كشف مختار نوح -المحامى بالنقض والقيادى السابق بجماعة الإخوان - في حواره ل»فيتو»، أن مستقبل الإخوان بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية سيكون إلى الزوال إلا في حالة العودة بثوب جديد وأشخاص جديدين هدفهم العمل الدعوى بعيدا عن الذين تسببوا في هذه المأساة، مؤكدا أن الانشقاق داخل صفوف الجماعة بدأ من شباب الإخوان الذين يثورون على مكتب الإرشاد، فضلا عن أن الذين يرتكبون العنف هم جماعات أخرى مارست العنف الذي يلصق بالإخوان المسلمين، والتفاصيل في سياق الحوار... كيف ترى مستقبل جماعة الإخوان بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة ؟ _القضية تحتاج إلى وقت طويل حتى يظهر الإخوان بشكل جديد هدفه الدعوة الإسلامية فقط، وهذا الأمر يحتاج إلى أشخاص جدد غير الموجودين الآن وفى ثوب جديد، من خلال أشخاص لم يشاركوا في هذه الأحداث، وإذا نجح الإخوان في ذلك ستكون نقطة البداية، وهناك أشخاص يستطيعون القيام بذلك مثل الدكتور أحمد عمر وسعد زغلول العشماوى والدكتور محمد سعد وغيرهم كثيرون، وكلها شخصيات لم تظهر على مسرح الأحداث الأخيرة ولم يشاركوا في المأساة الحالية، فضلا عن ضرورة ألا يكونوا من التنظيم الخاص للإخوان، وهؤلاء يمكنهم البناء عكس التنظيم الخاص الذي يطبق منطق إما نحن وإما الفوضى. وأنا أعرف أكثر من 1000 شخصية يمكنهم قيادة الجماعة بشكل جديد وبصورة جديدة وهم من اتخذوا قرار الابتعاد عن الجماعة ومكتب الإرشاد، وبالتالى فإن مستقبل الجماعة لن يتضح إلا بهذه الخطوات، خاصة أن جماعة الإخوان تحتاج لإعادة تقييم في المرحلة القادمة، لأن بعض الذين صنعوا الأزمة هربوا الآن، رغم أن الجماعة منحتهم الفرصة في الوصول إلى مجلسي الشعب والشورى والنقابات المهنية، هؤلاء لم يذهبوا في يوم إلى ميداني رابعة أو النهضة، وبالتالى على الجماعة مراجعة تحالفاتها. وهل تتوقع لجوء الجماعة للعنف مرة أخرى خلال الفترة القادمة؟ _الجماعة ليس لديها إمكانيات للعنف، وأفرادها غير مؤهلين لذلك، ولكن المشكلة أن من سيرتكب أعمال العنف سيكون من أصحاب الأفكار الأخرى، ويرتكبون أعمال العنف وسيحملون الإخوان نتيجة هذه الجرائم، والإخوان بعد أن وضعوا حصانهم بجوار حصان آخر لا يمكن لهم ارتكاب العنف، وإنما الحصان الآخر هو من يرتكب العنف ويقوم بإلصاقها بالإخوان. ماذا لو قبل الإخوان بالأمر الواقع وكيف يمكن دمجهم في الحياة السياسية والمشروع الوطنى المصرى ؟ _ لا تكمن مشكلة الإخوان في الرضا أو عدم الرضا، ولكن الواقع يقول، إن هناك إمكانية لدمجهم في حالة قبولهم بالأمر الواقع، ولكن بشرط ضرورة إجراء مراجعات في الهيكل والأشخاص ومراجعات للمتسلقين ومراجعات في التحالفات، وإذا حدث ذلك يمكن إعادة دمج الجماعة في الحياة السياسية ومشروع وطنى مصرى. هل تتوقع انشقاقات داخل صفوف الجماعة وخصوصا من جانب شباب الجماعة الرافض لسياستها ؟ _الجماعة ليس بها انشقاقات حقيقية بين القيادات، وإنما ما يحدث هو مجرد انشقاقات أفراد، فنجد مجموعة مع حبيب وأخرى مع أبو الفتوح وثالثة مجموعة البحيرة، ولكن الانشقاق الحقيقى سيكون على أيدى شباب الإخوان فعلا على أفراد التنظيم، بدليل أن نسبة الإخوان الذين يعتصمون ويشعلون الحرائق ويقتلون ضباط الشرطة والجيش ويستخدمون العنف لا تزيد نسبتهم على 15 أو 20%. وهل فشل الإخوان يمكن أن يؤثر على مستقبل الإسلام السياسي في مصر ؟ هذا صحيح، لأن تيارات الإسلام السياسي كانت تعتير جماعة الإخوان هي الرائدة لهم، وبالتالى سقوط حكم الإخوان سوف ينعكس بالسلب على مستقبل هذه التيارات في المستقبل، نتيجة فشلهم في الحفاظ على السلطة والتي دفعت الشعب المصرى لإسقاطهم. وما فرص الإخوان في أي انتخابات مقبلة؟ _قبل أن نتحدث عن فرص الإخوان في الانتخابات القادمة علينا أن ننظر بواقعية للأمور ،وأن هناك عددا من القضايا ربما تؤدى إلى حل حزب «الحرية والعدالة»، ويتم فتح المجال وإعطاء الفرصة لحزب آخر ليلعب دوره.