دائما وفى كل المراحل وخاصة فى الأوقات الصعبة يلعب الجيش المصرى دور المنقذ من انفلات الداخل بشكل ينذر بحرب أهلية، ويأتى تدخله دائما فى اللحظات الحاسمة وبالطريقة التى يرتضيها الشعب ويشجعه عليها وهو ما يكشف معنى ومغزى شعار "الجيش والشعب إيد واحدة" فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو. فطوال الحقب التاريخية والجيش المصرى ممثلا فى قيادات وطنية على غرار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى، لعب دورا حاسما فى تخليض الشعب المصرى من كوابيس تمثلت أحيانا فى دول استعمارية وتمثلت أحيانا أخرى فى قوى داخلية ظنت لضيق أفقها أنها قادرة على استعباد المصريين وينطبق ذلك على طيور الظلام الإرهابيين فى التسعينيات من القرن الماضى، كما ينطبق على استقواء الإسلاميين بتنظيماتهم فى تهديد وترويع المواطنين ورفض أى حلول وسط لأى مسائل سياسية حتى لو كانت النتيجة حمامات من الدم وحمم من النيران فى كل مكان. وكما كان الجيش هو المخلص لمصر من الهكسوس وذلك بطردهم على يد الملك أحمس، أنهى الجيش المصري الغزوات الصليبية تحت قيادة الناصر صلاح الدين الأيوبى فى موقعة حطين، ولعل هذا وذاك يوضحان مغزى ودلالة الدور القوى الذى لعبه الجيش المصرى على يد سيف الدين قطز والظاهر بيبرس فى القضاء على التتار فى موقعة عين جالوت، وكان التتار يمارسون أبشع ألوان الترويع بحق كل شعوب الدول والممالك التى احتلوها. وتؤكد تجارب الماضى القريب أن الجيش المصرى دائما ما يكون الملاذ الأخير للمصريين وهو دائما درع الوطن الذى يحتمى به، وطوق النجاة للشعب عند الشدائد، والكيان الحى والمؤسسة العادلة التى يلجأ اليها للخلاص من هزة مجتمعية كصراع سياسى يعصف بالدولة وما فيها أو فساد اجتماعى يهز ثوابتها ويقضى عليها، هكذا كان الشعب المصرى وجيشه فى ثورة 30 يونيو وهكذا كان الشعب المصرى وجيشه فى ثورة 23 يوليو، التى شعر خلالها الجيش بآلام المصريين وأدرك كل مطالب الحركة الوطنية ونفذها بحذافيرها منحازا فيها إلى الأغلبية العريضة من الشعب. ولا يمكن لأحد أن ينكر انصهار الجيش والشعب فى بوتقة واحدة فى مواقف كثيرة منها حال حدوث الزلازل والكوارث الطبيعية وقيام الجيش من تلقاء نفسه ووفقا لواجبه القانونى والوطنى بعمل كل ما يلزم لتخفيف آثار المأساة عن كل المواطنين، ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا الدور الجوهرى عندما يستدعى الشعب جيشه فى الزلازل السياسية وخاصة الثورات وبالأخص ثورة 30 يونيو، فضلا عن حالات الاستقطاب السياسى الحاد الدافع إلى الاحتراب الأهلى كما كان موجودا فى الأيام التى سبقت وتلك التي تلت ثورة 30 يونيو التى أيدها بحس وطنى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى.. فالجيش المصرى على مر العصور كان ولايزال حامى حمى الشعب والقلب الرحيم بالشعب المصرى وقت الأزمات، هكذا هو دائما بمثابة حائط صد لأى مخاطر تحدق بالمصريين سواء كانت مخاطر داخلية أو خارجية. وهذه السيمفونية الوطنية الرائعة بين جيش مصر وشعبها على مر العصور ساهم فيها شخصيات مصرية عسكرية احترمهم المصريون وغرسوا فى المصريين قيمة حب الوطن والانتماء له, منهم ملوك فراعنة قاتلوا وضحوا بالغالى والنفيس فى سبيل استقلال مصر وخاصة الملوك الذين خاضوا حروب الاستقلال والمقاومة ضد الغزوات الفارسية الثلاث، ومنهم أبطال عسكريون غيروا مجرى التاريخ بانتصاراتهم وتضحياتهم منهم على سبيل المثال لا الحصر الرئيس الراحل أنور السادات والفريق الراحل سعد الدين الشاذلى والشهيد الراحل عبد المنعم رياض.. والتفاصيل فى صفحات هذا الملحق المهم...