سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد استيلاء المعارضة السورية على بلدة "معلولا المسيحية".. سقوط 17 قتيلا وجرح مئات.."سي إن إن" تشيد ب"جبهة النصرة" وتتهمها باستخدام الصراع لتطبيق أيديولوجيتها.. قذائف تهاجم الكنائس.. وقوات الأسد فشلت
علقت وسائل الإعلام العالمية، على استيلاء المعارضة السورية بقيادة "جبهة النصرة" أحد أفرع تنظيم القاعدة، على مدينة "معلولا المسيحية". وقالت شبكة الأخبار الأمريكية "سي إن إن"، الأحد، إن استيلاء "جبهة النصرة" على مدينة "معلولا"، جعلتها المجموعة الأكثر فعالية في مقاومة النظام السوري، وذلك بالاعتماد على المقاتلين الأجانب من ذوي الخبرة القتالية في العراق وأماكن أخرى. وأضافت الشبكة الأمريكية، أن واشنطن تتهم "جبهة النصرة" باستخدام الصراع السوري من أجل تطبيق أيدولوجيتها الخاصة، مضيفة "بعض المسيحيين يخشون الإسلاميين الراديكاليين الذين يشغلون صفوف المعارضة". وتابعت أن هناك مسيحيين في سوريا يخشون أن يواجهوا نفس مصير المسيحيين أثناء الحرب في العراق، التي استهدفت ناشطين لهم ودفعت العديد منهم لمغادرة البلاد. وأشارت التقارير إلى أنه في يوم الأربعاء الماضي، أعلنت كتائب الجيش الحر، ومن بينها "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، السيطرة الكاملة على بلدة "معلولا" الأثرية في ريف دمشق، وذلك عن طريق استهداف حواجز قوات النظام بهجوم انتحاري ضمن ما أسمته "سلسلة غزوات العين بالعين"، وتدمير حاجز "التينة" الذي يضم عسكريين وميليشيات تابعة للنظام عند مدخل البلدة، وأوقعت جميع عناصره بين قتيل وجريح. ثم عاد واستولى مسلحو المعارضة على معلولا الأحد، حيث صرح مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس" أن "أعدادا كبيرة من مقاتلي الكتائب المقاتلة دخلت إلى البلدة، وهي تسيطر عليها بشكل كامل"، مضيفا أن المعارك بين صفوف القوات الحكومية والمعارضة أدت إلى سقوط 17 قتيلًا وأكثر من 100 جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية. وفي السياق ذاته وصف شهود عيان المشهد الذي وقع في "معلولا"، وقالوا إن الوصول إلى البلدة غير ممكن، بسبب كثافة الاشتباكات الدائرة بين الطرفين، وذكروا أن المسلحين أقدموا على ذبح بعض الجنود السوريين. من جانبها قالت "الأم باجيلا"، إن قذيفتين سقطتا على "دير مار تقلا"، ما أدى إلى إصابة الدير بأضرار مادية بالغة، بالإضافة لقيام مسلحي النصرة بنسف السور الكبير لكنيسة "مار إلياس". وأفادت التقارير بأن العمليات العسكرية للجيش تتسم بالحذر، بسبب وجود المدنيين، بالإضافة إلى أن وجود مسلحين تابعين ل"جبهة النصرة" في الابنية العالية داخل "معلولا" يؤخر الجيش من إجراء محاولات لاستعادتها. وقال نشطاء إن مسلحي المعارضة استولوا على "معلولا"، وإن الجيش بعد أن تمكن من الدخول إليها، عاود الانسحاب جراء وصول أعداد كبيرة من مقاتلي المعارضة، الذين سيطروا عليها بشكل كامل. يُذكر أن معلولا مدينة صغيرة وقديمة في جبال القلمون القريبة من دمشق، ذات أكثرية مسيحية، وللمدينة قيمة تاريخية ودينية بالنسبة للسوريين وللعالم، إذ هي بين أقدم المدن وفيها بعض أقدم الآثار المسيحية في العالم، ومازال سكانها من المسيحيين والمسلمين يتكلمون السريانية القديمة، التي كان يتكلمها السيد المسيح. وعاش المسيحيون والمسلمون في معلولا، وغيرها من المدن والقرى المجاورة التي تماثلها طوال قرون، من دون أن يطغى أحدهم على الآخر، وهم في عيشهم تعاونوا وتفاعلوا كبشر ومواطنين، وأعطوا المنطقة طابعًا حضاريًا وثقافيًا مميزًا، قلّ وجود مثيله في العالم.