يُعيد مشروع قانون الإنفاق الجديد بالكونجرس الأميركي مساعدات اقتصادية وعسكرية لمصر تقدر بأكثر من 1.5 بلايين دولار كانت قد قطعت بعدما عزل الجيش الرئيس محمد مرسي في الصيف الماضي. ويشمل مشروع القانون ما يصل إلى 1.3 بلايين دولار مساعدات عسكرية و250 مليون دولار دعمًا اقتصاديًا لمصر لكنه يربط التمويل باتخاذ خطوات نحو استعادة الديمقراطية. وسيكون التمويل متاحًا فقط إذا شهد وزير الخارجية الأمريكي أمام لجنة المخصصات بالكونجرس بأن حكومة مصر تحافظ على علاقاتها الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة وتفي بالتزاماتها بموجب اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل في 1979. ومن شأن إعادة المساعدات لمصر أن يشكل سابقة تقدم فيها أمريكا مساعدات لدولة بعد عزل الجيش لرئيس على الرغم من أن أنصار مرسي يعتبرون ما حدث انقلابا بينما ترفض الحكومة الحالية ذلك. ويرى المؤيدون أن استعادة التمويل الذي يخضع لشروط يخلق توازنا ملائما بين دفع الحكومة لتبني إصلاحات ديمقراطية ومواصلة التزام الولاياتالمتحدة نحو مصر. وقال السناتور باتريك ليهي رئيس اللجنة الفرعية المسئولة عن المساعدات بمجلس الشيوخ في كلمة اليوم الثلاثاء "إذا واصل الجيش أساليبه القمعية واعتقال النشطاء المدافعين عن الديمقراطية ولم يجر انتخابات حرة ونزيهة فلن تكون الشهادات ممكنة وستقطع المعونة الأمريكية." وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما أعلنت في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) بعدما استخدمت السلطات في مصر القوة ضد محتجين أنها ستعلق تسليم دبابات وطائرات مقاتلة ومعدات عسكرية أخرى بالإضافة إلى مساعدات نقدية قيمتها 250 مليون دولار أمريكي للحكومة التي يدعمها الجيش إلى أن تحقق تقدما فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان. وعلى الرغم من ذلك أحجمت الإدارة رسميًا عن اعتبار ما حدث في مصر انقلابًا. ودفع ذلك العديد من المشرعين للمطالبة بتغيير السياسة الأمريكية وعبروا عن قلقهم من أن واشنطن تعرض للخطر علاقتها الوثيقة مع بلد حليف مهم في منطقة غير مستقرة. وأثارت إعادة المساعدات انتقادات بالفعل. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في مقالتها الافتتاحية (الثلاثاء)، إن الديمقراطية "الزائفة" في مصر لا تستحق المعونة الأمريكية وقالت إن الشهادات بأن مصر تستعيد الديمقراطية لن يمكن تقديمها صراحة. وكتبت الصحيفة تقول "... الوسائل القمعية للجيش لا يمكن أن تؤدي إلى الاستقرار في مصر ناهيك عن أن تعالج مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية الصعبة." وقال ليهي وزعماء آخرون في لجان المخصصات الفرعية المسئولة عن التفويض بتقديم المساعدات في مجلسي الشيوخ والنواب أن مشروع القانون يفرض على السلطات المصرية شروطا أشد صرامة مما طالبت به إدارة أوباما أو مما ورد في تشريع مقترح في مجلس الشيوخ. ويقول أنصار مرسي أول رئيس مصري منتخب بشكل حر، إن عزله كان انقلابا قوض مكاسب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011. ويرفض الجيش تلك المزاعم من جانب جماعة الإخوان التي ينتمي إليها مرسي ويقول إن عزله جاء استجابة لإرادة الشعب.