سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسوشيتد برس: الجيش لن يحكم مرة أخرى ونزوله إلى الشارع للتأمين.. تزايد نفوذ الإسلاميين والفتنة الطائفية أقلق العسكر ودفعهم للمشاركة.. السيسي تمكن من الاقتراب من المعارضة بعد وعوده بتأمين المتظاهرين
قالت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية، فى تقرير لها، إنه منذ عام واحد فقط، طالب الليبراليون فى مصر والحركات الشبابية المطالبة بالديمقراطية "الجيش" الذى تولى السلطة بعد تنحى المخلوع، بترك السلطة، لكن بعد سنة عصيبة فى ظل رئيس إسلامى منتخب بحرية، يأمل الآن الكثير منهم بنزول الجيش عند محاولتهم إجبار مرسى على ترك السلطة خلال مظاهرات 30 يونيو الجارى، بعد الاستياء الكبير من أسلوب إدارته للدولة، ما يجعل الداعين للمظاهرات يعتقدون أن إجراء انتخابات مبكرة، ستسفر عن نتائج مختلفة بعد ثبوت فشل الإسلاميين فى الحكم. فى المقابل، يرى أنصار مرسى أن المعارضة السياسية من التيارات الليبرالية والعلمانية تحرض على الانقلاب على الرئيس المنتخب؛ لأنهم لا يستطيعون التنافس فى صناديق الاقتراع. أما الجيش فسوف يقف فى المنتصف أيا كان ما سيحدث يوم 30 يونيو المتزامن مع ذكرى تنصيب مرسى، حيث بدا هذا من خلال حديث وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى الأحد الماضى والذى دعا خلاله الطرفين إلى التفاهم لمنع سفك الدماء محذرا من الدفع بالبلاد إلى "نفق مظلم". كما تضمن حديثه تحذيرات مستترة لمؤيدى مرسى أن الجيش سوف يتدخل إذا ما تعرض المتظاهرون لهجمات خلال الاحتجاجات المخطط لها فى ظل تهديدات بعض التيارات الإسلامية المتشددة للمتظاهرين. ورأت الوكالة الأمريكية فى تحليلها أن مرسى لم يتحرك لحل الأزمة ولم يعطى أية إشارات عن استعداده لتقديم تنازلات، مضيفا أن هذا ما استنتجته المعارضة عند رفضها الحوار مع مرسى بدعوى أنه غير جدى، وأعلنوا قبولهم الجلوس على مائدة الحوار إذا كان السيسى هو صاحب الدعوة ما يدل على اعتبارهم إياه حكما موثوقا به. وأشارت إلى أن المعارضة وضعت بالفعل خطة لإدارة البلاد فى مرحلة ما بعد مرسى حيث يتولى رئيس المحكمة الدستورية البلاد فى مرحلة انتقالية، وتتولى شخصية غير حزبية منصب رئيس الوزراء، حتى يتم تشكيل حكومة تكنوقراط وتعديل الدستور المدعوم من الإسلاميين وإجراء الانتخابات الرئاسية خلال 6 أشهر. ورأت الوكالة أنه فى حال تعرض أنصار الرئيس للمعارضين ووقوف الجيش مع المعارضة سيشكل هذا ضغطا كبيرا على مرسى. ونقلت عن عمار على حسن، المحلل السياسى، قوله: "إنه على خلاف ما حدث فى 2011، الجيش لن يتدخل ليحكم بل ليحمى الشعب ضد النظام الذى لم يعد يرغب فى استمراره، ويبدو أن هناك موافقة من قبل الجيش على خطة الطريق التى وضعتها الحركة الاحتجاجية". وخلال عدة مناسبات، أكد السيسى أن الجيش سيقف دوما إلى جانب المصريين، ووجد ببراعة طريقا له للوصول إلى المعارضة، وفقا لما ذكره التقرير، وضرب لذلك مثلا عندما أرسل طائرة عسكرية لنقل الإعلامى يسرى فودة إلى المستشفى عندما تعرض لحادث. لذا، فإن الجيش قد يكون له أسباب أخرى لرمى ثقله وراء الساعين للإطاحة بمرسى، فى ظل تصاعد المخاوف من الآثار الأمنية المترتبة على تزايد نفوذ المتشددين الإسلاميين خاصة فى سيناء، وأيضا فى ظل رؤيته بازدياد الاضطرابات الداخلية، فضلا عن انهيار مؤسسات الدولة. وربما أكثر ما أثار مخاوف المؤسسة العسكرية من حكم الإخوان هى الموافقة التى تضمنها خطاب مرسى أمام أنصاره قبل نحو أسبوعين لسفر المجاهدين إلى سوريا ما قد يؤدى فى نهاية المطاف إلى عودة هؤلاء بأيديولوجية أكثر تطرفا وبقدرات قتالية لا يستهان بها. على الجانب الآخر، يرى أنصار مرسى أن تصريحات السيسى على العكس من تفسيرات المعارضة تؤكد دعم الجيش لموقف الرئاسة، وكانت تهدف فى الأساس إلى امتصاص التوتر وكانت بالتنسيق بين الرئيس والجيش، حسب ما أفاد المتحدث باسم مرسى إيهاب فهمى. ورصدت الوكالة ردود فعل الإسلاميين الغاضبة من حديث السيسى التى اعتبروها صفعة للنظام، حيث قال السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل: إن تعليقات وزير الدفاع متهورة للغاية، وتحمل عدوانا صارخا وإنها تمهيد لانقلاب لا يقبل به أى شخص لديه كرامة واحترام للذات. وفى مقال رأى نشر يوم الثلاثاء على موقع حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وبخ المعارضة التى تدعو لانقلاب عسكرى. كما اعتبرها حزب الحرية والعدالة انقلابا على الشرعية مستنكرا رغبة المعارضة فى فتح الباب أمام عودة الحكم العسكرى. ووسط كل هذا، تساءلت الوكالة فى تقريرها عما إذا كان الجيش لديه من الدوافع بما فيه الكفاية للقفز مرة أخرى إلى الملعب السياسى، خاصة وأن الجيش بالفعل قام بتأمين وضعه فى الدستور الجديد كمؤسسة تتمتع بحكم ذاتى مع إشراف محدود من الدولة على مصالحها التجارية والمالية الضخمة. كما أنها لا تحبذ أن تعرض نفسها لانتقادات قاسية تمس من جديد هيبتها بعد معاناة استمرت 17 شهرا تقريبا بعد سقوط مبارك عندما تولى المجلس العسكرى السلطة، حيث وقتها كانت هتافات "يسقط حكم العسكر" تملأ أرجاء البلاد وتعرض كبار قيادات الجيش لإهانات شخصية مع اتهامات بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان. لكن فى الوقت نفسه، فإن صورة القوات المسلحة تغيرت بشكل كبير منذ تولى مرسى منصبه حين عزل المشير حسين طنطاوى وعين السيسى بدلا منه الذى بدوره عمل لإظهار أنه غير خاضع لمرسى عبر سلسلة من تلميحات خفية بالضيق من الاضطرابات التى تجتاح البلاد تحت حكم مرسى.