"كتاب فريد من نوعه وفى موضوعاته إذ ينظر إلى مجموعة من الناس نظرة مختلفة عن تلك السائد عنهم والمطبوعة عليهم، فسنوات طويلة ونحن لا ندرس قيادات الجماعات الإسلامية سوى من زاوية أفكارهم المتزمتة، وأفعالهم الدموية وتصرفاتهم الطائشة وأوهامهم المقنعة في القفز على السلطة وإقامة نظام حكم يتواءم مع تصوراتهم" هكذا تكلم الروائى عمار على حسن عن كتاب "كلمات خلف القضبان" للكاتب الصحفى منير أديب. صاحب "كلمات خلف القضبان" سعى إلى أن يضىء جانبًا مظلمًا، للإجابة عن أسئلة معلقة حول المنتمين للجماعات الإسلامية، أهمها هل بوسعهم أن يتصرفوا أحيانًا مثلنا ؟! "أديب" أقر في مؤلفه أن الشعر والأدب مرآة الشعوب يمكن من خلالهما الحكم على مدى تحضرها أو تخلفها، مشيرًا إلى أن أغلب التنظيمات الدينية أهملت الأدب في مرحلة تاريخية بعينها، فكان ذلك سببًا مباشرًا في تطرف بعض هذه التيارات، وأن عدم العناية بالأدب عمومًا لدى هذه التنظيمات ربما يكون السر وراء لغتها الفظة وطريقتها غير السوية في التعامل مع الآخر. كما أوضح أن إهمال بعض هذه التنظيمات الدينية عن ممارسة الأدب، ربما دفعهم إلى العنف بدرجاته، لافتا إلى أن امتهان الأدب يهذب الفكر والأخلاق ويصنع جيلًا يفكر بقلبه وينبض عقله حبًا ورحمة للناس. الكاتب قسم مؤلفه إلى فصلين، الأول سماه "قصائد منسية" ويحوي عدة عناوين منها: أيمن الظواهرى شاعرًا، مأساة عبدالباسط، يوم المنصة وشاعر الوطن، الكشكول الأحمر، إذاعة الخلافة الإسلامية، وشاعر الألم، قصائد شعرية لم يعرف أصحابها. أما الفصل الثانى احتوى على قصص قصيرة أهمها: سماح، توكيل طلاق، الجنة فيها محشى، القصر الملعون عودة المهاجر". تحت عنوان " أيمن الظواهرى شاعرًا" زود الكاتب صفحات مؤلفه بواحدة من القصائد المنسية التي حاول من خلالها أيمن الظواهرى زعيم تنظيم "القاعدة" أن يطوى صفحة الخلاف الدائر بين قيادات التيار الجهادى في بداية الثمانينيات، حيث كانت القصيدة الأولى والأخيرة في حياة "الظواهرى" على الأقل عندما كان مقاتلًا في مصر قبل أن يذهب لأفغانستان، خاصة بعد أن شغلته الحياة الجديدة داخل تنظيم القاعدة عن الشعر والأدب وربما عن أشياء أخرى في الحياة العادية لكل إنسان. ومن النص نقرأ: أخا الإسلام أقبل لا تبالى نشق لفجرنا سود الليالى وصابر ساعة عند النزال عدوك قد ترنح لا تدعه وشد بعزمه في الله أزرى شريكى أنت في نصرى وقهرى لنحرك صوب الأعداء ونحرى فصن صدرى فأنت اليوم درعى أخى أنى أريدك لا تدعن وإن بى ضاق صدرك من يسعى أبكى دون أن تبكى لحزنى وجفنك بارد لم يبك دمعة أخى في القدس ما أغلى الشهادة وجيش الله قد داست جيادة