مدريد، 14 سبتمبر/أيلول (إفي): يواصل لاعب التنس الإسباني رافائيل نادال تسجيل اسمه بحروف من ذهب في تاريخ اللعبة البيضاء، بعد فوزه الاثنين ببطولة أمريكا المفتوحة للتنس، آخر بطولات الجراند سلام هذا الموسم، للمرة الأولى في تاريخه. وتعتبر "فلاشينج ميدوز" البطولة الوحيدة في سلسلة الجراند سلام التي استعصى على الثور الإسباني التتويج بها، على الرغم من سجله الزاخر بالبطولات بينما لم يتجاوز عمره 24 عاما. ونجح نادال في تحقيق رقم قياسي جديد لإسبانيا في "فلاشينج ميدوز" بفوزه بالبطولة، فبعد سنوات من سوء الحظ والإصابات والتعثر جعلته يعجز حتى عن الوصول إلى نهائي بطولة أمريكا المفتوحة والاكتفاء فقط ببلوغ الدور قبل النهائي، حقق نادال حلمه المنشود وأكمل سلسلة الجراند سلام بالبطولة الوحيدة التي كانت ينقصه. وبذلك يصبح رصيد الثور الإسباني من بطولات الجراند سلام تسعة ألقاب، بينها خمسة في رولان جاروس، واثنتين في ويمبلدون، وبطولة أستراليا مرة واحدة وأخيرا أمريكا المفتوحة، وإن كان الطريق مازال طويلا أمامه لمعادلة إنجاز السويسري روجيه فيدرير الفائز بستة عشر لقبا في الجراند سلام. كما سيواصل نادال تربعه على عرش التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، وهو اللقب الذي جرد منه فيدرير للمرة الأولى عام 2008 بعد نحو ثلاثة أعوام احتل فيها المركز الثاني. ولم يكن اللاعب نفسه يتخيل أن يتمكن في مثل هذه السن الصغيرة من حصد كل هذه البطولات وتتويج إسبانيا ملكة على عرش التنس، حيث أكد أن ما أنجزه بات بالفعل يفوق أحلامه ولكن الواقع الجميل سيدفعه للمضي قدما من أجل تحطيم الأرقام القياسية وتحقيق المزيد من البطولات. فالثور الإسباني مازال يواصل إطاحته بالكثير من الأسماء التي حققت إنجازات كبيرة في اللعبة البيضاء، فهو صاحب الرقم القياسي كأكثر لاعب فائز بألقاب في سلسلة بطولات تنس الأساتذة برصيد 18 بطولة، كما حصد الميدالية الذهبية في فردي كرة المضرب للرجال في دورة الألعاب الأوليمبية ببكين عام 2008. ولم تقتصر إنجازاته على البطولات الفردية، فقد فاز ببطولة كأس ديفيز مع منتخب إسبانيا أعوام 2004 2008 و2009. ولد نادال في الثالث من يونيو/حزيران 1986 في بلدة ماناكور الواقعة بجزيرة مايوركا الإسبانية، في محيط أسرة صغيرة تتكون من والديه سيباستيان وأنا ماريا وشقيقة صغرى تدعى ماريا إيزابيل. عمه هو لاعب التنس السابق توني نادال، وهو الذي اكتشف موهبته وبدأ يدخله عالم اللعبة البيضاء وعمره ثلاثة أعوام فقط، كما دأب على تدريبه إلى أن فاز وهو في الثامنة من عمره بجائزة إقليمية للتنس. دفعت هذه الجائزة العم للوثوق في قدرات نادال وتكثيف تدريبه، كما أن توني هو الذي أقنع اللاعب باستخدام اليد اليسرى في اللعب لكي يصبح موهبة مميزة في عالم التنس الملئ باللاعبين العظام. وشهد عام 2001 تغلب نادال على اللاعب بات كاش بطل الجراند سلام السابق في مباراة استعراضية، وتمكن وهو في السادسة عشر من عمره أن يصبح ضمن أفضل 50 لاعب تنس على مستوى العالم. وكان نادال أصغر لاعب يصل إلى الدور الثالث لبطولة ويمبلدون، ثالث بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، منذ عام 1984 ، وذلك في أول ظهور له في البطولة الكبرى. ومن ناحية آخرى انتزع نادال لقب ثالث أغنى لاعب في تاريخ اللعبة البيضاء من النجم الأمريكي السابق أندريه أجاسي، وباتت ثروته اليوم تقدر بنحو 35 مليون دولار بعد أن حصد مليون و700 ألف دولا كجائزة أولى لكأس "فلاشينج ميدوز". وأخيرا أهدى نادال فوزه ببطولة أمريكا المفتوحة إلى أسرته وصديقته وجميع مدربيه، كما أكد عزمه مواصلة طريق النجاح الذي يتقدم فيه بثبات خطوة تلو الأخرى. (إفي)