مع روحانيات شهر رمضان الكريم، لا يمكن أن نغفل أهم وأعرق مساجد محافظة الإسماعيلية، وهو المسجد العباسي والذي لابد أن يصيبك شعور بالرهبة والقدسية عندما تدنو من أبواب هذا المسجد العتيق والذي تفوح من جدارنه عبق التاريخ بما تحويه من آيات قرآنية وزخارف أثرية عاصرت العديد من الأزمنة لتكون شاهدة عليها حتى وقتنا هذا. اقتربت أكثر وازداد قلبي سكينة وطمأنينة، كي أعرف حكاية هذا الجامع والذي قال عنه الكثير إنه أقدم مساجد عروس القناة، حيث كان شاهدا على حفر قناة السويس، ونشأة جماعة الإخوان منذ بداية عهدهم وحتى توليهم السلطة في مصر، وهو لا يزال صامدا حتى الآن ليشهد الكثير والكثير مما تمر به محافظة الإسماعيلية الآن. تعود نشأة الجامع العباسي الكائن بشارع صلاح سالم بحي أول بالإسماعيلية إلى الخديو عباس حلمي الثاني الحفيد السابع لمحمد على وذلك في عام 1892ميلادية و1316 هجرية. وقد اشتهر الخديو عباس بولعه ببناء المساجد وصيانتها في جميع محافظات مصر، وقد سمي المسجد بالعباسي نسبة إليه. شيد المسجد على الطراز العثماني في العمارة الإسلامية، وتبلغ مساحة المسجد 250 مترا ومدخله مزين بنقوش وآيات قرآنية، وسقفه الخشبي مزخرف بالرسوم النباتية.كما تبلغ طول مئذنته 20 مترا. ترجع أهمية المسجد كأحد المعالم الأثرية القديمة بالمحافظة نظرا لتجاوز عمره أكثر من مائة عام، وبذلك يكون الشاهد على كل ما مرت به المحافظة. يقول محمد الكاشف، رئيس مجلس إدارة المسجد العباسي إنه أثناء حضور اللواء فؤاد سعد الدين محافظ الإسماعيلية الأسبق لإقامة شعائر الصلاة بالمسجد منذ عدة سنوات تهاوى أحد أجزاء سقف المسجد فوق المصلين، ما جعل الكثير من أهالي الحي يسعون لتطوير هذا الصرح بجهودهم الذاتية منذ ذلك الحين ومتابعة صيانته وترميمه من وقت لآخر بمعاونة الآثريين. ويعتمد تطوير وترميم المسجد على الجهود الذاتية وتضافرها وتناغمها، كما أننا لا نغفل دعم المحافظة لنا حيث ساهمت بدور كبير في توفير الإقامة للعاملين من هيئة الآثار في نزل الشباب لحين الانتهاء من أعمال الترميم. وقال الكاشف إنه سيتم إلحاق مصلى للسيدات بالمسجد، والتي تبلغ مساحته 200متر، وسنقوم بتزويده بأجهزة تكييف وذلك من خلال إنشاء دور آخر بالمسجد في المرحلة القادمة لتطوير المسجد. وأشار إلى أنه لا يمكن إغفال دور فريق هيئة الآثار في إعادة المسجد إلى أصله بنسبة كبيرة، وذلك من خلال إزالة الطبقة القديمة ليعود المسجد إلى أصله، وذلك تحت إشراف الدكتور غريب الزمر حيث تمت الاستعانة ب 100 خبير من هيئة الآثار في أعمال الصيانة والترميم.