ما أُثير حول تلوّث المياه المعدنية التي تنتجها إحدى الشركات الخاصة لم يكن مجرد شائعة عابرة، بل اختبار حقيقي لمدى جاهزية الدولة ومؤسساتها للتعامل مع قضايا تمسّ صحة المواطن مباشرة.. في بلدان أوروبا أو الولاياتالمتحدة، حين يُثار أدنى شك في سلامة منتج غذائي أو دوائي، لا تنتظر الحكومات حتى يتضخم القلق الشعبي؛ تبدأ فورًا بسحب العينات من الأسواق، وتعلن نتائج التحاليل عبر مؤتمرات صحفية مُسجَّلة.. وتُلزم الشركات بإجراءات تصحيحية فورية، بل وتفرض غرامات ضخمة إذا ثبت تقصير أو تضليل. هناك لا يُترك المواطن ليغرق في دوامة الأسئلة، ولا يُترك المجال لشركات العلاقات العامة كي تُجمّل صورة منتج قد يكون مُضرًّا، فالسلامة الغذائية أمن قومي، والشفافية تتقدّم على الحسابات الاقتصادية. أما عندنا، فالناس انتظرت من الحكومة نتائج تحليل معملية تُنهي الجدل وتضع حدًا للشائعات، لكن التأخر في الخروج بموقف رسمي واضح فتح الباب واسعًا أمام اللغط، وتضارب الروايات، وتوسّع مساحة الصيد في الماء العكر. الصمت في مثل هذه القضايا لا يُفسَّر بوصفه حكمة، بل يُقرأ باعتباره فراغًا في إدارة الأزمة، لأن أي فراغ في المعلومات تملؤه فورًا التخمينات والاتهامات والمخاوف.
وكان الأجدر بأجهزة حماية المستهلك والجهات المسؤولة عن سلامة الغذاء أن تتحرك سريعًا، لا فقط بإجراءات داخلية، بل بخطاب معلن يطمئن الناس ويضع حقائق علمية أمام الجميع. وفي المقارنة ذاتها، يبرز سؤال آخر لا يقل أهمية: أين المجتمع المدني؟ ففي الدول التي قطعت شوطًا في الحوكمة والمساءلة، تلعب الجمعيات المتخصصة في سلامة الغذاء، ومنظمات حماية المستهلك، والمراكز البحثية المستقلة دورًا محوريًا في الرقابة الشعبية. هذه الكيانات تُجري اختباراتها الخاصة، وتُعلن تقاريرها دون خوف، وتضغط على الحكومات والشركات معًا لضمان الجودة.
أما عندنا فالمجتمع المدني لا يزال صوته خافتًا في مثل هذه القضايا، إمّا بسبب ضعف الإمكانيات، أو محدودية الاستقلالية، أو غياب ثقافة المبادرة الاستباقية التي تجعل الناس تثق في جهات أهلية قادرة على حماية حقوقهم الأساسية. إن ما يحدث اليوم يكشف بوضوح أننا بحاجة إلى بيئة تتقدم فيها الشفافية على الحساسية السياسية، وتعلو فيها مصلحة المواطن على مصالح الشركات، وتستعيد فيها مؤسسات المجتمع المدني دورها الطبيعي كعينٍ ثالثة تراقب وتُنبّه وتُحاسب. فصحة الناس ليست مادة للجدل ولا مساحة للتجارب؛ إنها الخط الأحمر الذي لا يحتمل تأخيرًا في المعلومة ولا ترددًا في الموقف. طارق كامل أيقونة الريادة الرقمية في إفريقيا الإعلام.. وأسئلة اللحظة الحرجة (1) ورأيي أن الفرصة لم تفُت بعد، فثمة مجال واسع لإعلان الحقائق وكسر حالة الصمت التي لا تخدم أحدًا، بل تضرّ حتى بسمعة الشركة ذاتها التي دار حول منتجها كل هذا اللغط في الأسواق. إن المكاشفة ليست رفاهية، بل مسؤولية، والشفافية ليست عبئًا، بل الضمان الوحيد لاستعادة الثقة وترسيخ شعور الناس بأن صحتهم ليست موضع مساومة ولا موطن تجاهل. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا