رسالة ريم من الأرض.. لأبيها في السماء

إذا كان الأب هو مصدر الأمان والدعم والحنان للأبناء لمواجهة صعاب الحياة، بل وكل المواقف في اللحظات الفارقة التي تحتاج إلى كبير، فإن الأبناء الطيبين الصالحين يتذكرونه دائما في حياته، وبعد رحيله أيضا!
والرسالة التالية التي كتبتها إبنة فلسطين الحبيبة الابنة ريم محمد إنعام الجمالي، والتي تنطق بالحب والوفاء والإخلاص لأبيها بعد رحيله منذ خمس سنوات بمناسبة ذكرى مولده، أعتبرها درسا قويا يجب أن يستوعبه بعض الأبناء القاسية قلوبهم، الذين تناسوا أفضال الأب وتضحياته ودعمه المحوري في سبيل تأدية رسالته..
تعالوا نتابع رسالة ريم من الأرض لأبيها في السماء، والتي تتألم حروفها بفقدان أعز الناس ولم تنساه يوما:
أبي الغالي والحبيب، يصادف اليوم عيد ميلادك
هذا هو المقال الخامس الذي أكتبه لك وأهديك إياه من بعد وفاتك، وبالرغم من أن حروف وكلمات اللغة العربية مجتمعة لن توفيك حقك الكبير، ولن تعبر حتى عن جزء بسيط جدًا من مشاعري تجاهك، إلا أنني اخترت هذه المناسبة المميزة جدًا في هذا اليوم المميز جدًا بالنسبة لي لأكتب لك هذه الكلمات المتواضعة.
كيف لا وهو يوم ميلاد الرجل العظيم الذي كبرني وعلمني ورباني، الرجل الذي أحبني وأحب أمي وأختي حبًا كبيرًا جدًا لا يمكن وصفه، الرجل الذي فعل المستحيل ليجعلنا نشعر دائمًا بالسعادة والأمان ولا نشعر في أي يوم من الأيام بالخيبة أو الألم أو الضيق أو الخوف..
إنه يوم ميلاد الرجل الذي أفتخر فخرًا كبيرًا بأنه أبي وبأني ابنته، وأفتخر بأني أحمل إسمه وراء إسمي، إنه يوم ميلاد الرجل الذي سيسكن قلبي إلى الأبد.
في مثل هذا اليوم، وُلدت يا أبي وجئت إلى هذه الدنيا، لترحل عنها مبكرًا جدًا فقط! لتترك وراءك سلسلة كبيرة من الإنجازات والعطاءات، ومسيرة كبيرة من النجاح والتفوق والذكاء، وبصمة كبيرة في داخل نفس كل شخص عرفك أو تعامل معك، لقد رحلت يا أبي وتركت بعدك فراغ كبير جدًا أشعر به في حياتي، وحزن عميق جدًا يخض في داخل قلبي وعقلي، وشوق وحنين كبيرين جدًا إليك، تركت قلبي من بعدك مكسور ومجروح ينزف باستمرار، ولا أظن أن النزيف سيتوقف يومًا ما.
ما زلت أتذكر حتى الآن عيد ميلادك الذي جاء في السنة الماضية، حيث كنتُ أنتظر عقارب الساعة بفارغ الصبر ليصبح الوقت في تمام الساعة الثانية عشر صباحًا وأكون أول من يهنئك ويعايدك، فجئتك بلهفة وفرح وسعادة وفخر وحب وكنتَ مُستلقيًا على السرير، وقبلت يديك الجميلتين..
واليوم حان وقت السنة القادمة التي حدثتك عنها، وجاء اليوم الذي كنت أنتظره في السنة الماضية، وقد استجاب الله لدعائي، حيث شفاك تمامًا من المرض، ولكن من دنياك أيضًا! ها أنت اليوم ترقد تحت التراب وبين يدي الله سبحانه وتعالى، وتسكن في جنانه بإذن الله، لتكون فرحتي بك في هذا اليوم ناقصة جدًا، باردة جدًا، فارغة جدًا بحاجة إلى وجودك معي في الدنيا لتملأها!
كم تمنيت اليوم لو أنك على قيد الحياة، كي أخطط للهدية التي سأقدمها لك من قبل يوم عيد ميلادك بأيام عديدة، كي أهنئك شخصيًا وأنا احتضنك وأقبل يديك، كي أخبرك مثل كل مرة بأني أحبك حبًا كبيرًا جدًا ليس له حدود، وبأني أفتخر بك جدًا واعتبرك ملكي ومثلي الأعلى وقدوتي وسندي وعزوتي في حياتي.
ولكن حتى وأنت تسكن في رحاب جنان الله، حتى وأنت غائب عن الحياة، لن يمنعني ذلك من أن أهنئك من أعماق قلبي وأقول لك كل عام وأنت بألف خير، لن يمنعني ذلك من أن أقدم لك هديتين متواضعتين، الأولى هي هذا المقال الذي مهما كتبت فيه من كلمات ومهما عبرت فيه عن مشاعر لن يليق بك وبمقامك، والثانية هي وعدي الأبدي لك أني لن أنساك أبدًا من دعائي المخلص والصادق لك طوال حياتي، وبأني سأحمل راية الأخلاق والنجاح والتفوق من بعدك وأرفع اسمك عاليًا.
شراكة مصرية إماراتية أرمينية
كيف تتعامل مع الأخطاء؟!
أتمنى حقًا يا أبي يا حبيبي من أعماق قلبي أن تكون في كل عام وكل يوم وكل ليلة وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية بألف خير، إلى حين لقائي بك، وسأحرص شديد الحرص على أن أحقق هذه الأمنية بالدعاء المستمر لك، لأن هذا أقل واجب يتوجب علي تجاهك، وأبسط ما يمكنني تقديمه لك مقارنة بالكثير الكثير الذي قدمته لنا.. عيدك بالجنة أفضل يا قلب بنتك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا