فى الأول من فبراير من عام 1990، اهتم العالم بما وصف بأنه معجزة طبية، حيث نجح الأطباء البريطانيون للمرة الأولى فى التاريخ، فى إجراء عملية لقلب جنين كان يعانى فى انسداد فى شرايين القلب وهو لا يزال فى رحم أمه. أجريت العملية باستخدام قسطرة قلب من نوع البالون، تم توجيهها إلى مكانها الصحيح فى قلب الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية، وقالت رئيسة وحدة قلب الأجنة بمستشفى «جاير» بلندن، إن فريق الأطباء صحح عيبا فى صمام قلب الطفل قبل أن يولد باستخدام هذه الطريقة.
وأوضحت أن الأطباء المعالجين للحالة أجروا عمليتين للطفل أثناء فترة حمل أمه له، وأن العملية الأولى قد أجريت فى الأسبوع ال 31 للحمل، والعملية الثانية أجريت فى الأسبوع ال 33. وتمت ولادة الطفل بعد مضى أسبوع واحد من إجراء العملية، وأجريت له عملية ثالثة بعد ساعات قليلة من مولده، أما العمليتان اللتان أجريتا للجنين وهو فى رحم أمه فقد شملتا إدخال قسطرة من خلال إبرة مجوفة اخترقت مباشرة القفص الصدرى وقلب الجنين، وما أن وصلت القسطرة إلى الشريان المطلوب تصويب وضعه حتى تم دفع تيار من الهواء فى بالونة القسطرة، فانتفخت، وبالتالى انفتح الشريان. وتعود أهمية تلك العملية إلى أنها كانت اجتيازاً لحاجز طالما وقف الأطباء أمامه عاجزين عن التدخل لإنقاذ حياة جنين يعانى من انسداد فى شرايين القلب وهو فى رحم أمه.