مباراة لعلها الأصعب للاهلي على مدي مشواره في البطولات الافريقية على أرضه فمن الطبيعي أن تدافع وأنت خارج أرضك ولكن أن تدافع أغلب الوقت وأنت تلعب على ملعبك فهذا ما يعطي الإحساس بالخطر ولكن مع ذلك يبقي التعامل الذكي الجيد من قبل لاعبي الأهلي ومدربه حسام البدري هو السبب الرئيسي في إدراك الفوز في اللحظات الصعبة أحداث المباراة أثبتت بشكل كبير أن الفريق الكونغولي أقوي الفرق الثمانية جاهزية من الناحية البدنية ولولا عنف لاعبيه وأخطاء ظهيري الجنب التي تحدثنا عنها سابقا لأستطاع بسهولة الفوز أمس ولكن: سيناريو اللقاء لعب البدري معتمدا على تكتيك 4-2-3-1 بوجود فتحي ونجيب وشريف ومعوض في الدفاع أمامهم حسام عاشور وحسام غالي كإرتكازي وسط ملعب أمامهم كان الثلاثي تريكة وبركات ووليد سليمان وفي الهجوم كان عماد متعب. في المقابل حاول ناداي تقليد طريقة برشلونة بأن قام بتغيير بسيط في وضعية اللاعبين ووضع 9 لاعبين ممن ذكرناهم في تحليلنا السابق عن مازيمبي ولعب بكاسوسولا وكيماواكي وسونزو ونيكولوكوتا في الدفاع وإحتل باتريك ايلونجو وسينكالا وكالابا منطقة الوسط ولعب الثلاثي موبوتو ولوكا وسينجلوما في الهجوم بتكتيك 4-3-2-1 يتحول هجوميا إلي 4-1-2-2-1. حاول ناداي مبكرا أن يقوم بخلط الأوراق وقام بتغيير مركز موبوتو ليصبح هو رأس الحربة الوحيد وإعتمد على سينجلوما ولوكا في الأجنحة ولكن هذا التغيير بقدر ما سبب متاعب للأهلي في خط الوسط على قدر ما أعطاه أريحية في خط الدفاع .. كيف؟ طريقة لعب موبوتو تميل أكثر إلي النزول إلي وسط الملعب وبذك يصبح مازيمبي بلا رأس حربة حقيقي وهو ما جعل شريف عبدالفضيل أو نجيب يقومان بالتغطية خلف لاعبي الوسط وكان جيدا منهما ألا يقوما بالنزول كثيرا وراء موبوتو حتي لا يصبح أحد قلبي الدفاع وحيدا في مواجهة القادم من الخلف. في المقابل فضل البدري أن يلعب بأجنحة تلعب بالقدم العادية ( بركات في اليمين – سليمان في اليسار) وإستطاع شن غزوات على فترات متباعدة على الجانبين ومنها تم تسجيل هدف وكان يمكن تسجيل أخر شاهد فيديو يوضح إستغلال هفوات كاسوسولا شاهد فيديو يوضح سوء ارتكاز نكولوكوتا الهدف المبكر للأهلي جعل ندياي يقوم بتغيير واضح في شكل الخطة الكونغولية حيث أصبح يلعب بإرتكاز واحد أغلب الوقت سينكالا وتقدم الثنائي كالابا وايلونجو لمساندة الهجوم من العمق. الزيادة الكبيرة القادمة من عمق مازيمبي أعطت تأثيرا سلبيا في الحفاظ على الكرة من جانب الوسط الأهلاوي لذلك ظهر عدد كبير من التمريرات المفقودة من جانب لاعبي الأهلي بسبب الضغط الرهيب من جانب لاعبي الغربان ( الإسم المشهور به فريق مازيمبي ). ما فعله الأهلي بعدم تقدم ظهيري الجنب فتحي ومعوض صحيح أنه جعل الأهلي مضغوطا ولكنه جعل اللاعبين لا يستنفذا كل طاقتهم البدنية في مواجهة اللياقة الغير طبيعية للاعبي مازيمبي وعندما إحتاجها الأهلي في الشوط الثاني إستطاعا وبالأحري معوض أن يصنع الهدف الثاني.
عندما لم يجد ندياي خطورة من العمق بسبب مركز موبوتو الوهمي قام بإعادة شكل فريقه القديم ودخل على سامتا بديلا للوانجا الذي لم يفعل شيئا في الجبهة اليمني واتبعه بتغيير أخر بدخول جيو كاندا بديلا لسينجلوما ومعه أصبح موبوتو أكثر حرية في وسط الملعب.
دخول جدو بديلا لوليد سليمان كان تغيير جيدا في المقابل كنت أفضل أن يخرج تريكة ويلعب كونان مع متعب في الأمام لضغط مازيمبي ولإجبار ظهيري الجنب للبقاء بجانب قلبي الدفاع بحيث يلعب جدو وكونان على ظهيري الجنب على أن ينضم بركات لغالي وعاشور في وسط الملعب. سر تفضيلي للتغير السابق أن مازيمبي إعتمد بعد تغييره على الكرات العرضية من الأجناب بشكل أكبر ومع سيطرة فتحي ومعوض على الأجنحة الهجومية للكونغولين بقي فقط أن تجبر ظهير الجنب على البقاء في الخلف.
يستطيع المهاجم ان يقوم بالضغط على المدافع وقد ينجح في إستخلاص الكرة منه ولكن عندما يتعلق الأمر بالتغطية يصبح الأمر أكثر صعوبة هذا بإختصار ما حدث في هدف مازيمبي فجدو مع دخول فتحي للعمق أصبح مطالبا بالتغطية في مركز الظهير الأيمن ولكنه وصل متأخرا بعد أن قام كاسوسولا بإرسال عرضية لسماتا محرزا هدف التعادل.
لم أجد كلمة تعبر عن الفارق بين موقف جدو أثناء إحرازه الهدف وبين إكرامي اثناء دخول مرماه الهدف إلا مصطلح الثبات الإنفعالي فالأول لعب الكرة ببرودة تامة وفي وقت حرج بينما كان الثاني مضطربا بكرة طالما تكررت منه والهدف لم يأتي في مرماه إلا عندما تردد في الخروج.. سبب اخر لمسئولية الهدف يتعلق بسرحان جدو للحظة وهو ما يوضحه الفيديو التالي: للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك