في الرابع والعشرين من أبريل من عام 2009م، وبمناسبة احتفالات مصر بأعياد سيناء، انطلقت إذاعة راديو مصر، وعلى الرغم من تصنيفها منوعات، فإنها جاءت على نحو مغاير لما كان سائدًا في إذاعات مصر، واستطاعت أن تضيف في وقت وجيز مساحة تنوُّع جديدة. أنا من عشاق الإذاعة، يخطفني الراديو منذ سنوات عمري الأولى إلى براح من الخيال، بدءًا من الدراما الإذاعية التي كانت مسيطرة على ريفنا، وسط الحقول وتحت النخيل وفي الشوارع وعلى المصاطب، وبعد اختراع راديو الترانزستور العجيب أصبحت الإذاعة في جيب المواطن. إطلالات راديو مصر الأولى كانت باهرة، رشيقة، أنيقة، تتسم بديناميكية مذهلة، وجيل جديد من الشباب أصبح إضافة مهمة في هواء مصر، وفي وقت وجيز دخلت البيوت وسيطرت على السيارات في أوقات الصباح الباكر وأوقات العودة إلى المنازل. كان راديو مصر محطة فارقة في التاريخ الحديث لإذاعة مصر، وتولى الجيل الجديد مسئولية تطوير الهواء، واتسمت برامجها بنقاشات حرة بالقياس للمحطات الأخرى التي كانت، ولا يزال لها دور كبير في الأداء المنضبط والوجبات الدسمة بخفة وقيمة متوارثة عبر الأجيال. ولأن الإذاعة كوسيلة إعلامية تقليدية واحدة من أدوات نقل الواقع الإنساني للمحيط الذي تعمل به، والعمل على التأثير فيه والتأثر به، فإن راديو مصر جرى عليه ما جرى على الوسائل الإعلامية بُعيد ثورة يناير 2011م، عندما حدث الخلط المريب بين الحرية والفوضى. شيئًا فشيئًا فقد القائم على الاتصال براديو مصر حياده، وخلا أداؤه من فكرة الأداة، ليصبح المذيع أو القائم بالاتصال صاحب رأي يغلبه على آراء ضيوفه، وكما حدث في الفضائيات المصرية الخاصة من تحول المذيع إلى صاحب "مصطبة" يقول عليها ما يشاء، وينتقد ما يشاء، ويهاجم بالحق والباطل ما يشاء.. نال راديو مصر نصيبًا، بقدر أقل، من هذه الكارثة. ومع مرور الأيام فقد راديو مصر رقعة كبيرة من تلك المساحات التي سيطر عليها لسنوات، ولعلي لا أكون مبالغًا إن قلت إن راديو مصر في الفترة الأخيرة يكاد يكون قد فقد البوصلة بشكل كامل، ومتابعة بسيطة لما يُذاع عليه ستبث في نفسك ألمًا صعبًا لما آلت إليه تلك المحطة المهمة. ذات مرة كان البرنامج الذي يُذاع عصرًا يناقش فكرة مدهشة؛ يسأل المذيع: ماذا لو تقرر حبسك في حاوية، فأي حاوية تكون؟ ويستطرد المذيع بأنه يرغب في الحبس في حاوية من الشيكولاتة، وترد عليه المذيعة بأنها ترغب في الحبس داخل حاوية "سيمون فيميه"، ليس هذا بالضبط، ولكن هكذا يكون الطرح تافهًا ومستفزًا وغريبًا. لو كانت المحطة ملكية خاصة فمن حق صاحبها أن يقدم عليها ما يشاء، أما راديو مصر الذي أمتلك أنا كمواطن جزءًا منه، فإن حقي أن تكون الملفات معبرة عن أناتي وعذاباتي وطموحاتي وأحلامي، وما يجري في بلادي وما يجرى لها، وما يتحقق فيها من إنجازات، وما يُحاك ضدنا. بالطبع لا يمكن لمثلي أن يطالب بأن تتحول محطة راديو مصر إلى ميكروفون دعاية أجوف، أو ناظر مدرسة في طابور الصباح، أو واعظ داخل مسجد أو كنيسة، فقط نريدها أن تعود لما درجت عليه، وأن تناقش الجاد من الأمور، وليس هناك مانع من تقديم مادة ترفيهية خفيفة، ولكنها لا بد أن تكون بقدر راديو مصر والإذاعة المصرية. إن مراجعة بسيطة من الأستاذ أحمد المسلماني وفريق عمله للمحتوى الذي يقدم على راديو مصر سيدرك -وهو واحد من الكُتَّاب ذوي العمل الإعلامي الكبير- أن هناك أمرًا ما خطأ، أو أمورًا لا تسير وفق منهج علمي أو دراسة محتوى أو مراجعة ومتابعة لمدى ارتباط الجماهير بها، ودراسة ما كان في الماضي وسبب هذا التراجع. إنني كواحد من العاملين في هذا المجال لأكثر من خمسة وثلاثين عامًا أراهن مع زملائي دومًا على المحتوى الذي يليق بالناس، والناس هم الملاك الحقيقيون لأي وسيلة إعلامية حتى لو كانت خاصة، فالهدف دائمًا هو الجمهور، وبدونه نصبح كمن يهيم في وادٍ من الفراغ. لماذا لم تتصدَّ القوات الأمريكية للعدوان؟ الجسر إن عشقي للراديو وتاريخه فى بلادنا يدفعني دفعًا إلى الوقوف بكل ما أوتيت من قوة ومن أدوات سعيًا وراء عودة هذا المبنى العتيق إلى ما كان عليه، وأعتقد أن هناك تحركات كبيرة يقوم بها الأستاذ أحمد المسلماني، وهي بالمناسبة مهمة ثقيلة وتحتاج إلى دعم ومساندة، وبالطبع إحدى أدوات الدعم أن نقول ما نراه واقعًا مؤلمًا في ماسبيرو. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا