تابع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، اليوم، مع المسئولين الأمنيين المعنيين، ملابسات حادثة الهجوم على رئيس بلدية بلدة عرسال الحدودية بسهل البقاع شمال شرق لبنان على الحجيري مما تسبب في إصابته بجروح طفيفة في الكمين الذي استهدف موكبه في منطقة اللبوة بقضاء بعلبك إضافة إلى مقتل شخص وإصابة شخصين آخرين بجروح. وطلب الرئيس اللبناني من الأجهزة الأمنية اتخاذ أقصى التدابير لضبط الوضع والقبض على الفاعلين وإحالتهم على القضاء المختص. واعتبر سليمان أن "اللجوء إلى مثل هذه الأساليب، في وقت كانت قضية الإفراج عن المخطوفين تشهد تقدما، يزيد الأمور تعقيدا ويخلق مشكلات جديدة تراكم قضية المخطوفين ولا تؤدي إلى حلها". كما أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات لمتابعة مع كل من وزير الدفاع فايز غصن، ووزير الداخلية والبلديات مروان شربل ورئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان ووجهاء بلدة عرسال وفاعلياتها. وشدد ميقاتي على "ضرورة التعاون بين جميع أبناء المنطقة لمعالجة تداعيات الحادث ومنع أي محاولات لافتعال فتنة بينهم". وأكد أن الاجهزة الأمنية "تقوم بواجبها في العمل على توقيف المعتدين واحالتهم على القضاء". من جانبه، أطلع رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تمام سلام من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على تفاصيل الحادث الذي تعرض له موكب رئيس بلدية عرسال محمد الحجيري في بلدة اللبوة البقاعية. وتابع سلام مع ميقاتي التدابير التي تتخذها الاجهزة الأمنية لملاحقة الفاعلين، داعيا الجيش والقوى الأمنية إلى التعامل مع هذا العمل باقصى درجات الحزم وملاحقة الفاعلين وسوقهم إلى العدالة. ولفت سلام في تصريح له إلى أنه "في الوقت الذي كانت تبذل فيه الجهود لتبادل مخطوفين وإجراء مصالحة بين عائلات عرسال واللبوة، جاء هذا الكمين الذي تعرض له رئيس بلدية عرسال ومرافقوه ليكشف مرة جديدة هشاشة الواقع القائم في منطقة البقاع ودقته، والحاجة الملحة لتضافر جهود جميع الاطراف السياسية والأهلية للتصدي لكل محاولات الفتنة وهز الاستقرار والسلم الأهلي". واستنكر سلام هذا العمل الذي وصفه بالمدفوع بنوايا خبيثة على البقاع واهله"، داعيا جميع العقلاء من ابناء هذه المنطقة إلى التزام الحكمة وعدم توفير أي جهد لتفويت الفرصة على الراغبين في العبث بأمنهم وأمن البلاد". يذكر أن بلدة عرسال ذات أغلبية سنية وتقع في منطقة من البقاع اللبناني يغلب عليها الشيعة، وتشهد المنطقة إنفلاتا أمنيا وتبادلا لعمليات خطف بين عرسال وقرى لبنانية وسورية، جزء منه أحيانا لأسباب سياسية وطائفية وأحيانا أخرى لأسباب عشائرية وتجارية وجنائية.