تطغى على المرحلة الثالثة من الدوري الكويتي القمة التقليدية التي جاءت مبكرة في الموسم الراهن وتجمع بين القطبين العربي والقادسية غدا السبت. تفتتح المرحلة اليوم الجمعة فيلتقي الصليبخات مع السالمية، وكاظمة مع النصر، فيما يلعب السبت ايضا الكويت مع الجهراء. ولا يبدو ترجيح كفة هذا الفريق على ذاك منطقيا، إذ يشهد التاريخ على لأن المواجهات بين العربي والقادسية لطالما نطقت بغير لغتها. ففي الموسم الماضي على سبيل المثال لا الحصر، كانت الترجيحات تصب في خانة القادسية للفوز على العربي في نهائي كأس ولي العهد، بيد أن الأخير قلب الطاولة على رأس خصمه اللدود وتوج باللقب. وفي مطلع الموسم الحالي، كان القادسية مرشحا أيضا للتغلب على العربي في مباراة كأس السوبر، إلا أن الأخير فرض نفسه مجددا وانتزع اللقب الافتتاحي. وعلى رغم أن القادسية هو المرشح للفوز غدًا على خلفيات عدة أبرزها أنه حامل اللقب في المواسم الأربعة الماضية، فإن العربي يبقى عقبة صعبة بالنسبة ل"الملكي". تكتسي المباراة أهمية مضاعفة خصوصا بالنسبة إلى القادسية، حامل اللقب في 15 مناسبة، والساعي إلى تأكيد أطماعه بمعادلة الرقم القياسي الذي يحمله العربي بالذات لناحية عدد مرات الفوز باللقب (16 مرة آخرها عام 2002). القادسية قادم من فوز صعب ومتأخر على النصر 1-0 في المرحلة الثانية، غير أنه يبقى الوحيد الفائز بمباراتيه الأوليين فتربع مبكرا على الصدارة برصيد 6 نقاط. أما العربي، فاكتفى بتعادلين مع الكويت خارج القواعد 2-2 والجهراء 1-1 شغل على إثرهما المركز الرابع بنقطتين. يتشابه الفريقان على صعيد مستواهما غير المقنع حتى الساعة، فالقادسية يعاني على رغم الاستقرار الفني الذي يعيشه لناحية استمرار مدربه الكرواتي روديون جاسانين في منصبه، فضلا عن المحترفين الإيفواري إبراهيما كيتا والسوري عمر السومة، وقد أضيف إليهما التونسي يوسف المويهبي والكرواتي داريو جيرتيك الذي أثبت أنه علامة فارقة في تشكيلة "الاصفر". ويبقى بدر المطوع نقطة الثقل في صفوف القادسية إذ يكون مصدر معظم هجمات الفريق وعبره تنتهي أخرى أيضا، ويعمل الجهاز الطبي على تجهيز كل من طلال العامر ومساعد ندا اللذين يعانيان من إصابة قد تحرمهما من خوض القمة. في المقابل، سيغيب خالد القحطاني فترة طويلة عن الملاعب بداعي الإصابة، والحارس نواف الخالدي بعد تعرضه للطرد في نهاية الشوط الأول من مباراة فريقه أمام النصر. وأكد جاسانين أنه لا يخشى أمام العربي سوى من مشكلة خط الدفاع الذي يعاني نقصا. من جهته، يسعى العربي إلى تحقيق فوز غال على القادسية يكون بمثابة معمودية الفريق للتقدم في الترتيب وتأكيد نفسه مرشحا جديا لانتزاع اللقب. ولا تعكس نتيجتا التعادل في المرحلتين الأوليين قوة الفريق الذي يقوده المدرب البرتغالي الخبير جوزيه روماو ويضم في صفوفه البحريني سيد عدنان والأردني أحمد هايل والسنغالي قادر فال. ويبدو أن صبر جماهير "الزعيم" على فريقها قد نفد، إذ أعلن رئيس رابطة المشجعين عن تجميد النشاطات والتوقف عن مؤازرة اللاعبين خلال المباريات احتجاجا على النتائج السلبية وعدم وفاء الإدارة بوعدها بالتعاقد مع مهاجم "سوبر". وأكد روماو أن المسابقة ما زالت في بدايتها وأن فرصة التعويض قائمة. يذكر أن المباراة الأولى بين القطبين جرت في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني1961 ضمن الدوري وانتهت بفوز العربي على القادسية 2-0. التقى الفريقان منذ مطلع عام 2010 في 16 مناسبة في مختلف المسابقات، فاز القادسية في 9 منها، والعربي في 5، وانتهت مباراتان بالتعادل. ولا تقل مباراة الكويت مع الجهراء أهمية خصوصا أن الفريقين يشغلان المركزين الثاني والثالث على التوالي برصيد 4 نقاط لكل منهما. الكويت استهل المسابقة بتعادل مع ضيفه العربي 2-2 وفوز كبير على الصليبخات 4-1، بيد أن "العميد" كشر حقيقة عن أنيابه عندما سحق الوحدات الأردني 3-0 الثلاثاء الماضي في العاصمة عمان في إياب الدور ربع النهائي من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بعد أن انتهى لقاء الذهاب في العاصمة الكويتية بالتعادل السلبي. لا شك في أن هذا الفوز الكبير عكس قوة فريق الكويت وسعيه الدؤوب، ليس فقط لتعويض خسارته اللقب الآسيوي في الموسم الماضي بسقوطه أمام مضيفه ناساف كارشي الأوزبكستاني 1-2 في النهائي، بل إلى إعادة بسط سيطرته على مقدرات اللعبة محليا، مع العلم أنه يحمل لقب بطل الدوري في 10 مناسبات آخرها عام 2008. ويبدو أن قيادة المدرب الروماني إيوان مارين للفريق ابتداء من الموسم الجاري بدأت تعطي ثمارها إذ بدت التشكيلة، في اللقاء أمام الوحدات تحديدا، متفاهمة إلى حد كبير وسط تألق لافت من التونسيين الجديدين عصام جمعة، متصدر ترتيب هدافي الدوري بثلاثة أهداف، وشادي همامي، فضلا عن البرازيلي روجيريو دي أسيس كوتينيو، وهم أصحاب الأهداف الثلاثة في مرمى الفريق الأردني. من جانبه، يدخل الجهراء، بطل الدوري عام 1990، إلى المباراة بمعنويات مهزوزة على خلفية خروجه من بطولة كأس الاتحاد العربي الجديدة أول أمس الأربعاء بخسارته أمام مضيفه الفتح، متصدر الدوري السعودي، 0-1 في جولة الإياب من الدور التمهيدي بعد أن كان سقط ذهابا أيضا في الكويت 1-2. ولكن يبقى الجهراء بقيادة مدربه البرازيلي جانسينيز دا سيلفا قوي الجانب بفضل الثلاثي البرازيلي كارلوس فينيسيوس ونينو وإيفاندرو باوليستا. ويسعى الجهراء إلى اقتفاء أثر سكة الانتصارات بعد أن كان افتتح المسابقة المحلية بالفوز على النصر 2-1 والتعادل مع العربي 1-1 في المرحلة الثانية. وتفوح رائحة الثأر من المباراة التي تجمع الصليبخات الصاعد حديثا والسالمية حامل اللقب أربع مرات. فقد سبق للفريقين أن التقيا في 18 اسبتمبر/ آيلول الجاري في ذهاب الدور الأول من كأس ولي العهد وسقط السالمية على أرضه 1-2، قبل أن يجدد الصليبخات فوزه عليه 2-0 ايابا الثلاثاء الماضي. ويعتبر كاظمة مرشحا للفوز على ضيفه النصر، كونه يشغل المركز الخامس برصيد نقطتين فيما يحتل خصمه المركز الثامن الأخير دون رصيد.