لم نعد قادرين على إحصاء جملة ضحايانا بعد أن وصل الإخوان للحكم بل وقبل وصولهم. قبل وصولهم كانت مذبحة محمد محمود التى حدثت بسبب انسحاب الإخوان من خلف ظهر الثوار وساعتها ثار شباب الجماعة ضد القرار الغريب بإخلاء ظهر الثوار فكانت المذبحة. تنصل الإخوان كعادتهم من الضحايا ومن مرتكبيها وإن كانوا بانسحابهم قد ساندوا مرتكبيها وبرروا للقاتل جريمته. ولم يتوقف الحال عند هذا الحد من الندالة بل راحوا يستمرئون القتل أو مشاهدة الذبح بمتعة منقطعة النظير.. حدث ذلك عندما ظهر الرئيس المعزول بقرار شعبى وهو يسير فى خيلاء بين أتباعه بالقرب من أسوار الاتحادية التى شهدت مذبحة كانت جماعته قد نفذتها نكاية فى الثوار ورغبة فى إخلاء المنطقة المحيطة بقصر محمد مرسى وساعتها قالوا إن بلطجية هم من نفذوا الجريمة البشعة. وكما أن الإخوان هم من صكوا لفظة «فلول» فإنهم أضافوا إليها مصطلح الطرف الثالث. والطرف الثالث هو بطل كل جريمة قتل وبطل تفجير خط الغاز عشرات المرات. بعد تولى مرسى لم يضرب خط الغاز واختفى الطرف الثالث إلا فيما أراد ظهوره قادة الجماعة. وفجر السبت الماضى كانت الجماعة قد أدركت أن الشعب المصرى قد قال كلمته وفوض جيشه بشن هجوم فاصل على الإرهاب وأصحابه وكان لابد وأن يخرج العرس الشعبى بمذبحة تفسد على المصريين قرارهم وفرحتهم فدبروا بليل مذبحة المنصة التى راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء ليس من بينهم واحد من قادة الجماعة. دفعت الجماعة بالبسطاء والموهومين إلى معركة كانوا هم قادتها وأبطالها وفجأة سقط الضحايا لتنطلق منصة رابعة العدوية تناشد دول العالم التكالب على مصر لأن جماعتهم تتعرض للإبادة. كانت كلمة البلتاجى قد فضحت الأمر قبل أن تدور وقائع المذبحة وكأنه يقرأ الغيب.. تحدث عن مذبحة قبل أن تقع وكأنه تدرب على قراءة الطالع. كان المشهد بشعاً.. هؤلاء الذين فقدناهم أبناؤنا.. ليس غرباء وليسوا مستوردين من الخارج وقبل هذا وذاك فإنهم بشر مثلنا يحلمون بوطن أكثر عزة وإباء. قتلوهم مثلما قتلوا ضحايا الحرس الجمهورى وقتلوهم مثلما قتلوا رجال الشرطة حراس السجون وقتلوهم مثلما قتلوا ضحايا الاتحادية.. تاجروا بدماء الغلابة والبسطاء كما هو عهدهم وكما هو تاريخهم قتلوهم بدم بارد.. ضحوا بالشباب لكى يعيش المرشد المختبئ خلف نقاب امرأة لا نظن أنها تقبل الاختباء خلفه.. قتلوهم لكى يتمايل محمد البلتاجى يمينا وشمالا على منصة التضليل والأكاذيب.. قتلوهم لكى يعلن الضال المضلل صفوت حجازى أن البوارج الأمريكية قادمة لدك مصر على الحدود البحرية ومن خلفه يهلل الموهومون والمضَلَلون الله أكبر الله أكبر.