فاينانشال تايمز: سوق النفط في خطر بسبب العنف في المنطقة العربية.. أوباما قلق من الهجمات على النفط العراقي.. وقف ثلثي إنتاج ليبيا.. الإرهاب بسيناء يهدد نقل النفط عبر قناة السويس

قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن المشاكل الأمنية في ليبيا ومصر وسوريا تشكل تهديدا لسوق النفط، حيث الإنتاج في ليبيا، والتجارة في مصر، والمخاطر الجيوسياسية في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن الانخفاض السريع في الإنتاج من النفط الليبي، وهي واحدة من أكبر الموردين للنفط الخام، فهي تنتج 1.4 مليون برميل يوميا، ولكن منذ بداية العام أصبحت تنتج ربع مليون ما ينذر بالخطر، بالإضافة إلى مهاجمة الميليشيات والعمال المضربين للمنشآت النفطية، ما يدل على عجز الحكومة عن فرض سيطرتها في البلاد.
كما أن نيجيريا مصدر آخر للنفط الخفيف ولكنها تشهد اضطرابات كبيرة.
وأضافت الصحيفة أن الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، تسببت في ارتفاع أسعار النفط حيث تمر السفن بقناة السويس وخط أنابيب سوميد، وكلاهما مصدر مهم للنفط الخام لينقل النفط من الخليج إلى أوربا وخارجها.
وهناك تهديدات أمنية تواجهها مصر من الجماعات الإرهابية، حيث شنت هجوما إرهابيا على سفينة تحمل علم بنما تمر بقناة السويس، واستطاعت القوات المصرية التي تحكم قبضتها بأن تمر السفينة بدون أي أضرار.
ولكن الاضطرابات التي تعاني منها مصر كان لها أثر سلبي كبير على الشركات الدولية للنفط في البلاد، حيث لجأت الشركات مثل شركتي "BP وBG" بتحويل كميات من الغاز إلى السوق المحلي، ما تسبب في ارتفاع ديون الشركات وتصل لمستويات تنذر بالخطر.
وقال أحد الخبراء أن شركات النفط في مصر جاءت لتستثمر وليس للإنتاج فقط، فالوضع المصري يهدد القدرة الإنتاجية حيث لا يسمح الوضع بالتزام شركات النفط الدولية بالتزاماتها في مصر، وباعت شركة أباتشي ورجال أعمال أمريكيين حصتهم في شركة سينويك وشركة النفط للحكومة الصينية ب3.1 مليار دولار في الأسبوع الماضي.
ونوهت الصحيفة عن زيادة العنف في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب الأهلية السورية وتأثيره على دول المنطقة وخاصة لبنان والعراق، واشتعال فتيل العنف الطائفي بين المسلمين والسنة والشيعة بالعراق، حيث تمكن الإرهابيون في العراق من ضرب أهداف غنية بالنفط في الجنوب الشيعي من العراق في الأسابيع الماضية، ما أثار مخاوف بشأن إنتاج النفط بالبلاد وتسبب في قلق كبير للرئيس باراك أوباما.
وكان الإنتاج السوري من النفط 50 ألف برميل يوميا، ولم تصدر سوريا أيا من إنتاجها النفطي منذ بدء الحرب الأهلية بها منذ عامين ونصف.
وبشأن سوريا قال بوب ماكنالي، مسئول سابق بالبيت الأبيض: "أمريكا لا تستطيع ضرب أكبر حليف لإيران دون رد فعل مرجح من إيران وحزب الله اللبناني، وسيؤثر ذلك على إنتاج الطاقة".
ولفتت الصحيفة إلى ارتفاع خام برنت من أقل من 100 دولار للبرميل في شهر أبريل إلى 117.34 دولار، ما جعل وكالة الطاقة الدولية تلجأ لاستخدام مخزون الطوارئ الذي لديها.