تحاول الكاتبة شيرين فؤاد في كتابها "البعد الآخر: الهوية والحب والجنس في عالم افتراضي" تفسير ظواهر عدة عبر الإنترنت، مثل تعدد الهوية للشخص، إدمان الألعاب الخيالية، الجنس الإلكتروني "سيبرسكس"، السلوك الفاضح، وغيرها من الظواهر التي هى نتيجة لتحولات خفية في الشخصية والانتقال من تشكيل نفسي لآخر. ويعد الكتاب الذي صدر مؤخرا عن دار "إشراق"، في 230 صفحة أول كتاب باللغة العربية يناقش هذه الظواهر، وخصوصا ظاهرة "العاطفة الإلكترونية" كما أطلقت عليها الكاتبة، تعبيرا عن العواطف المتولدة داخل ذلك الفضاء الإلكتروني سواء كانت عاطفة صداقة أو حب. ويرصد الكتاب، وهو الأول لمؤلفته، كيفية تولد العواطف الوجدانية بالفضاء الإلكتروني، وخطورتها على كيان الأسرة وكيان الفرد ذاته، ويحاول إثبات أن خصائص الفضاء الإلكتروني كإخفاء الهوية- عدم الرؤية والبعد المكاني والزمني، وغير ذلك من صفات وخصائص لذلك العالم، هى ذاتها أسباب تولد العواطف بذلك الفضاء، بل إنها سبب أن تكون تلك العواطف مكثفة وشديدة، ولكنها رغم ذلك غير مستقرة.