شارك عشرات الآلاف من الفرنسيين، اليوم الأحد، بباريس في "يوم الغضب" ضد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تلبية لدعوة عدد من المجموعات المعارضة للسياسات الحكومية والأوضاع في البلاد. وتحت الأمطار الغزيرة التي تهطل على العاصمة الفرنسية، اليوم الأحد، طالب المتظاهرون في مسيرتهم التي انطلقت من ساحة باستيل ووصلت إلى ساحة أنفاليد بإقالة الرئيس الفرنسي. ورفع المتظاهرون، الذين بلغ عددهم ما يقرب من 120 ألفا بحسب المنظمين و17 ألفا فقط بحسب وزارة الداخلية الفرنسية، لافتات كتب عليها "فرنسيون غاضبون" و" هولاند ارحل". ووقعت اشتباكات – في نهاية المسيرة المعارضة- بين عدد من شباب المشاركين والشرطة بشارع دو فيلار بالداشرة السابعة في باريس، حيث ألقى مئات من الشباب وعدد منهم ملثم الزجاجات والألعاب النارية والقضبان الحديدية، والقمامة والدخان على رجال الشرطة الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وطوقت قوات الأمن وشرطة مكافحة الشغب ساحة فوبان التي فر إليها المتظاهرون الذين واصلوا ترديد هتافاتهم "هولاند ارحل" و"فرنسا للفرنسيين". وفى السياق ذاته، طالب عدد من المتحدثين باسم المتظاهرين الغاضبين طالبوا البرلمان الفرنسي بالبدء في إجراءات "إقالة هولاند" لإخلاله، من وجهة نظرهم، بمسئولياته. وكانت مجموعة، أطلقت منذ شهر نوفمبر الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" والصفحة المخصصة على "فيس بوك" ل"يوم الغضب" ضد الرئيس الفرنسي. وذكرت تلك المجموعة – في دعواتها – أنه ما من فرد ليس لديه سبب واحد للغضب ضد السياسة الحكومية الحالية التي – بحسب الدعوة - لا تستمع إلى الشعب، تقوم بتجويع الفلاحين، تقوم بدفن الجيش، تحرر المجرمين، تفسد النظام المدرسي، تقلل من الحريات، تغتال هويتنا وتدمر عائلاتنا، وهى الأمور التي لخصها بيان الحركة. ومن خلال الخطوط العريضة التي حددتها الحركة، اجتذبت في فترة أقل من ثلاثة أشهر ل"يوم الغضب" ما يقرب من 13 ألفا من الفرنسيين الذين ضغطوا بكلمة "إعجاب" على صفحتها على "فيس بوك" وما يقرب من ألفين فقط على موقع التواصل الآخر "تويتر"، بالإضافة إلى أن ما يقرب من 24 ألفا من مستخدمي الإنترنت أعلنوا بالفعل مشاركتهم في "يوم الغضب" وذلك على الصفحة المخصصة للحدث. وبخلاف المنظمين الذين لم يعلنوا هويتهم والذين قالوا أنها حركة تضم كافة أطياف الشعب ولا تقف وراءها أي من الأحزاب..دعت عدة حركات معروفة ومن بينها "الربيع الفرنسي" المناهضة لزواج المثليين على لسان متحدثتها الرسمية بياتريس بورج دعت ما أطلقت عليه "الأغلبية الصامتة" من أبناء الشعب إلى النزول والمشاركة في "يوم الغضب" والتظاهر اليوم. كما يشارك في المظاهرات أيضا داعمو الفكاهي الساخر ديودونيه الذي حظرت السلطات الفرنسية مؤخرا عروضه الفنية في عدد من المدن على مستوى البلاد بعد اتهامه بإهانة ذكرى ضحايا المحرقة النازية وتعريض الأمن العام للخطر بإطلاقه تحية يرى منتقدوه أنها تنطوي على تلميح معاد للسامية. وبخلاف مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، تنتشر في غالبية شوارع وميادين العاصمة باريس ملصقات تحمل صورة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وكتب عليها "ارحل" للحشد ل"يوم الغضب".