ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، اليوم الخميس، أنه في الوقت الذي انتشرت فيه أخبار تسليم روسيا نظام الدفاع الصاروخي إس - 300 لإيران في الأوساط الإعلامية الروسية، تسعى موسكو إلى جمع نقاط قوة أكثر لترجيح كفتها في نزاعها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية حول قضية ضرب سوريا. وأفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني في التقرير الذي بثته اليوم، أن روسيا وأمريكا قد اكتشفا أرضا مشتركة في قضية الكيماوي في سوريا، وهذا ما جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتخلى عن تهديده في ضرب سوريا، ولكن ربما تلعب روسيا لعبة أكثر تعقيدا حينما أعادت المباحثات حول صفقة السلاح مع إيران لتجميع نقاط قوة أكثر في نزاعهم الحالي مع الولاياتالمتحدة حول كيماوي سوريا. وذكرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن روسيا تعتزم المضي قدما في صفقة سلاح أنظمة الدفاع الجوي المضاد للطائرات إس-300 إلى إيران وهو ما يخالف قرار الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف منذ ثلاث سنوات ولكن نفت الحكومة الروسية ذلك، وقالت إن بوتين لم يعط أوامر بإعداد صفقة جديدة من نظام إس-300 لإيران، ويعد النظام الدفاعي إس-300 واحدا من أكثر الأنظمة الصاروخية تعقيدا في العالم وهو الذي سيعطي قدرة دفاعية كبيرة لصد أي هجوم جوي وهو الأمر المقلق لإسرائيل. وأفادت الصحيفة الروسية أن الذي دفع بوتين للمضي قدما في الصفقة هو تخوفها من القضية التي رفعتها إيران في محكمة التحكيم الدولي بجنيف بالتعويض 4 مليار دولار لإلغاء روسيا الصفقة، وسوف تقوم روسيا بعرض الصفقة مرة أخرى شريطة أن تسحب إيران دعوتها القضائية. وأشارت الصحيفة إلى أنه من ضمن تجميع نقاط القوى عرضت روسيا على إيران بناء مفاعل نووي ثاني للأغراض السلمية وهو الأمر الذي أثار جدل الكثيرون مثل الولاياتالمتحدة وإسرائيل لتخوفهم من أن هذا سوف يفتح لإيران الطريق لتخصيب اليورنيوم لأسلحتها. وقال خبير روسي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو: "لقد تجاوز ميدفيديف بنود قرار مجلس الأمن وفرض عقوبات على إيران حليفتها حينما قررت بإلغاء صفقة أنظمة إس-300 ولكن روسيا ليس لديها أي خيارات هنا فإما أن نزودهم بالنظام الدفاعي وإما دفع 4 مليار دولار وهو الأمر غير القابل للنقاش، فموسكو لا تأبه لما تظنه واشنطن أو تل أبيب".