أكد الدكتور عبد الموجود الدرديرى، عضو حزب الحرية والعدالة والمتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بالحزب، أن مرحلة ما يعرف بسياسات الشارع أو صراعات الشارع، التى تتعارض مع الديمقراطية ولا تحقق أى نتائج إيجابية، تنتهى بإجراء انتخابات مجلس النواب. وأشار إلى أن هذا المجلس يتولى عملية التشريع كاملة، وسن القوانين التى تنظم السلوك الديمقراطى بما يحقق صالح الوطن. وأوضح "الدرديرى" أن الثورات تمر بمراحل متعددة وأن المرحلة الحالية لثورة 25 يناير المجيدة تشهد ممارسة السياسة من خلال الشارع بعيدا عن المؤسسات الديمقراطية واستغلال بعض الأطراف للموقف لقلب حقائق الأمور والحض على إثارة مواجهات بين المواطنين العاديين فى الشوارع وتوظيف ذلك لصالحها دون مصلحة الوطن والعمل على عدم إفساح المجال للمؤسسات الدستورية للعمل. جاء ذلك فى تصريحات ل"الدرديرى" خلال لقاء الشيخ شاكر السيد، إمام مسجد دار الهجرة مع الجالية المصرية فى مركز دار الهجرة بولاية فيرجينيا الأمريكية، الليلة الماضية، استعرض فيه الأحداث بمصر بداية من قيام ثورة 25 يناير وأسبابها ومراحلها السابقة واللاحقة لهذا التاريخ وتناول دور المصريين فى الولاياتالمتحدة فى دعم العلاقات المصرية الأمريكية والربيع العربى. وأشار إلى أنه يزور الولاياتالمتحدة تلبية لدعوة لجنة من الكونجرس الأمريكى تنظم لقاء على مدى 3 أيام فى واشنطن بعنوان "إفطار الصلوات الوطنى" الذى بدأ أمس ويوجه له الرئيس باراك أوباما كلمة غدا الخميس. وأكد الدرديرى، عضو مجلس الشعب السابق عن الأقصر، الدور الكبير المنوط بالجاليات المصرية فى الخارج وأهمية التعبير عن انتماء أعضائها الحقيقى لمصر ودعمهم لمشروع الديمقراطية فى بلدهم الأم مصر والأفكار الإيجابية التى يمكن أن تساعد الشعب المصرى وكذلك خدمة المجتمعات التى يعيشون فيها. ولفت إلى أن الثورة ستنجح فى نهاية المطاف فى تحقيق طموحات الشعب المصرى بالقضاء "سلميا" على الفساد والاستبداد والقمع، وتحقيق الحرية والعدالة، مؤكداً أن مصر تحتاج إلى معارضة واعية قوية تتمتع بالولاء للشعب المصرى ومصالحه حتى تكون هناك حكومة قوية تخدم هذا الشعب بكل طاقتها. واتفق الدرديرى، فى الرأى مع أبناء الجالية المصرية فى واشنطن وفرجينيا، على ضرورة توعية المواطنين باستحقاقات وواجبات المرحلة الحالية حتى لا يقعوا فريسة لتزييف الحقائق والوقوع فى شراك القوى الرجعية التى تصور الأمور على غير حقيقتها، مثل الترويج لأخونة الدولة والقول على سبيل المثال إن جميع الوزراء من جماعة الإخوان المسلمين فى حين أن الحكومة بها أقل من 10 وزراء من الإخوان من بين 35 وزيرا، وأقل من 10 محافظين من بين 28 محافظا. وأكد الدرديرى ضرورة الحوار بين القوى السياسية داخل مصر دون وضع شروط مسبقة لضمان نجاحه والتوصل إلى توافق وتحقيق صالح البلاد. وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادى بين مصر والولاياتالمتحدة، قال إن الإدارة الأمريكية والكونجرس عليهما أن يدركا أهمية هذا الجانب وأن الاستقرار الاقتصادى فى مصر يساعد على تحقيق الاستقرار بشكل شامل فى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك على تعزيز مصالح الولاياتالمتحدة فى المنطقة. وأشار إلى أن التعامل أصبح اليوم بين الولاياتالمتحدة والشعب المصرى وليس بين الولاياتالمتحدة وشخص بعينه كما كان فى الماضي، وتوقع تحقيق نتائج إيجابية خلال الأسابيع القادمة. وعلى هامش تلبية دعوة الكونجرس الأمريكي، قام الدكتور الدرديرى بجولة فى عدد من الولاياتالأمريكية للحديث مع الجاليات المصرية بها والمجتمع الأمريكى والمؤسسات الأكاديمية الأمريكية، مشيرا إلى أنه بدأ الجولة من ولاية مينسوتا وزار جامعتها والتقى مع بعضو الكونجرس هناك كيث اليسون حيث دار بينهما حوار حول الوضع فى مصر وآفاق التعاون، ووعد أليسون بترتيب لقاء للدكتور الدريرى مع البروجريسيف كوكس الذى يضم حوالى 87 من أعضاء الكونجرس الأمريكى وذلك على ضوء ما قاله أليسون بشأن عدم سماع أعضاء الكونجرس لصوت حزب الحرية والعدالة فى واشنطن رغم سماع أصوات أطراف أخرى. وأضاف أنه زار نيويورك والتقى مع مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير معتز أحمدين خليل، مثلما التقى فى واشنطن مع السفير محمد توفيق سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة، وعقد حوارا مفتوحا لمدة 90 دقيقة فى معهد السلام الدولى فى نيويورك بشأن كل ما هو مطروح على الساحة فى مصر وعلاقات مصر بالخارج. وأوضح أنه، بعد زيارته لواشنطن، سيزور ولاية كاليفورنيا بعد غد الجمعة للقاء الجالية المصرية للحديث عن التحديات الحالية والفرص المطروحة للربيع العربي، وسيلتقى مع الجالية المصرية فى سان هوزيه، ثم سيشارك فى لقاء بإحدى الجامعات هناك كما سيعقد لقاء مع الكنيسة القبطية ومع بعض الأمريكيين المهتمين بالبعد الدينى بين المسلمين والمسيحيين فى مصر. وقال الدرديرى إن جولته فى الولاياتالأمريكية تستهدف تعريف المجتمع الخارجى بما يدور فى مصر، والتأكيد على أن مصر اختارت الطريق الديمقراطى الذى لا رجعة عنه، والتأكيد على أن الإدارة المصرية تركز على أن الحوار مع القوى الوطنية هو السبيل الوحيد للخروج بمصر من كل التحديات التى تواجهها، واقتراح القيام بحملة مصرية بعنوان "دعونا نوقف المشاحنات ونبدأ فى الإصلاح"، والتأكيد على قيام الجاليات المصرى بدورها تجاه مصر فى هذه الفترة بمساعدتها إن استطاعت بتحويل جزء من أموال أفرادها إلى البنوك المصرية، إضافة إلى تنشيط السياحة وذلك بصفة الدكتور الدرديرى نائب محافظة الأقصر فى مجلس الشعب السابق.