سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إرادة الله فوق الجميع.. حكاية طفل فقد ذاكرته وتشرد 33 سنة بشوارع بورسعيد.. الأسرة تبحث منذ سنوات حتى فقدت الأمل.. وصورة تكتب فصلا جديدا بحياة الابن الغائب
فى لحظة واحدة تحول محمد سلامة، ذلك الفتى ابن السادسة عشرة عاما، والذى كان يعرف أهله وشارعه ومدينته وأصدقاءه، إلى غريب يبحث عن مأوى، وعن وجه مألوف يتحدث إليه، وعن أى شيء يربطه بحياته التى عرفها، قبل أن يغيب عنها بفعل ضربة قوية على رأسه أفقدته الذاكرة. ضربة قوية على الرأس تمحو الذاكرة طفل الشرقية
هام على وجهه وحيدا شريدا، وكانت شوارع بورسعيد هي مأواه وأرصفتها فراشه.. عمل فى أعمال بسيطة كجمع القمامة وتنظيف السلالم كي يحصل على جنيهات قليلة توفر له قوت يومه.. تعاطف معه الناس وأغدقوا عليه العطايا، ولكنه ظل وحيدا صامتا، فاقدا لحنان الأسرة ودفء العائلة التى لم يعد يتذكرها. محمد سلامة يعيش بلا هوية في شوارع بورسعيد
لم يكن يعلم أن الأيام ستتحول إلى سنين، وأن السنين ستصبح عقودا، وعاش 33 سنة كاملة بلا هوية وبلا أوراق تثبت شخصيته، وبلا بيت يسكن إليه. سنوات البحث تنتهى بتملك باب اليأس الأسرة
على الجانب الآخر، لم تكن حياة أسرة محمد سلامة التى تعيش فى محافظة الشرقية، أفضل حالا، فقد غابت عنها الفرحة وتحولت سعادتها إلى حزن، واستقرارها إلى اضطراب وشقاء.. طافوا الشوارع يتفحصون الوجوه علهم يعثرون بينها على وجه ابنهم المفقود.. ألصقوا صوره على الحوائط وأعمدة الإنارة، وناشدوا أهل الخير أن يبحثوا معهم عن غائبهم.. مرت الأيام والشهور، وهم يواصلون الليل بالنهار بحثا فى كل القرى والمدن المجاورة دون جدوي. ابني لم يمت "الأم قلبها يخبرها " تحولت الشهور إلى سنين، وبدأ اليأس يتسرب إلى نفوسهم، قل حماسهم فى البحث، وبدأت الهواجس تحاصرهم إلى أن أصبح لديهم شبه يقين بأن الصبي قد مات.. ترددوا قبل أن يدخلوا على أمه ليخبروها بأنهم طرقوا كل الأبواب وطافوا كل الشوارع، وترددوا على جميع المستشفيات ولم يعثروا على الابن الضائع، ولكن الأب بثبات يحسد عليه أخبرها بأن الأرجح أن ابنها فارق الحياة، لتجيبه الأم بثبات ويقين تام: "ابني لم يمت". شهادة وفاة بعد فقدان الأمل طوت الأسرة والألم يعتصرها صفحة "محمد" واستخرجت له شهادة وفاة، لينتقل من سجل الأحياء إلى سجلات الموتى، ورغم ذلك لم ينسوه يوما وظل فى قلوبهم بصيص ضئيل من الأمل فى عودته.. مرت السنة تلو السنة حتى مرت 33 سنة على غيابه.. هو فى شوارع بورسعيد على حاله من التشرد وافتراش الأرصفة، وعائلته تعيش على ذكراه.
زوج الشقيقة وزميله يقودان خيط الأمل والنور إلى الأسرة لم تنته فصول حكاية محمد سلامة عند هذا الحد، فقد خبأ القدر مفاجأة من العيار الثقيل تكاد أن تصل فى غرابتها إلى المعجزة، فبينما جلس زوج شقيقة محمد فى عمله داخل إحدى الشركات، تجاذب أطراف الحديث مع زميل جديد له التحق بالعمل فى الشركة مؤخرا، وبعد التعارف تحدث زوج الشقيقة إلى الموظف الجديد عن "محمد" الغائب منذ عقود، وسرد أمامه جهودهم فى البحث عنه لسنوات دون جدوى ثم عرض عليه صورة للصبي المختفى، وهو فى سن 16 سنة.. دقق الموظف فى الصورة طويلا قبل أن يقول: "اعتقد أننى رأيت شخصا يشبه ذلك الصبي فى شوارع بورسعيد". مأساة طفلة اسمها "ريتاج"، الأم أجبرتها على التسول والعشيق قتلها مائدة الموت، تفاصيل الجريمة البشعة داخل منزل أسرة ديرمواس.. 5 أرغفة خبز كتبت الفصل الأخير في حياة الزوج وأبنائه ال6.. والمتهمة: الغيرة والخوف من زوجته الأولى السبب
أمين شرطة سابق يحمل جسر السعادة إلى العائلة
وأوضح أنه كان يعمل أمين شرطة، ثم انتقل للعمل فى بورسعيد لسنة واحدة قبل أن يخرج إلى المعاش، وخلال تلك السنة وبحكم عمله، شاهد رجلا مشردا لا يعرف له أسرة ولا سكن، ولا يدرك من أى مدينة هو، ويتعامل معه الناس باعتباره فاقدا للذاكرة، وربما يكون هو نفسه الصبي الضائع.. اهتم زوج الشقيقة بما يقوله الموظف الجديد، وطلب منه مساعدته فى الوصول إلى ذلك المشرد.. لم يضيع الموظف وقتا، واتصل بزملائه السابقين فى بورسعيد الذين أرسلوا له صورة للصبي الذى تحول إلى رجل فى نهاية الأربعينيات. وصية الأم قبل وفاتها: هذا أخوكم فلا تتركوه يضيع داخل منزل أسرة محمد سلامة، انقلبت الأمور رأسا على عقب، وانتعش الأمل فى نفوسهم مرة أخرى، فصورة الرجل الملتقطة حديثا تشبه الصبي تماما، وعند عرضها على الأم، قالت بقوة وثبات رغم رقادها على فراش المرض: "هذا أخوكم فلا تتركوه يضيع منكم مرة أخرى"، ولم يمهلها القدر حتى ترى ابنها للمرة الأخيرة، فقد توفيت قبل أن تصل الأسرة إليه. تحركت الأسرة سريعا وتضافرت كل الجهود، إلى أن تم الوصول إلى محمد.
سنوات الفقدان تنتهي بعناق مؤثر
عندما تم العثور عليه، لم يكن قد تغير كثيرًا..كانت ملامحه تحمل أثر السنين، لكن روحه كانت لا تزال تنتظر العودة. كانت لحظة اللقاء لحظة تاريخية، لحظة لم تكن بالكلمات، بل بالدموع والعناق. إجراءات قانونية لإعادة محمد إلى سجلات الأحياء
كان أمين الشرطة السابق عمارة كمال هو الجسر الذي وصل الماضي بالحاضر، هو الرجل الذي أعاد لمحمد هويته، وأسرته، وذكرياته.. ثم جاءت الخطوة الأخيرة بإجراء تحليل ( DNA) لتتبدد كل الشكوك ويثبت يقينا أن محمد الرجل البالغ من العمر 49 عاما، هو نفسه الصبي الضائع منذ 33 عاما.. ومن هنا بدأت الأسرة رحلة جديدة لإعادة محمد من سجلات الأموات وقيده مرة أخرى فى سجلات الأحياء. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا