في أحيان كثيرة يجري الاتحاد السعودي لكرة القدم تغييرات على لجانه وإداراته المختلفة، وغالباً لا نلحظ فرقاً في أداء الأجهزة الجديدة، على اعتبار أنها تجد خطاً إدارياً تم رسمه قبل 20 عاماً من المدير الأول اعتاد عليه الموظفون والمسؤولون عن الاتحاد، ما يجعل مجرد العمل في إدارة أو لجنة استمراراً في طريقة العمل المعتادة دون أن يبذل الموظف أو المسؤول الجديد مجهوداً في الخروج عن طريقة العمل المعهودة. وللحق لم أجد مجهوداً يفوق ما قبله في لجان الاتحاد السعودي وادراته باستثناء لجنة الاعلام والاحصاء التي باتت علامة فارقة في أداء لجان الاتحاد المحلي، من خلال توفير المعلومة بصفة مستمرة، والعمل على ربط كرة القدم السعودية بالعالم الخارجي. واللافت قدرة هذه اللجنة على تذليل كثير من المصاعب التي يواجهها الإعلاميون والمتابعون في الحصول على المعلومة، ولا أبالغ أن الطريقة الجديدة التي انتهجتها اللجنة غيرت كثيراً من صورة الاتحاد السعودي أمام المتابعين من إعلاميين ومشجعين، إذ كان الأمر في السابق بمثابة «الفضيحة» أمام العالم الخارجي، حيث كان الاتحاد الوطني لا يمتلك أدوات اتصال مع العالم، ولا يمكن للباحث عن المعلومة في أوروبا أو أميركا أن يصل إلى الاتحاد السعودي بسهولة، بسبب عدم وجود موقع الكتروني ولا أرقام هواتف، ولا متحدث رسمي ولا أي شيء يدل على الحياة!. مع التغييرات الأخيرة، جاءت لجنة الإعلام لتنهي 30 عاماً أو أكثر من العزلة وطريقة العمل التقليدية التي لا تتواكب مع أدوات وتقنيات الإعلام في القرن الحالي. وحقيقة لا أستكثر على الاتحاد السعودي ظهور لجنة مؤثرة كالإعلام والإحصاء، غير أن المطلوب الآن التفكير بنفض الغبار عن لجان وإدارات مهمة، على نحو الأمانة العامة التي أعتقد أن إسناد مهمة إدارتها لرجل يمتلك بعضاً من طموح رئيس وأعضاء لجنة الإعلام كفيل بتغيير جلد الاتحاد حتى يصبح واحداً من أقوى الاتحادات الإقليمية والقارية. هناك فوضى حقيقية في أكثر من مكان، غير أن المصيبة أكبر في حال كانت الأمانة مصابة بهذا الداء وهي القلب النابض لكرة القدم السعودية، وبخلاف أمانة اتحاد كرة القدم هناك لجان لا تعمل بل إنها لا تجد ما تفعله على نحو لجنة الأخلاق واللعب النظيف، ولجنة الدراسات الاستراتيجية، ولجنة المسؤولية الاجتماعية. ويبقى أن تطوير لجان وادارات الاتحاد السعودي بات ضرورة ملحة لن تتحقق ما لم يتم اختيار أشخاص مؤهلين وطموحين للعمل من أجل التغيير والتطوير، خصوصاً أن السنوات الطويلة الماضية جادت علينا بموظفين ومسؤولين لم يكن لديهم رغبة في العمل، بل إن بعضهم لا يريد لمن معه أن يبادر لتقديم فائدة تذكر للاتحاد الذي يعمل تحت اسمه! نقلا عن "الحياة" اللندنية