صدرت جريدة "اللواء"، لسان الحركة الوطنية فى مصر فى 2 يناير 1900، وكانت تباع بنصف قرش، ويكتبها الزعيم الوطنى مصطفى كامل، ومقرها 13 شارع فهمى بباب اللوق، ثم انتقلت بعد ذلك إلى 31 شارع نوبار، واستمر مصطفى كامل يكتب فى "اللواء" مقالاته الحماسية حتى توفى عام 1908. وكان هدف كامل من الجريدة بث الروح الوطنية فى الشعب المصرى، وعرضًا لتاريخ الأمم الناهضة والمكافحة، كما تبنى الدعوة إلى جمع التبرعات لإنشاء الجامعة المصرية، ومن أبرز مقالاته المقال المنشور بالعدد السابع بالجريدة تحت عنوان "كيف تبلغ الآمال"، ويقول فى افتتاحيته: إن الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية، ويشعر كل مصرى أن بلاده متأخرة عن سائر البلدان، وأنها ليست فى المكانة التى خلقت لأن تنالها، ويلمس كل منا أن هذا الوطن المصرى الغنى بالكثير من الخيرات، لو كان لنا دون غيرنا لأصبحنا أحسن وأسعد الشعوب , ويود لو رآه كذلك، ورأى أبناء جنسه أسيادًا فى بلادهم، أعزاء فى ديارهم، محترمين فى البلاد الأجنبية، مبجلين حيث يذهبون، إذا عرف الأجنبى أنهم أبناء مصر انحنى لهم تعظيمًا وإجلالًا؛ لشرف البلاد التى ينتسبون إليها، وعظمة المملكة التى هم أبناؤها، ولكن هذه الآمال وهذه الأمانى تحتاج رجالا مصريين، يسرعون فى إحياء مجد الوطن ورد ثروته إلى أبنائه، نريد رجالا مجتمعين تحت راية واحدة، ولواء واحد، لخدمة غرض واحد هو مصر, وإلا فكيف يكون الدواء فى أيدينا ولا نعمل لشفائها من هذه الأسقام القاسية. كما قال: "لا معنى لليأس مع الحياة، ولا معنى للحياة مع اليأس"، وقال: " الأمة التى لا تأكل مما تزرع، وتلبس مما لا تصنع, أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء، وإن من يتهاون فى حق من حقوق دينه وأمته ولو مرة واحدة يعش أبد الدهر مزلزل العقيدة سقيم الوجدان".