سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضحايا «سانت كاترين»: جرح في قلب الوطن.. «أحمد» قبل وفاته: «يا بلاد عنك رحلنا.. يا بلاد كانت أملنا».. و«هاجر»: الثلوج تقتل «بهية».. نجاة «محمود ويسرا وإيهاب ومها».. وأصدقاء «رمضان»: «عافر يا محمد»
«يا بلاد عنك رحلنا ودموعي هربت وماتت، يا بلاد كانت أملنا وفي يوم صحيت ما بانت».. ربما لم يتوقع «أحمد» عندما نشر الكلمات السابقة عبر حسابه على «فيس بوك»، أن «يرحل عن بلاده» عندما يخرج في رحلة سفاري داخل وادي الجبال بسانت كاترين مع 7 من أصدقائه. هو ( أحمد عبد العظيم أحمد ) صاحب الثامنة وعشرين عامًا توفي هو واثنين من أصدقائه هم: خالد السباعي 30 عامًا، وهاجر أحمد21 عامًا، بعدما فقدوا في منطقة جبال سيناء في رحلة سفارى سميت باسم «رحلة جبل باب الدنيا»، بينما أنقذت العناية الآلهية أربعة آخرين هم: «محمود ف» 30 عامًا، و«يسرا.م» 28 عامًا، و«إيهاب م.ع» 25 عامًا، و«مها.ش» 21 عامًا، ولا يزال البحث جاريًا عن المفقود الثامن المخرج الشاب محمد رمضان. البداية حسبما يقول العقيد أحمد محمد على، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، عندما تلقى مركز عمليات القوات المسلحة طلب استغاثة عصر أول أمس الأحد بفقد 8 أشخاص، 5 رجال، و3 سيدات في العقد الثالث من العمر، كانوا في رحلة سفاري داخل وادي الجبال الوعر الذي يصعب سير الآليات وحتى الجمال به. عقب الاستغاثة، أمر المشير عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بتخصيص طائرة بحث وإنقاذ ودفع دوريات مترجلة من قوات حرس الحدود وقصاصي الأثر، لتمشيط المنطقة والبحث عن العالقين بالوادي منذ يوم السبت الماضي، والتي حالت الظروف الجوية الصعبة وحالة الإعياء التي نالتهم من إمكانية نزولهم من المنطقة الجبلية. وتدني درجات الحرارة بالمنطقة إلى « 1 درجة» تحت الصفر، وقت دخول القوات مع صعوبة دخولها ليلا ظلت القوات على مشارف الوادي حتى صباح الإثنين، وعند دخول الوادي نجحت القوات في الوصول إلى 4 أفراد أحياء، على عمق 8 كيلو مترات داخل الوادي هم: يسرا منير السيد، ومها شوقي السود، ومحمود فاروق عباس، وإيهاب محمد عبد الرحمن قطب، كانوا في حالة إعياء شديدة نتيجة تدنى درجة الحرارة. وقال المتحدث إن الناجين أبلغوا القوات أن هناك ثلاثة أفراد متوفين داخل واد آخر خلفي بجوار الذي تم العثور عليهم فيه، إلا أن الليل قد دخل على القوات فباتت ليلتهم بالوادي ومعهم الناجون الذين تم تدفئتهم من خلال المعدات رفقة القوات. وأردف: «في صباح اليوم الثلاثاء دخلت القوات إلى الوادي الخلفي الصعب الوصول إليه، ووجدت ثلاث جثث على مسافة 13 كيلو مترا على قمة الجبل، هم: ( هاجر أحمد مصطفى شلبي، وخالد سباعي، وأحمد عبد العظيم )، وأثناء خروج القوات من الوادي وبرفقتهم الجثث الثلاث، واجهتهم سيول متجمدة حالت دون خروجهم وتم بياتهم الليلة «ليلة الأربعاء» تمهيدا لخروجهم صباح غد، خاصة وأنه يصعب التعامل مع المنطقة بالطائرات». توفي ثلاثة وأنقذت العناية الإلهية أربعة بينما لا يزال المخرج الشاب محمد رمضان، المعيد بالمعهد العالي للسينما، صاحب الفيلم الروائي القصير «حواس»، الذي مثّل مصر في أكثر من 30 مهرجانًا سينمائيًا دوليًا، وحصد أكثر من 10 جوائز، مفقودًا، تاركًا لعائلته وأصدقائه «همًا» يواجهونه بالدعاء «ربنا يرجعك يا محمد». صديقه أحمد العايدي يتحدث عن «محمد»: «سيحيا من أمطار السيول بين الصخور، وسيصنع فيلمًا عن مأساة أن تضيع في سانت كاترين.. ننتظرك يا صديقي بصبر الواثقين من رحمة الله»، وتقول صديقته شيماء متولي: «من أول ما اتعرفت عليك وعرفت منك إنك بعد ما درست هندسة جريت ورا حلمك وكملت في معهد السينما وتفوقت وبقيت مدرس كمان وأنا قولت إنك من الناس اللي بتجري ورا حلمها ومش بتستسلم بسهولة.. اجري يا محمد وعافر وارجع لاهلك وصحابك». وفي آخر نشاطاته عبر حسابه على «فيس بوك»، نشر «محمد» صورة للقمر من خلف جبل سانت كاترين، مصحوبة بتعليق «القمر مستخبي ورا الجبل»، تبعها بصورة ثانية مع طفلة سيناوية، وعلّق قائلًا « صباح الخير يا سينا». «طول عمرها تحب الخير وعمرها ما اتأخرت على حد»، يتحدث «محمود» عن صديقته «هاجر» التي توفيقت في «الرحلة السوداء»، ويحكي مشهدًا جمعها ب«يسرا» إحدى الناجيات من الرحلة قائلا: «فاكر هي ويسرا خرجوا لوحدهم في رمضان عشان يوزعوا لحمة على الغلابة في الأحياء الشعبية والعشوائيات».