سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طارق الزمر: «الإخوان» لم تراع «ظروف الثورة» وفشلت في تقديم «حكم رشيد».. ترشح «السيسي» للرئاسة يؤكد أن 30 يونيو «نصب سياسي» و«العسكري» دفع به للحفاظ على مصالحه.. والعواقب وخيمة حال فشل «مرشح الجيش»
قال طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أصبح «حزبا سياسيا» يرشح من بين أعضائه رئيسا للجمهورية، في الوقت الذي تمارس فيه السياسة كل القوى التي يحظر القانون اشتغالها بالسياسة، مثل الكنيسة والأزهر والجيش والشرطة وتنحي الأطراف السياسية والشعبية الحقيقية، على حد قوله. وأضاف «الزمر»، في حوار مع صحيفة «الراي» الكويتية، نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس: «من بين دلالات ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، لرئاسة مصر، هو أن اقتحام القوات المسلحة الساحة السياسية بهذا الشكل يدل على غياب الحس الوطني لدى من ورط الجيش في هذا المستنقع». وتابع: «العواقب وخيمة جراء فشل مرشح الجيش في مهمة رئيس الجمهورية وهو متيقن، كما أن العواقب وخيمة إذا وقف قادة الجيش خلف رجلهم عندما يخرج الشعب ليقول له ارحل». واعتبر «الزمر»، أن «الدفع بالسيسي مرشحا يعد بمثابة محاولة جديدة من قبل المجلس العسكري للحفاظ على مصالحه الاقتصادية المستقلة عن الدولة، والتي توفر لهم نفوذا ممتدا ورغدا في العيش، فالقرائن تؤكد أن السيسي ليس مرشحا لمصر قدر ما هو مرشح قوى دولية وإقليمية ترى فيه تحقيقا لمصالحها في المنطقة بل ومصالحها داخل مصر». وواصل: «ترشح السيسي يعني أن 30 يونيو أكبر عملية (نصب سياسي)، أفضت إلى أبشع (انقلاب عسكري) وكل من شارك فيها ملزم باعتذار واجب للشعب المصري عن كل ما جرى منذ 30 يونيو وحتى اليوم وعن وصول السيسي رئيسا للجمهورية وعن كل ما سيرتكبه بحق هذا البلد، فترشح السيسي أسرع وصفة لهزيمة (الانقلاب) فالقوى الشريفة كلها لابد ستجتمع لمواجهة التحدي الأكبر الذي تدرك أنه الأخطر على مصر منذ قرنين». وعن المبادرات التي تقدم بها البعض لإجراء مصالحة بين جماعة «الإخوان» والدولة، قال: «معظم المبادرات التي أطلقت حتى الآن شابها عيب خطير ورئيسي، فهي توجه للإخوان والصواب أن تتجه نحو الممسك بزمام الأمور، والسبب الرئيس في المشكلة الحالية هو المجلس العسكري، كما أننا نعتقد أن هناك أساسيات يجب أن تراعى في أي مبادرة قبل النظر في ما يتعلق بإمكانية أن تكون محل موافقة أم لا؟ ومن أهم الشروط اللازمة لنجاح أي مبادرة أن تجيب عن أسئلة رئيسة هي: ما المستقبل المنظور لمصر في ضوئها؟ وما الضمانات نحو هذا المستقبل؟». وأشار «الزمر»، إلى أنه «الإخوان ارتكبوا أخطاء كبيرة في الثورة كما في الحكم، وكان يمكنهم أن يقدموا أكبر خدمة للحكم الرشيد في العالمين العربي والإسلامي لو تعاملوا بما تقتضيه ظروف الثورة وشروط الحكم الذي يؤسس لدولة بعد ثورة، لأن نجاح الثورة وحكمها في مصر كان سيصنع نموذجا لا تستطيع منطقتنا أن تغادره أو أن تعيش بعيدا عن إلهاماته».