سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوساطة الدولية" أحد كروت السياسة الخارجية للغرب.. تحاول إقناع الإخوان بأن ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكريا.. الاتحاد الإفريقي اعترف بالثورة.. آشتون تطالب بالديمقراطية
كعادته يطل الغرب برأسه مع كل أزمة في المشهد السياسي بالشرق الأوسط، وهذه المرة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وما بين وصف ما حدث بالانقلاب العسكري، وتأخر الاعتراف بفشل الإخوان في إدارة شئون البلاد، وان ما حدث في مصر ثورة شعبية بدا الموقف الغربى والأمريكى خاصة متذبذبا ومترددا. الوسطاء الدوليون بعد تغيير موقفهم من الوضع الحالي بمصر، والاعتراف بأن ما حدث ثورة شعبية يحاولون إقناع الإخوان بتقبل الأمر الواقع. الوساطة الدولية لها عدة أطراف.. جاءت البداية من الاتحاد الإفريقي الذي أوفد لجنة من أجل التحقيق فيما حدث، وقابلت اللجنة المعزول مرسي، كما زارت منطقة رابعة العدوية، واجرت مناقشات مع ممثلين عن جماعة الإخوان، والأحزاب والجماعات والشخصيات الأخرى المرتبطة بها، واجرت كذلك مناقشات مع ممثلين من أحزاب سياسية، ومن المجلس القومي للمرأة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والمجلس المصري للعلاقات الخارجية. واعترفت اللجنة في النهاية بأن ما حدث في مصر هو ثورة شعبية، وطالبت اللجنة كل الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب العودة للعنف والسعي من خلال الحوار، وفي إطار روح التفاهم والتسامح المشترك، إلى حل المشاكل القائمة من أجل تيسير عملية انتقالية سلمية وشاملة. كاثرين آشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوربى لعبت دورا مهما في المفاوضات بعد زيارتها الأخيرة ولقائها بالمعزول في محبسه كأول دبلوماسية تقنع الجيش المصري بمقابلة "مرسي" لإجراء محادثات معه من أجل تحقيق مستقبل ديموقراطي، ومؤكدة أن الشعب المصري هو الذي بإمكانه إيجاد وسيلة للتحرك للأمام نحو مستقبل ديمقراطي مستقر. كما لعبت آشتون في يوليو الماضي دور الوسيط لحل الخلافات بين جماعة الإخوان والجيش. واستمرارا لمسلسل الوساطة الدولية طالب السيناتور ليندسى جراهام عضو لجنة الدفاع بالكونجرس الأمريكي جماعة الإخوان وأنصارها بعدم الاستمرار في الاعتصام بالشوارع والميادين والعودة إلى ميدان العمل السياسي، وهو ما يعنى اعتراف الكونجرس بالثورة الشعبية في مصر وليس الانقلاب العسكري. اليوم يستمر مشهد الوساطة الدولية بقيادة السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسى جراهام عضوى لجنة الدفاع بالكونجرس حيث يشهدان سلسلة لقاءات مكثفة تتضمن لقاء كل من الرئيس المؤقت عدلي منصور والفريق عبد الفتاح السيسي لتهدئة التوتر والعنف والبحث عن طريق من أجل الوصول إلى مرحلة انتقالية ناجحة. وفى نفس السياق قام نائب وزير الخارجية الأمريكية وليم بيرنز بمقابلة المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان في إطار الجهود لمنع المزيد من العنف وتهدئة التوترات، وتيسير إجراء حوار شامل بين المصريين بما يساعد في عملية الانتقال إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا.