في أسبوع الآلام، لا يمر يوم دون أن يكشف لنا المسيح فيه شيئًا من سرّ قلبه وسرّ قلوبنا. ويأتي الأربعاء المقدس، كأشد أيام البصخة صمتًا خارجيًا، وأكثرها صخبًا داخليًا. إنه اليوم الذي تهاوت فيه أقنعة، وتجلّت فيه قلوب.. قلب يحب حتى الكسر، وقلب يخون حتى النهاية. مريم والطيب الغالي في ذلك اليوم، جاءت مريم، لا تحمل سلاحًا ولا سؤالًا، بل قارورة. قارورة طيب ناردين خالص، غالٍ جدًا. وربما كانت تحتفظ بها لسنوات طويلة، أو ربما كانت كل مدخراتها.. لكنها لم تتردد. كسرت القارورة، وسكبت الطيب على رأس يسوع وقدميه. امتلأ البيت بالرائحة، لكن قلوب الحاضرين انقسمت: بين من رأى فيها تبذيرًا، ومن رأى فيها قمة العبادة. أما هو، سيد القلوب، فلم يسكت.. بل دافع عن حبها قائلًا: "حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا" (متى 26: 13). كلمات لا تُقال عن معجزة، ولا عن شهيد، بل عن امرأة أحبت كما ينبغي أن يُحب، وعبدت كما ينبغي أن يٌعبد الله. يهوذا.. ومزاد الخيانة وفي الظل.. وفي نفس اليوم، خرج يهوذا. أحد التلاميذ، من المقرّبين، من الساهرين معه، من الذين رأوا عجائبه وسمعوا تعاليمه. لكنه لم يخرج حاملًا طيبًا، بل حسابًا. سأل الكهنة: "ماذا تُريدون أن تُعطوني وأنا أُسلمه إليكم؟" فأعطوه ثلاثين من الفضة.. ثمن عبد. وهكذا، باع يهوذا المعلّم، لا لأنه لم يعرفه، بل لأنه لم يحبه بما يكفي ليحاول حتى من قلبه المتحجر الذي لم يعرف الحياة يومًا أن يفهمه. حين ينكسر القلب.. أو الطاعة بين مريم ويهوذا، لا تكمن المفارقة فقط في الفعل، بل في النية. هي كسرت القرورة، وهو كسر العشرة. هي سكبت حبًا، وهو نزف خيانة. هي رأت فيه أغلى من العالم، وهو رآه مجرد وسيلة للوصول لما يتمناه. الفرق الجوهري بينهما لم يكن في السلوك، بل في القلب. مريم أحبت بلا حساب.. أما يهوذا، فحسب كل شيء.. إلا القيمة الحقيقية لمن أمامه. دعوة للتأمل في يوم الأربعاء من البصخة، لا يطلب المسيح منّا أن نُحاكي الطيب بمثله، بل أن نُراجع قلوبنا: هل نحب مثله؟ هل نعطي بلا تحفظ؟ هل نكسر قاروراتنا الداخلية – من كرامة، أو خوف، أو رغبة في السيطرة – تحت قدميه؟ حين يضيء المسيح طريق الاستعداد لعازر، هلم خارجًا
الريح الطيب لا يأتي من العطر وحده.. بل من القلب المكسور أمام الله. وفي عالم امتلأ بالصفقات والخذلان، تظل قصة مريم تذكيرًا حيًا بأن الحب الصادق لا يُنسى، ولا يُهدر، بل يُخلّد في الإنجيل ذاته. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا