لا حديث للوسط الرياضي هذه الأيام سوى القرار الجريء الذي اتخذته إدارة الاتحاد بمنح عدد من لاعبيها المخضرمين إجازة حتى نهاية الموسم جاء على رأس قائمة هؤلاء المخضرمين قائد الفريق الأسطوري محمد نور مما تسبب وجوده ضمن هذه الأسماء في استهجان وغضب لدى بعض الجماهير الاتحادية معللة غضبها بقيمة اللاعب ومكانته خلال مشواره الحافل بالانجازات حين كان واحداً من علامات التفوق في العقدين الماضيين.
رغم مطالباتها المستمرة بسلخ جلد الفريق وإحلال اللاعبين الشباب لدعم عجلة الفريق ومجاراته لحيوية الفرق الأخرى، ولكنها ومن واقع العاطفة التي تربطها بنور كنجم وقائد اتخذت أمام هذا القرار شعاراً اختارته ونادت من خلاله عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي وحتى عند بوابات النادي بما نصه (إلاّ نور).
رغم صعوبة القرار وعدم تقبله من الوهلة الأولى إلا أننا لو نظرنا له من الناحية الفنية وحاجة الفريق للتشبيب لوجدناه قراراً صائباً بل انّه تأخر كثيراً وهو في الأصل رأي فني اتفق عليه أكثر كل المدربين الذين مروا على الفريق في الفترة الماضية بدءاً بمانويل جوزيه وانتهاءَ بالاسباني كانيدا.
ولكن من وجهة نظري أنّ من أحدث هذا الجدل والانقسام الجماهيري هو فجائية وشجاعة القرار، فكان وقعه على الجماهير كوقع خبر لموت شخص بشكل مفاجئ لم يستوعبه العقل عند الوهلة الأولى ومع الوقت زال أثر الصدمة فأصبح أمراً مسلماً به مسألة التجديد بمثل هذه الطريقة ليست بالخطوة الجديدة على الاتحاد فكانت مثلها حاضرة على مدى تاريخ النادي الأقدم بين الأندية السعودية وكانت نتائجها التالية بزوغ نجوم شبّان وصل الفريق من خلالهم لحصد العديد من البطولات.
فكان محمد نور نفسه نتاج إحلال جميل وإحدى مواهب بزغ نجمها في بداياته الأولى حينما تم إبعاد مجموعة من اللاعبين الذين توقفت عجلة طموحهم عند نقطة نور ورفاقه اليوم، وذلك قبل موسم الثلاثية التي شملت مروان بصاص وعدد من اللاعبين الذين أبعدوا في تلك الفترة وشهدت أحداثاً مشابهة لما يحدث اليوم ولكن الفريق بعدها بدأ في حصد البطولات.
ردّة الفعل التي أعقبت صدور القرار سواء من جانب بعض الجماهير أو حتى من جانب بعض الإعلام المحرض لهذه الجماهير على التضاهر ضد إدارة النادي والعبث بممتلكات حكومية والتهديد بارتكاب أبشع التجاوزات لم تستحق كل ذلك من اجل اتخاذ قرار هي من نادت به من خلال مطالبات مثبتة ويبقى حفظ التقدير لنجم كنور هو مسئولية كل الاتحاديين ولا أعتقد أنّ تاريخ اللاعب سيُخدش لمجرد اتخاذ قرار بمنحه إجازة إلى نهاية الموسم لأن ما قدمه سيبقى شاهداً له ولن يندثر بتوقفه عن الركض.
الخطوة الجريئة التي اتخذتها الإدارة بمباركة أعضاء الشرف البارزين قد لا تنجح في إعادة الفريق بالسرعة التي تنتظرها وتتمناها الجماهير إلاّ أن تُتبع هذه الخطوة بخطوات من أهمها التعاقد مع مدرب متمكن وصارم وصاحب سجل حافل واستمرار تطبيق يوم المحترف الكامل إضافة إلى التعاقد مع أربعة محترفين أجانب مميزين يصنعون الفارق داخل الفريق ويكسبون الجيل الجديد المزيد من الثقة.