أثبتت الأندية الأوروبية في جولة الإياب لثمن نهائي بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي أن نظرية المستحيل ليست واردة في كرة القدم الأوروبية وأن كل شيء وارد ما دامت الكرة تدور في المستطيل الأخضر. وبنظرة سريعة على نتائج جولة الذهاب في بطولتي دوري الأبطال ودوري أوروبا سنجد أن بعض الأندية قد حسمت بطاقة العبور والتأهل ومن الوارد أن يرى بعض المتابعين للبطولة أن صعود فريق هزم في جولة الذهاب أصبح مستحيل، ولكن جاءت جولة الذهاب لتؤكد نظرية "المستحيل ليس أوروبيا". صحوة الريال تعرض الفريق الملكي الإسباني لضربة موجعة في لقاء ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال من مانشستر يونايتد الذي سجل هدفاً في شباكه على ملعب سنتياجو برنابيو ليتعادل الميرنجي بصعوبة وتنتهي المباراة بنتيجة (1-1). الجميع أكد على أن مسألة فوز ريال مدريد على مانشستر في مسرح الأحلام أولد ترافورد درباً من دروب الخيال خاصة وأن فيرجسون ليس بالمدرب العادي الذي يقبل بالهزيمة على ملعبه في بطولة قارية كبرى. وقبل الفريق الملكي التحدي وواجه شيء من المستحيل على ملعب أولد ترافورد خاصة بعد تأخره بهدف، لينجح عملاق مدريد في قلب الأمور على عملاق مدينة مانشستر ويسجل هدفين ليفوز بنتيجة (2-1) ويترك رسالة معناها "المستحيل ليس مدريدياً". انتفاضة البارسا ثلاث خسائر متتالية للفريق الكتالوني جعلت وسائل الإعلام تؤكد أن زمن برشلونة الذهبي قد انتهي وأن الجيل الحالي سيبدأ في مرحلة الهبوط بعد أن خسر من ريال مدريد مرتين في الدوري والكأس المحلي، ومن ميلان في إيطاليا بنتيجة (2-0) في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. وبمعنويات سلبية استقبل برشلونة الفريق الإيطالي على ملعب الكامب نو في جولة الإياب ليؤكد كل متابعي البطولة أن المباراة لن تكون سوى تحصيل حاصل وأن الميلان لن يخسر بثلاثة أهداف نظيفة ليتأهل برشلونة. وفاجيء برشلونة الجميع وسجل هدفين في الشوط الأول ليتعادل في نتيجة المباراتين، ثم يضيف هدفي التأهل في الشوط الثاني ليحسم المباراة لصالحه بنتيجة (4-0) ليضيف مزيد من القوة لنظرية ليس هناك مستحيل في كرة القدم الأوروبية. فينجر ونصف معجزة أما الفريق اللندني الذي خسر على ملعب الإمارات أمام بايرن ميونخ بثلاثة أهداف مقابل هدف، لم يلتفت للانتقادات التي وصلت لحد السخرية وعزم الأرسنال على تجميل صورته في لقاء عودة ثمن نهائي دوري الأبطال في ميونخ. لا أحد كان يتوقع فوز الأرسنال وتأهله على بايرن العنيد في ألمانيا، لكن المدرب المخضرم أرسين فينجر كان له رأياً أخر ووضع إستراتيجيته في المباراة بحثاً عن الفوز وكان له ما أراد بهدف مبكر بعد 3 دقائق فقط من البداية. أرسنال حافظ على تقدمه طوال أوقات المباراة وأضاف هدف ثاني قبل النهائي بدقائق قليلة ليتبقى له هدف وحيد ويحقق المعجزة كاملة ويقصي البايرن من البطولة بهزيمة تاريخية، لكن صافرة الحكم كانت أسرع من لاعبي الأرسنال لينتهي اللقاء (2-0) للفريق الذي كان مجالاً للسخرية بعد هزيمته في جولة الذهاب. صدمة الإنتر خسارة إنتر ميلان العملاق الإيطالي على ملعب وايت هارت لين بثلاثية نظيفة من توتنهام كان بمثابة حسم تأهل ممثل لندن في البطولة نظرياً، ولكن في مباراة العودة عادت نظرية المستحيل ليس أوروبياً لتتأكد. الإنتر نجح في محاصرة الفريق الإنجليزي في إيطاليا وتسجيل ثلاثة أهداف في شباكه ليتعادلا في مجموعة المباراتين بنتيجة (3-3)، ويلجئ الفريقان للوقت الإضافي. لكن توتنهام رفض الاستسلام وبحث عن المستحيل هو هذه المرة ليسجل هدف في الوقت الإضافي، ولم يشفع هدف الإنتر الرابع في تأهله لتنتهي مباراة العودة بنتيجة (4-1) للإنتر ويتأهل توتنهام بالهدف الذي سجله في إيطاليا. كبرياء يوفنتوس وأخيراً مع عملاق تورينو وكبير أندية إيطاليا يوفنتوس الذي عاد من بعيد في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بعد أن كان ضائعاً تائهاً في سراديب الدرجة الثانية الإيطالية، قبل أن يفوز بلقب الدوري الإيطالي ويعود للانتصارات. عندما ألقى القدر سيلتك الاسكتلندي في مواجهة يوفنتوس توقع الكثير بأن الفريق الإيطالي سيخسر على الأقل في ملعب سيلتك بارك الرهيب، وإذا بالعملاق الإيطالي يضرب سيلتك في ملعبه بثلاثة أهداف، ثم يعود ويفوز بهدفين على ملعبه ليتأهل بمجموع المباراتين بنتيجة (5-0) ويعلن عن عودته بقوة للمراحل النهائي في دوري أبطال أوروبا.