سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حبيب": التنظيم للإخوان أهم من مفاصل الدولة .. الحركة الإسلامية تقوم على الدعم الشعبى.. عبدالناصر حاول الاستعانة بالإخوان ككوادر لتفكيكهم لكنهم رفضوا.. الانتخابات المستمرة أهم مكاسب "25 يناير"
قال الدكتور رفيق حبيب، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، اليوم الإثنين عبر "فيس بوك": "السيطرة على مفاصل الدولة، هى آفة الدولة القومية المستوردة، والتى أقامتها حركات التحرر فى القرن العشرين". أضاف: "من يتصور أن الحركات الإسلامية تريد السيطرة على مفاصل الدولة، يسقط تجربة النظم العلمانية التى رفضت شعبيا، على الحركة الإسلامية التى تقوم أساسا على الدعم الشعبى.. فنموذج السيطرة على مفاصل الدولة، هو نموذج الدولة القومية المستوردة من الغرب"!!. وأشار حبيب إلى: "فى الدولة الديمقراطية، تمثل الدولة الجهاز الإدارى وليست سلطة سياسية، وتكون السلطة السياسية للمنتخبين من الشعب.. وعندما تكون الدولة جهازا إداريا، فهى تحتاج للتطوير والتفعيل، حتى تقوم بدورها، ولا يحتاج أحد للسيطرة على مفاصل الدولة، مادامت جهازا إداريا، وليست جهاز هيمنة، والدولة لا تتحول إلى جهاز هيمنة إلا فى النظم المفروضة على الشعب، وهى غالبا نظم علمانية، لأن النظام الإسلامى لا يمكن فرضه على الشعب، لأن المرجعية الإسلامية ملك الأمة أساسا، وليست ملك الدولة، وتتحقق برغبة الأمة، وليس برغبة الدولة، فإذا جاز حدوث سيطرة على مفاصل الدولة، فهى لن تكون إلا من خلال نظام علمانى مستبد، كما حدث فى العقود الستة الماضية". وأوضح فى تعليقه عبر "فيس بوك: "عندما قام الإخوان بعزل قيادات من جماعة الإخوان فى السودان، قامت تلك القيادات بتشكيل حركة إسلامية جديدة، وقامت بانقلاب عسكرى، أوصل عمر البشير للحكم، وقامت الحركة بدمج التنظيم فى الدولة، وسيطرة على مفاصل الدولة، وكانت النتيجة هى تفكك الحركة، وفشل الدولة، ثم انقسام الحركة، ثم انفصال الجنوب.. فالتجربة فاشلة أساسا، وجماعة الإخوان تدرك فشل فكرة السيطرة على مفاصل الدولة، وتدرك أن أداة مشروعها هو التنظيم وليس الدولة". وقال حبيب "السيطرة على مفاصل الدولة تحدث أساسا بعد انقلاب عسكرى، حيث يبنى نظام حكم غير ديمقراطى، يعتمد على السيطرة على مفاصل الدولة، لتحقيق مشروعه بدون شرعية شعبية، وهو ما حدث بعد انقلاب يوليو العسكرى، وعندما أراد جمال عبد الناصر تفكيك تنظيم الإخوان، والاستعانة بهم ككوادر للدولة، أى.. أراد السيطرة على مفاصل الدولة من خلال الإخوان، بعد حل تنظيمهم، رفض الإخوان ذلك، لأنهم لا يريدون السيطرة على مفاصل الدولة، كما أن السيطرة على مفاصل الدولة لا تحقق مشروعهم، لأنه مشروع يتحقق بالحضور والتأييد الشعبى، وليس بالسيطرة على مفاصل الدولة، كما أن التنظيم بالنسبة للإخوان أهم من الدولة أو السيطرة على مفاصل الدولة، وجماعة الإخوان لا تستغنى عن التنظيم حتى تسيطر على مفاصل الدولة، لذا فمقولة سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة، هى وهم يتم الترويج له عن قصد" . مضيفاً "أن يرفع البعض شعار لا لدولة الإخوان، فمعنى هذا أنه إذا فاز رئيس من القوى العلمانية، سوف نرفع شعار" لا لدولة العلمانيين"، وإذا فاز رئيس من القوى السلفية، فسوف نرفع شعار "لا لدولة السلفيين"، وكأننا لا نريد أى رئيس، ولا نريد حزبا منتخبا أو حزب أغلبية!، وإذا قال البعض إن الإخوان يريدون السيطرة على مفاصل الدولة، فالحقيقة أن الإخوان لا تريد السيطرة على مفاصل الدولة، وهو أمر لا معنى له، وغير ممكن عمليا. والسيطرة على مفاصل الدولة يقوم بها نظام الحكم المستبد فقط، أى حين لا توجد انتخابات حرة نزيهة ودورية، وبعد الثورة نعيش فى حالة انتخابات مستمرة، فقد أصبحت الانتخابات الحرة الدورية أهم مكسب للثورة تحقق وسوف يستمر.. ومادام الحاكم منتخبا، فلا حاجة أو معنى للسيطرة على مفاصل الدولة، لأن من يفعل ذلك يريد السيطرة على الحكم بدون أن يصل للحكم عن طريق الانتخابات، ومن ينتخب من الشعب لا يمكن أن يسيطر على مفاصل الدولة".