الخرائط تتغير بسقوط الأنظمة.. هكذا ينطق لسان حال العديد من المتابعين لجروبات الألتراس في مصر، الذين تصدروا المشهد تمامًا في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين التي أطاحت بها ثورة 30 يونيو، ودفعت الجميع للدخول في حالة من الترقب والانتظار للتعرف على خريطة جروبات الألتراس، وتحديدًا الثنائى الشهير أهلاوى وزملكاوى الذي يحظى بشعبية وجماهيرية طاغية، كانت سببا في التفاف العديد من الشباب حوله بغية متابعة تحركاته سواء السياسية أو الرياضية لاستكمال مشواره بعد سقوط الإخوان. وكانت البداية مع ألتراس أهلاوى الذي أعلن قادته أن موقفهم كان واضحًا منذ إنشاء الجروب بأنهم مجرد جروب للتشجيع الرياضى الذي يهتم أعضاؤه بفريقهم ويتحركوا وراءه في مختلف المحافل والبطولات والبلدان. "لا علاقة لنا بالسياسة أو الأمور غير الرياضية، وموقفنا كان واضحا للجميع ولن يتغير، وتدخلنا السياسي مؤخرًا كان حدث استثنائى بسبب مجزرة بورسعيد"، هكذا أوضح قادة ألتراس أهلاوى، مضيفين أنه كان لزامًا على الجروب وأعضائه أن يثور على من دبر هذه المجزرة، وذلك بسبب تخاذل الشرطة وقتها في حمايتهم، مما دفعهم إلى تنظيم اعتصام أمام مجلس الشعب وأعقب ذلك مليونية في التحرير وبعض المسيرات والوقفات بهدف الضغط ليس إلا، ولذلك أعلنوا عدم وجود توجه سياسي لديهم وإنما فقط اهتمامهم رياضى وخريطتهم معروفة للجميع ولن يجد بها أي جديد. قادة الجروب أكدوا أنهم لن ينسوا للأمن ما فعله معهم في السابق، وكذلك تخاذله في مذبحة بورسعيد، ووقوف الكثير من ضباط الشرطة ليصوروا ما يحدث بكاميراتهم الخاصة وهواتفهم الشخصية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء حماية الشباب العزل الذين تعرضوا للغدر على أيديهم وأنهم لن ينخدعوا في موقف الداخلية في الفترة الراهنة ووقوفهم بجوار الثوار في 30 يونيو. وشددوا على أنهم لن يتسامحوا أبدًا في أحداث بورسعيد، معتبرين إعادة فتح ملف القضية وما يعقبه من براءة بعض المتهمين في النقض يعد سابقا لأوانه، لكنهم لن يقفوا صامتين أمامه وسيكون ردهم أقوى وأعنف عن ذى قبل، ووقتها لا يلومهم أحد لأنهم سيكونوا قد خسروا كل شيء سواء أصدقائهم أو قضيتهم التي ساندوها طوال هذه الفترة دون القصاص من قتلة أصدقائهم، مما سيضطرهم إلى البحث عن القصاص من جديد بطريقتهم الخاصة. وحدد كابوهات ألتراس الأهلي مطالبهم من السلطة الجديدة في أنهم يحتاجون لقيادات تتفهم عقليتهم وطريقة تفكيرهم، وعدم التعامل معهم كمجرمين أو بشكل قمعى، وأن تتحقق مطالب ثورة 25 يناير، "عيش وحرية وعدالة اجتماعية"، والبعد عن الدولة البوليسية ومعاقبة قتلة شهداء أحداث بورسعيد وثورة يناير. وبالمثل حرص أعضاء جروب ألتراس "وايت نايتس" على تأكيد عدم وجود أي توجه سياسي لهم على الإطلاق، وأن مشاركة أعضاء الجروب في أي نشاط سياسي أو بالانتماء لحزب ما أو حركة تأتى بصفة شخصية، وأنهم الجروب مسئول عن تصرفات أعضائه داخل المدرج فقط وليس خارجه. وشددوا على جميع الأعضاء في حالة خوض أي معترك سياسي بضرورة عدم التحدث بصفة الجروب أو ذكر اسمه، وتجنب ارتداء تيشيرت الجروب، وعدم الغناء بأغانى الجروب أو استخدام مستلزمات التشجيع الخاصه به، وذلك لتأكيد أنهم جروب كروى رياضى فقط وليس لهم دخل بأى شىء مما يثار حولهم، بأنهم منتمون لبعض الأحزاب أو الحركات السياسية المختلفة، مؤكدين أن الأمن بذل مجهودا كبيرا في سبيل إنجاح ثورة 30 يونيو، ولكنهم تطبيقا لعقلية الألتراس لن يقبلوا بوجود تعاون مع الأمن أو أي تعاطف معه، ولن ينسوا حبس الكثير من قيادات الجروب وآخرهم "سيد المشاغب"، أو العنف الذي كان يستخدمه رجال الشرطة معهم في المدرجات أو قتل أصدقائهم في ثوره 25 يناير، لافتين إلى أن تجاوز كل هذه الأحداث يتطلب وقتا كبيرا وتصرفات حضارية من الأمن معهم وعدم التعنت معهم مرة أخرى داخل المدرجات. قادة وايت نايتس أوضحوا أنهم ساندوا جروب ألتراس أهلاوى كثيرا وقت مذبحة بورسعيد، وأنهم سيظلون على عهدهم معهم، ولن يقبلوا ببراءة المتهمين بقتل أصدقائهم، وسيعلنوا ذلك للجميع دون القيام بما هو أكثر من المساندة. وطالب قادة الجروب الزملكاوى الرئيس المؤقت وحكومته بضرورة النهوض بمصر سريعا والعمل على الاستعانة بالقدرات الشبابية وتوديع "دولة العواجيز" -حسب قولهم- مع معاقبة قتلة الشهداء والإفراج عن المعتقلين السياسيين.