لندن 21 يناير كانون الثاني (خدمة رويترز الرياضية العربية) - لم يتوقف جيف هولت عن ممارسة هوايته الأثيرة في الإبحار بالمراكب الشراعية رغم إصابته بشلل أعجزه من الصدر حتى اصابع قدميه إثر انتهاء مغامرة في الصبا بأسوأ طريقة ممكنة. ومدفوعا بتجارب مغامرين مشهورين مثل روبن نوكس جونستون وكلير فرانسيس أثبت البحار المصاب بالشلل الرباعي أن وجود الارادة كفيل بتذليل كل الصعاب. وانتهت 12 شهرا لا تنسى بالنسبة لهولت حين أصبح أول شخص معاق يبحر عبر المحيط الأطلسي بدون أي معاونة ليحصل على وسام بريطاني رفيع نظرا للخدمات التي اسهم بها لخدمة البحارين المعاقين - بطريقة رائعة الأسبوع الماضي حين منح هولت كأس بانتانيوس لأفضل بحار في العام. وقال هولت (44 عاما) لرويترز "لم أكن أتوقع التفوق في العام الماضي. أكثر شيء أثار سعادتي هو أنها ليست جائزة للمعاقين ولم تمنح لي لأني معاق. بل هي جائزة يمحنها أعضاء مجتمع رياضة اليخوت لأقرانهم الاسوياء." وأضاف "تضم قائمة الفائزين بالكأس جميع العظماء مثل سير روبن (نوكس جونستون) وهو أول رجل يبحر وحده وبدون مساعدة حول العالم بلا توقف وكذلك السيدة إيلين (مكارثر) وبن اينسلي وفرانسيس تشيتشستر.. والقائمة طويلة. امر ارئع ان يكون اسمي موجودا الآن في القائمة." وتغيرت حياة هولت من شاب قوي موهوب عمره 18 عاما يملك مستقبلا رائعا كبحار محترف حين انطلق بمركبه نحو جزيرة تورتولا في الجزر العذراء البريطانية. وبعدها بلحظات انقلب المركب ليكسر عنقه. وبدون الخوض في تفاصيل مرحلة طويلة من إعادة التأهيل بمساعدة ممرضته إيلين التي أصبحت زوجته فيما بعد وبعد انهيار قدراته البدنية احتاج هولت إلى سبع سنوات للعودة لقيادة المركب. كان هذا هو التدمير النفسي الذي مر به ليقبل أنه لن يتمكن مرة أخرى من قيادة المركب كشخص سليم. وأبحر هولت حول جزيرة ايل اوف وايت عام 1993 وبعدها بأربع سنوات فاز بميدالية برونزية لبريطانيا في بطولة دولية للمعاقين. وبعد عشر سنوات انطلق في رحلة حول بريطانيا استمرت 109 أيام ليصبح أول شخص مصاب بشلل رباعي يقوم بهذا بمفرده. ولا تخفى على أحد الصعوبات والمشاق التي تعرض لها شخص حركته مقيدة. وقال هولت عن ذلك "كنت أجذب الحبل بأسناني.. عانيت من البرد والبلل والإرهاق." وسطر هولت رحلته في مذكرات بعنوان "السير على الماء" وقبل أن يمر وقت طويل كان الرجل يقوم بمغامرة أخرى مدتها أطول وصعوبتها أكبر. من هنا جاءت رحلته لعبور المحيط الأطلسي على متن مركب اسمه "الحلم المستحيل" حيث لم يرافقه سوى مصور وشخص للاعتناء به لكن دون أن يتدخل أي منهما لمساعدته في الإبحار. وقال "لا أستطيع تحريك أصابع يدي.. يمكنني بالكاد تحريك ذراعي.. نسبة الحركة في ذراعي حوالي 30 بالمئة.. لذا كانت الصعوبة العملية التي واجهتها هي العثور على مركب يمكنني قيادته وأنا جالس على مقعدي المتحرك." وأضاف "يمكنني تحريك إبهامي لضغط الأزرار للسيطرة على الأشرعة كما يمكنني القيادة بظهر يدي.. هناك أيضا مشكلة الجلوس على مقعد متحرك في مركب يتحرك بعنف. سقطت مرات عديدة وبقوة شديدة." وانتهت الرحلة التي بلغت مسافتها 4800 كيلومتر في كين جاردن باي الشاطيء ذي الرمال الذهبية والمياه الرائعة الذي تعرض هولت فيه للحادث الذي كاد يقضي على حياته قبل 25 عاما. وأضاف "كان من الضروري أن يكون هذا هو المقصد. كانت هذه آخر بقعة سرت عليها بقدماي. لذا بعد 25 عاما أعتقد أنه كان قرارا صائبا للوصول مرة أخرى إلى ذلك الشاطيء." س ب - ف ع (ريض) arsp