أصبح قضاء الوقت على منصات التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة غالبية البالغين، حيث يمضون ساعات يوميا في تصفح مقاطع فيديو للقطط اللطيفة أو الرقصات الغريبة. لكن التساؤل يبرز حول مدى صحة تبني الأطفال والمراهقين لهذه العادات، وكيف يمكن للآباء التأكد من سلامتهم الرقمية، وهل هذه المنصات مفيدة أم مضرة؟ انتشار واسع رغم قيود العمر تتطلب معظم تطبيقات التواصل الاجتماعي أن لا يقل عمر المستخدم عن 13 عاما. ومع ذلك، ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما، و95% من المراهقين بين 13 و17 عاما يستخدمون هذه التطبيقات. في ضوء هذا الانتشار، انتشرت العديد من التحذيرات من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، وفقًا لموقع "Cleveland Clinic" الطبي. ومن أبرز الإحصائيات المقلقة أن المراهقين الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا على هذه المنصات يتضاعف لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. كيفية توعية الأطفال بالمخاطر وتحديد القواعد للاستهلاك سواء كان الطفل يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل أو يلح للانضمام إليها، فمن المهم إجراء محادثة صريحة معهم حول ماهية هذه المنصات، والقواعد الأسرية المتعلقة باستخدامها، وحقيقة أنها لا تعكس دائما صورة دقيقة لحياة الآخرين. فيسهل التواصل الاجتماعي مقارنة الذات بالآخرين. معظم الناس يعرضون فقط ما يريدون أن تراه. وبواسطة هذه المنصات، يمكننا جميعا الوصول إلى كم لا نهائي من المعلومات في أي وقت، وهذا أمر قد يكون صعبا على الأطفال.
الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي بينما بدأ الخبراء في فهم التأثير الكامل لهذه المنصات على الأطفال، تشير الدراسات إلى أن الأطفال دون سن 11 عاما الذين يستخدمون "إنستجرام" و"سناب شات" هم أكثر عرضة لسلوكيات رقمية إشكالية، مثل تكوين صداقات عبر الإنترنت فقط وزيارة مواقع لا يوافق عليها الآباء، بالإضافة إلى زيادة فرص مشاركتهم في التحرش عبر الإنترنت. كما أن التوقف عن استخدام المنصات أو تقليل الوقت عليها ليس بالأمر السهل؛ حيث تشعر العديد من الفتيات بين 11 و15 عاما بالإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، وأفادت الأبحاث أن أكثر من نصف المراهقين أكدن أنه سيكون من الصعب عليهم التخلي عنها. المخاطر المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي: 1. مخاوف صورة الجسد قد يؤدي قضاء وقت طويل على تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى زيادة في عدم الرضا عن شكل الجسم، واضطرابات الأكل، وتدني احترام الذات. على الرغم من أن هذا مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للفتيات المراهقات، تشير التقارير إلى أن 46% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما قالوا إن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتهم يشعرون بسوء تجاه أجسادهم. فمن المهم إدراك أنه مع الهواتف عالية التقنية والتطبيقات المختلفة، من الأسهل بكثير التقاط 'الصورة المثالية'، والتي من المحتمل ألا تكون تمثيلا حقيقيًا لمظهر الشخص. لكننا جميعا، وخاصة الشباب، ننظر إلى هذه الصور ونعجب بالجمال، ما يؤدي على الأرجح إلى مقارنة الذات بصورة مصطنعة، وقد ينتج عن ذلك الضيق إذا شعرنا أننا لا نرتقي إلى هذا المستوى. 2. التنمر الإلكتروني التنمر الإلكتروني، الذي يحدث عبر التكنولوجيا والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف مضايقة أو تهديد أو إحراج شخص ما، لا يقل شيوعا عن التنمر التقليدي. تنتشر اللغة والصور ومقاطع الفيديو المؤذية؛ حيث أفاد 64% من المراهقين بتعرضهم غالبا أو أحيانا لمحتوى قائم على الكراهية. فالتنمر الإلكتروني موجود دائما، ما يجعل الابتعاد عن التفاعلات السلبية أكثر صعوبة بكثير. ويمكن أن ينتشر أيضا على نطاق أوسع وبسرعة أكبر، ما يؤدي إلى رؤية الاهتمام السلبي وسماعه بعيدا عن الدائرة الاجتماعية القريبة للفرد. 3. المتحرشين عبر الإنترنت يوجد أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يستهدفون الأطفال والمراهقين، سواء للاستغلال الجنسي أو الابتزاز المالي أو بيعهم المخدرات المصنعة بطرق غير مشروعة. ويصعب على الأطفال والمراهقين معرفة ما يجب مشاركته وما لا يجب مشاركته عبر الإنترنت. ومن الإحصائيات المقلقة الأخرى أن ما يقرب من 6 من كل 10 فتيات مراهقات قلن إنهن تعرضن للاتصال من قبل شخص غريب عبر منصات التواصل الاجتماعي بطريقة جعلتهن يشعرن بعدم الارتياح. ولذلك فيجب التواصل مع الأطفال حول هذه الأخطار المحتملة، وإخبارهم بما يجب الانتباه إليه، وتحذيرهم من مشاركة أي معلومات مع أولئك الذين لا يعرفونهم شخصيا. ومن المهم أيضا العمل على خلق مساحة آمنة للتواصل، ما يسمح للأطفال باللجوء إلى والديهم في حال ظهور أسئلة أو مخاوف. 4. التحديات الفيروسية الخطيرة غالبا ما يسمع الآباء عن التحديات الفيروسية الخطيرة وعواقبها المدمرة، مثل الاعتقال أو الحاجة إلى دخول المستشفى أو حتى الموت. والأطفال لا يمتلكون الوظائف المعرفية والتنفيذية للتفكير في المواقف الضارة ولماذا قد تكون فكرة سيئة. لذا، فإنهم يعرضون أنفسهم أحيانا لخطر جسدي. 5. متلازمات حركية (Tics) وتغيرات سلوكية تشير دراسة أخرى إلى أن الأطفال الذين يستخدمون تطبيق "تيك توك" يصابون ب "متلازمات حركية" (Tics) ونوبات شبيهة بها. إنهم يعانون من اضطراب في الحركة ناتج عن الإجهاد والقلق، والذي يُفترض أنه تفاقم بسبب الجائحة وزيادة استهلاك المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى السلوكيات الرقمية الإشكالية، قد تظهر تغيرات في السلوك اليومي للأطفال في المنزل، ومنها: زيادة التهيج والقلق والاكتئاب. زيادة مشاكل النوم. نقص في احترام الذات. نقص في التركيز والانتباه. قد يلاحظ الآباء فترات متزايدة من التهيج أو الإحباط موجهة نحوهم إذا طلب من الأطفال التوقف عن وسائل التواصل الاجتماعي والقيام بواجباتهم المدرسية، أو أي مهمة غير مفضلة. كما أن هناك أدلة تظهر أن الوقت الطويل أمام الشاشة يؤثر سلبا على المزاج. هل هناك أي آثار إيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي؟ قد يكون لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير إيجابي على الطفل، مثل مساعدته على تعلم كيفية التواصل مع الآخرين، وإدارة العلاقات، وكيفية التعامل مع شخص غير لطيف. لذا، قد لا يكون المنع التام هو الحل الأفضل (أو الواقعي). ولكن إذا قرر الآباء السماح لأطفالهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب عليهم تحديد التوقعات ومناقشتها. نصائح حول كيفية تصفح عالم وسائل التواصل الاجتماعي معًا: حتى لو كان الطفل في السن القانونية للانضمام إلى منصة ما، قد لا يكون مستعدا لها. لذلك يجب على الآباء إجراء فترة اختبار لوسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد توقعاتهم وإيصالها بوضوح للأطفال، وتحديد عواقب عدم الالتزام بها. من المهم إجراء محادثة مفتوحة وصادقة منذ البداية حول ماهية وسائل التواصل الاجتماعي وما يمكن استخدامها من أجله. ومع بدء انغماسهم في هذا العالم، يجب مواصلة الحديث، فإذا سمعت عن تحد "ترند" على 'تيك توك' أو قصة تستحق النشر، تحدث مع الأطفال حول ما يعتقدونه وما شاهدوه. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتحديد وقت الشاشة ب ساعتين يوميا للأطفال، بالإضافة لذلك يجب على الآباء التركيز أيضا على الصورة الأكبر، وهي ضمان حصول الطفل على نشاط بدني كاف وتفاعلات وجهًا لوجه. يجب التحقق مما يستهلكه الطفل، سواء من خلال التصفح في جهازه اللوحي أو هاتفه أو باستخدام أداة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي. من المهم ممارسة سلوكيات وسائل التواصل الاجتماعي الآمنة والصحية أمام الطفل، فهذا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا