وزير الدفاع: الحفاظ على الاستعداد القتالي هو الضمان الحقيقي لأمن واستقرار الوطن    الأقصر تنهى الاستعداد لجولة إعادة انتخابات الشيوخ 2025    استمرار فعاليات برنامج التبادل الطلابي بكلية الطب جامعة حلوان    الجالية المصرية بفرنسا: نقف صفا واحدا لمواجهة أي محاولات تستهدف مصر    بمشاركة 33 شركة.. انطلاق مبادرة «سلامتك تهمنا» في الإسكندرية    السيسي يتابع مشروع الدلتا الجديدة وتطورات أعمال تجميع مياه الصرف الزراعي    لمدة 21 ساعة.. انقطاع المياه عن بعض المناطق بالقليوبية (تفاصيل)    هيئتى «الرعاية الصحية» و«سلامة الغذاء» تبحثان التعاون فى التغذية العلاجية    بنك saib يمول مشروع «تاج تاور» العاصمة الادارية بقيمة 4.8 مليار جنيه    «مرسى مطروح» تحذر المواطنين من التعامل مع العقارات المخالفة    الحلم هيبقى حقيقة .. محافظ أسيوط يلتقي خريجي كلية الهندسة لتحويل ابتكاراتهم إلى مشروعات تنموية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني تطورات الأوضاع في قطاع غزة    نتنياهو يدعو الكابينت الأمني والسياسي لاجتماع موسع الثلاثاء    تحليل إخباري: انقسام درزي حول تشكيل جيش درزي مدعوم من إسرائيل في السويداء السورية    واللا: إسرائيل تستعد لهجوم قوي وشيك على اليمن    كرة طائرة.. منتخب مصر يسقط أمام هولندا في بطولة العالم للسيدات    بيشيشوا | شيكابالا يكشف كواليس خسارة الزمالك نهائي دوري أبطال إفريقيا 2016    القادسية الكويتي يعلن ضم محمود كهربا في صفقة انتقال حر    بسبب ريال مدريد.. بيدري يشكك في ذمة حكم مباراة برشلونة    بعد 3 مباريات.. سون يفتتح أهدافه بالدوري الأمريكي    بعد تصريحات شيكابالا.. أيمن يونس: الأساطير تكبر بكلامها ولا تُفشي أسرار الغرف المغلقة    بعد تكرار حوادث الغرق بالإسكندرية.. الأرصاد تحذر من ارتفاع أمواج البحر المتوسط    «أمن المنافذ»: ضبط 5 قضايا تهريب بضائع وتنفيذ 348 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    الإعدام للمتهم بقتل شقيقته في الجيزة: رفضت الزواج وأرادت العودة لطليقها    انتشال جثمان طفلة من تحت أنقاض منزل منهار في سمنود    محافظ الفيوم يعتمد نتيجة الدور الثاني للشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 99.91%    «الوزراء» يكشف خطة تطوير حديقة الحيوان بالجيزة    كانوا جايبين جثمان ابن عمهم المتوفى في ليبيا... وفاة شخص وإصابة 3 آخرين إثر انقلاب سيارة نقل موتى بكفر الشيخ    تشييع جثمان الفنان الشاب بهاء الخطيب وسط صدمة وحزن أسرته وأصدقائه    مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يطلق ورشة عصام السيد لتأهيل موجهي المسرح المدرسي    خلال ممارسته كرة القدم| وفاة الفنان بهاء الخطيب عن عمر يناهز 41 عامًا    تامر حسني والشامي يحييان سهرة استثنائية ضمن "ليالي مراسي"| فيديو    «مش بس في الفلوس».. 6 أبراج طماعة وجشعة (تعرف عليها)    «هطلّع منه كلام مقالوش».. ميدو: «نفسي أستضيف الخطيب في برنامجي»    محافظ أسوان يتابع منظومة التأمين الصحي الشامل بمستشفى المسلة التخصصي    انطلاق جراحات إصلاح عيوب الشبكية بمستشفى المقطم تحت مظلة «التأمين الصحى»    أفضل 6 طرق لفقدان الوزن بدون ريجيم (تعرف عليها)    6 نصائح للوقاية من ضربات الشمس خلال الموجة الحارة (تفاصيل)    ريال أوفييدو ضد الريال.. فينيسيوس يعانى تهديفيا خارج الديار    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الأسبوع    التنكيل بالضفة... حملات اعتقالات واقتحامات إسرائيلية واسعة فى الضفة الغربية    مدير القوافل الطبية: نستهدف الأماكن البعيدة عن المستشفيات والخدمات مجانية    اليونيسف: الأطفال والرضع فى غزة يمرضون ويموتون جوعا    "مباراة عادية".. المصري هيثم حسن يتحدث عن مواجهة ريال مدريد في الدوري الإسباني    تحرك جديد من الزمالك لإنقاذ أرض أكتوبر    "ادعولها يا جماعة".. مصطفى قمر يدعم أنغام بسبب أزمتها الصحية    يسري جبر: هذا جزاء من يتقن عمله    هل تعليق الصور على الحائط حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    وكيل عربية النواب: حملات الإخوان ضد السفارات المصرية محاولة بائسة للتغطية على جرائم الاحتلال    وزير الدفاع يلتقي عدد من مقاتلي المنطقة الغربية العسكرية    الأرصاد: استمرار ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. وهذا موعد التحسن    تراجع أسعار الدواجن والطيور الحية اليوم الأحد فى أسواق الإسماعيلية    الاستعلام و الشروط وآليات التقديم في مسابقات التوظيف الحكومية 2025    جرائم الإخوان لا تسقط بالتقادم    في ذكرى المولد النبوي.. أفضل الأعمال للتقرب من الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم    فى حفل توزيع جوائز نقابة مديرى المواقع الدولية LMGI.. المديرة التنفيذية لرابطة مفوضي الأفلام الدولية AFCI: لجنة مصر للأفلام حققت المستحيل بتصوير Fountain of Youth بالهرم مستخدمة هيلوكوبتر وسط مطاردات بالأسلحة    "سيد الثقلين".. سر اللقب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده    دعاء الفجر | اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا وارزقنا القبول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النواح والنواحة
نشر في فيتو يوم 26 - 01 - 2014

كتب الشاعر الراحل عمنا أحمد فؤاء نجم، أغنية حاحا الشهيرة والتي استمعنا إليها حتى الثمالة خلال السنين الثلاث الماضية كإحدى أغاني الثورة.. وإذا تساءل البعض عما حدث لثورة يناير.. فالإجابة تكمن في طيات هذه الأغنية الثورية ذاتها على طريقة الأفلام البوليسية..
بينما كانت بقرة حاحا يتم سلب حليبها من أهل الدار والروم والخواجات شفطوا اللبنات.. كنا ننوح.. ثلاث سنين من فبراير 2011 ونحن ننوح على بقرة حاحا.. دون أن ندرك أن النواح لن ينقذها هي أو اللبن المغتصب..
نوحنا على استفتاء 19 مارس وعلى مجلس الشعب وعلى الدستور وعلى انتخاب مرسي دون توقف.. ندابات.. لم يتوقف أي منا ليحاكم ذاته على ما اقترفناه منذ 11 فبراير وحتى هذا اليوم.. ظللنا في دفاع مستمر عن كل ما يمثل 25 يناير دون أن ندرك أن بدفاعنا عما كان فاسدا فنحن نطعن فكرة الثورة ذاتها.. دون أن ندرك أننا ما لم ندن فساد بعض من شاركوا في الثورة فإن أهالينا الذين دعوناهم لكي ينضموا لنا بشعارات إنزل وحالة التعاطف التي حدثت بعد سقوط مبارك ستذهب إلى خبر كان..
"اقتحام السجون كان عملا عشوائيا جاء بالصدفة وكذلك مهاجمة الأقسام لأنه لو هذا لم يحدث فإذن هي تهمة لنا كثوار".. أنت من قمت بهذا الربط قبل الشعب فلماذا ترفض في هذه اللحظة أن يقوم الشعب بهذا الربط..
"كل من شاركوا في الثورة شرفاء والحملة ضدهم تشوه الثورة"، دورك كثوري أن تلفظ من يتضح فساده داخلك قبل الآخرين حتى لا تصبح شريكا في جريمته بما أنك مربوط تلقائيا به..
"يا أهالينا انضموا لينا.. يا أهالينا انضموا لينا.. بس ما تنضموش قوي.. سيبونا نقرر لأننا إحنا اللي نزلنا الأول يوم 25 قبلكم".. حين نزلت يوم 25 يناير كان لإزاحة ديكتاتور ونظام وترك الصوت للشعب ليقرر مصيره فإنك زرعت له نظاما أفسد مما سبق فعليك نقد ذاتك وعمل كشف حساب لأخطائك حتى لا تتحول لخطايا..
لا بد أن نعترف بأن كثيرا منا ارتكبوا حماقات بغض النظر عن انتمائنا لنفس الفريق الكاره لمبارك ونظامه.. فالاعتراف بالخطأ بداية الطريق للوحدة ولهذا فنحن اليوم نفترق.. حين تفقد صوتك صراخا ضد التعديلات الدستورية وترفع قضية ضد تأسيسية الدستور التي فرضها الإخوان ثم تدعم مرشحهم كمرشح الثورة.. فأنت تقدم على خطيئة في حق ثورتك حين تعتبر هذا ممثلها..
ولا تحدثني عن اللحظة الفارقة وما إلى ذلك.. وحين تدفع بمرشحين من باب أن "إثبات الفكرة هو المهم وليس الانتخابات ذاتها" فإنك تخون من آمن بك ونزل لدعمك في الميدان دون أن يكون له اهتمام شخصي بفكرة الثورة.. وحين تدعم مرشحا بوضوح على مدى شهور قام بخيانتك بلا توقف.. كيف تتوقع من غير الثوار أن يؤمنوا بك.. بعد 11 فبراير.. قلنا الدستور أولا.. ضغط الإخوان للتعديلات الدستورية والانتخابات.. وتلقينا خاذوق ورا خاذوق حتى جاء اليوم الذي رأيت في مرشحهم أملك الوحيد نعم أملك الوحيد بمنطق انتقامي بحت لا عقلاني..
بداية لو كنت من النوع الذي تؤمن بأن كل من لم ينزل في الثمانية عشر يوما ضد مبارك لا حق له في البلد أو في أن يكون له رأي فلا حاجة لقراءة الهذا المقال.. أما إذا كنت تعتبر أننا خرجنا إلى الشوارع من أجل هؤلاء الخائفين أو حتى المتصالحين مع فساد السلطة بمنطق أن لا خيار آخر.. فهذه فرصة نقد الذات.. تذكر أولا أن الخيار الذي تراكمت أفعالك خلال تلك الفترة لم تريه العكس.. خاصة وبعض من أطياف حلفائك مازالت تنسق مع الإخوان حتى هذه اللحظة باعتبارهم ملاذهم الأخير..
نعم لم نحمل للشعب خيارا أفضل.. بل الأغبى أننا تجاهلنا جميعا بما أننا نرفض شفيق وأنا على رأس تلك القائمة كل انتهاكات الانتخابات ومنع فئات من الشعب من الانتخاب بالقوة في الصعيد والتزوير والتي تجعل فرق الواحد في المائة مشكوكا فيه بمنطق أن مرشح "الثورة" قد نجح.. ارتضى بعضنا احتمالية التزوير لرفضنا المرشح المنافس..
وفي هذا ما الفرق بيننا وبين فساد مبارك والحزب الوطني ؟ لا أقول إنني كنت أرغب في أن يصل شفيق للحكم فهو بالتأكيد ما كنت أرفضه ولكنني أتحدث عن ضمائرنا "البحبوحة"...
يؤمن أغلبية الشعب المصري حاليا بأن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة.. وحاليا صراحة أجدني ميالا لتصديق أن بعض ممن شاركوا فيها سواء منذ البدء أو المنتصف كالإخوان لم يكونوا صافيين النية ومندفعين بيوفوريا الثورة كما كنا في ليلة 25 يناير أو في يوم 28 ولكن الأكيد أن الكثير نزلوا لأسباب حقيقية وباندفاع حقيقي وأن الخروج ضد مبارك كان حتميا.. وأن دفاعنا عن الطرف الآخر لا يبيض سيرته التي تأكدت تلطيخها بقدر ما يلوثنا شخصيا..
وإننا بالتأكيد خرجنا ضد السلطة والنظام لا ضد الشعب وأن اليوم الذي نسب فيه الأغلبية من هذا الشعب على اختيارهم بعد الحرية التي منحت لهم لأنهم عجائز أو خائفين أو استقراريين أو إسلاموفوبيين فنحن نخنق الثورة ذاتها وأثق أن هذا النوع من الثورات حين يصل للحكم لن يقل قمعا عما جاء قبله ليتحول لنظام فاشى باسم الثورة.. علينا أن نفهم لماذا انفضت تلك الجماهير من حولنا ونعود لكسب ما كان لدينا في 25 يناير قبل أن ننوح على وفاتها ونحن بلا شك كنا نحمل سكاكين الصمت والتوافق في وسط من يطعنوها..
سؤال أخير لمن يدفعون بالمزيد من وقود الدم في معركة لا طائل لها..ما هو المطلب الحالي ؟ انتخابات رئاسية ؟ إسقاط نظام مؤقت ؟..وما ثمن أن يموت شباب أطهر من الطهر ثمنا لشهرين أو ثلاثة حتى الانتخابات التي أدعو من قلبي أن تكونوا أكثر ذكاء في خوضها حتى لا تتكرر المأساة وتموت الثورة للأبد حين يصبح: الثوار ضد الشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.