تقرير .. مؤتمر لقاء الاهلي وبايرن يكشف اسباب الصدام الدائم بين جوزيه والصحفيين

كثير هي المؤتمرات الصحفية التي عقدت عقب مباريات للنادي الاهلي سواء المحلية او القارية او الودية ولكن يبقي المؤتمر الصحفي للقاء الفريق الاحمر الودي الاخير امام بايرن ميونيخ الالماني في قطر الوحيد الذي كشف الاسباب الحقيقية للصدام الدائم بين البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق والصحفيين.
وحالفني الحظ ان اكون حاضرا في هذا المؤتمر الصحفي، بل الاكثر من ذلك اني اخذت قسطا من المشاركة الفعلية فيه حتي المس الاسباب الحقيقية للازمة المزمنة بين جوزيه والتي دامت لما لا يقل عن 6 سنوات اذا اعتبرنا ان الولاية الاولى لجوزيه مع الاهلي في عام 2001 لم تشهد اي صدام بينهما.
ودعونا نسير خطوة خطوة من البداية لكي نلمس الاسباب الاساسية للمشكلة مرورا بإلقاء الضوء علي دور كل من الصحفي والمدير الفني في المؤتمرات الصحفية وصولا الي وضع حلول جذرية للمشكلة.
اولا .. تفاصيل المشكلة
بداية المؤتمر كانت عادية للغاية حيث تلقي كل من جوزيه ويوب هاينكس المدير الفني لبايرن ميونيخ بعض الاسئلة المباشرة والتي مرت مرور الكرام بدون ادني ملاحظات سلبية من كلا المدربين.
منعرج الطريق في المؤتمر بدأ عندما توجه الميكروفون الي احد الصحفيين المصريين العاملين بقطر والذي بدأ سؤاله بطرح وجهة نظره في اداء الاهلي في اللقاء اضافة الى تعقيبه علي مراكز بعض اللاعبين في الفريق وهو الامر الذي لم يرض المدرب البرتغالي وجعله يرد بصورة عنيفة رافضا الاجابة علي حديث لم يشمله اي اسئلة مباشرة ولم يزد عن كونه مناقشة كروية حول بعض الامور الفنية يرى البرتغالي انها محاولة لاستفزازه بصورة غير مباشرة.
ثم انتقل الميكروفون الي - شخصي - لاطرح سؤالين كان الاول لجوزيه عن امكانية طلبه من لجنة الكرة بالأهلي التعاقد مع احد المهاجمين احمد علي او عمرو زكي خلال فترة الانتقالات الشتوية لعلاج النقص العددي في خط هجوم الفريق، اضافة الي سؤال اخر لهاينكس عن مواجهة بايرن في دوري الابطال امام بازل السويسري.
ورفض جوزيه ايضا الاجابة علي سؤالي بشكل مباشر مبررا ذلك بأنه سؤال غير متصل بموضوع المؤتمر الصحفي وهو لقاء الاهلي وبايرن ميونيخ اضافة الي ان فترة الانتقالات الشتوية في مصر تم تأجيلها الي الاول من فبراير بسبب اضطرابات الاجندة الكروية في مصر بسبب الاحداث السياسية من وجهة نظره (هام: المعلومة لم يحالف المدرب البرتغالي التوفيق فيها لان اتحاد الكرة المصري حدد فترة الانتقالات الشتوية لتكون بداية من 10 يناير الجاري وحتي 10 فبراير القادم).
ثانيا .. مسؤوليات الصحفي والمدير الفني في المؤتمرات الصحفية
المدة الزمنية المحددة للمؤتمرات الصحفية هي من تعطينا مؤشر واضح لمسؤوليات الصحفي والمدير الفني، حيث جرت العادة ان مدة اي مؤتمر صحفي تكون من 15 دقيقة الي 20 دقيقة كحد اقصي، تبدأ بكلمة قصيرة من كلا المدربين حول اللقاء، ثم يعقبها مساحة للصحفيين لطرح اسئلتهم علي المدربين.
وما يهمنا هنا هو الجزء الثاني من المؤتمر وهي فترة القاء الصحفيين الاسئلة علي المدربين والتي ستكون تقريبا من 10 الي 15 دقيقة كحد اقصى، حيث سيلقي الصحفي سؤالا واحد اذا رغب في التحدث لمدير فني واحد فقط او سؤالين اذا رغب في التحدث الي المديرين الاثنين.
بناء علي ذلك، ستحدد مسؤوليات الصحفي في توجيه السؤال فقط دون التطرق الي عرض افكاره الشخصية او اراءه الفنية في هذا المدرب او ذاك، حيث ان محاولة الدخول في نقاش فني او جدال كروي ستضيع معظم الوقت المتاح لجموع الصحفيين المتواجدين.
اسلوب طرح السؤال نفسه يجب ان يبتعد عن ذكر الصحفي او الاعلامي لرأيه الشخصي في اللقاء سواء كان بالسلب او الايجاب، حيث ان السؤال يجب ان يكون مباشرا ولا يعبر بالضرورة عن رأي الصحفي ذات نفسه.
اما بالنسبة لمسؤوليات المدير الفني، فتتلخص في ابداء رأيه في المباراة بشكل عام في الدقائق الاولى المخصصة له، ثم اعطاءه اجابات للأسئلة المطروحة عليه من قبل الصحفيين فيما هو محدد كما ذكر في الفقرة السابقة.
ثالثا .. اسباب المشكلة
بناء علي ما سبق، يتضح لنا ان السبب الرئيسي في ازمة المؤتمر الصحفي الاخير للقاء الاهلي وبايرن ميونيخ، هو خروج احد الزملاء عن المعيار الموضوع لطرح الاسئلة، حيث انه تطرق للدخول في مناقشة فنية مع المدير الفني للأهلي معربا له فيها عن اراءه الفنية الشخصية سواء في طريقة اللعب او مراكز اللاعبين وهو الامر الذي يعد تعدي علي اختصاصات المدرب.
اضف الي ذلك، اعترافي الشخصي بسوء التوفيق في اختيار التوقيت من جانبي لطرح سؤال علي مانويل جوزيه حول رغبته في التعاقد مع رأس حربة لتغطية النقص العددي في صفوف فريقه، علي الرغم من ان المباريات الودية تعطي الحق للصحفي او الاعلامي لطرح اسئلة خارج نطاق المباراة حيث ان المباريات الودية لا يجب السؤال فيها عن الامور الفنية كونها مباريات تجريبية بالدرجة الاولى.
واستدل علي ذلك بمثال سابق، حيث انه في دورة ويمبلي الودية بالعاصمة الانجليزية لندن في صيف عام 2009، وفي المؤتمر الصحفي الذي اعقب مباراة الاهلي وبرشلونة الاسباني والتي انتهت بفوز الفريق الكتالوني 4-1، تم طرح 5 اسئلة علي بيب جوارديولا المدير الفني للبارسا كانت جميعها متعلقة بصفقة تعاقد الفريق حينها مع سيسك فابريجاس عندما كان لاعبا بأرسنال الانجليزي.
واضيف الي ذلك ان سؤال جوزيه حول بعض الامور التعاقدية يعتبر منطقي الي حد كبير كون ان المباراة كان تاريخها 7 يناير اي قبل 3 ايام فقط من فتح باب الانتقالات الشتوية في مصر كما هو محدد من اتحاد الكرة.
ولكن، يجب علينا كإعلاميين الاعتراف بأن اختيار توقيت طرح السؤال هو مسؤوليتنا خاصة اذا وضعنا في الاعتبار ان الموقف الذي تعرض له جوزيه بتلقيه نقد واضح لطريقة او مراكز لاعبيه بكل تأكيد ليس الاول من نوعه وهو ما ترتب عليه وجود حساسية في التعامل بينه وبين الصحفيين الامر الذي جعله يرفض الظهور في المؤتمرات الصحفية في المباريات المحلية وتركها لمساعده بيدرو بارني.
رابعا .. وضع حلول للمشكلة
ومن اجل انهاء هذا الملف الشائك نهائيا واعتماد اسلوب جديد للتعامل بين الطرفين، سيكون من الواجب فعل الاتي:
1- التزام الصحفي او الاعلامي بقوانين المؤتمر الصحفي والتي تتركز في توجيه اسئلة مباشرة للمدير الفني دون التطرق الي اي محاولات لخلق نقاش كروي او فني حتي لا يعتبر المدرب هذا الامر نوعا من الاستفزاز له اضافة الي اتاحة الفرصة لبقية الصحفيين لطرح اسئلتهم ايضا وعدم اضاعة وقت كبير في هذا النقاش.
2- التزام المدير الفني بالرد علي الاسئلة الموجهة له طالما كانت داخل الاطار المسموح مع امكانية تحلية ببعض المرونة منعا لتأزيم العلاقات بينه وبين الصحفيين خاصة وانها محتومة في المنظومة الكروية.
لمناقشة التقرير مع الكاتب والتواصل معه عبر الفيسبوك برجاء الضغط هنا