يتساءل المرء متي يتفوه بصدق لكل خطوة يخطو بها، فاز الرئيس الأمريكي بفترة رئاسية جديدة بعد جولة الانتخابات الأخيرة التي جرت في الولاياتالمتحدة، وذهب يترقص إلى الشرق الأوسط على الأنغام الدامية بين إسرائيل وفلسطين، ورمي رفاة العظام الفلسطينية التي لا قيمة لها بعيدًا، مؤكدًا دعم الولاياتالمتحدة لأمن إسرائيل، كأن إسرائيل بلد الضعفاء، بلد من العالم الثالث يحيط بها الأعداء الأقوياء. إسرائيل منذ سنين طويلة وهي المستفيدة من السخاء الأمريكي حيث يصلها ما يبلغ 8.500 ملايين مساعدات عسكرية أمريكية لها، وفي عام 2012 وصل إسرائيل مساعدات امريكية ما يقدر ب 3.102.500.000 دولار أمريكي، مساعدات تمنحها الولاياتالمتحدة لإسرائيل ضد عدوها البشري فلسطين. وفي مقابلة أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد أن من حق الفلسطينيين أن يعيشوا مستقبلا أفضل ويستحقون أن يكون لهم دولة خاصة بهم، كلمات جميلة ولكن في الواقع لا معني لها في ظل جهود السيد أوباما الفاترة وغير الفعالة تجاه الشعب الفلسطيني. وحث أوباما مرة أخرى على محادثات مباشرة دون شروط مسبقة مع إسرائيل، كما تمت الإشارة مرارا وتكرارا إلى أن إسرائيل ليس لديها مصلحة في المفاوضات. يمكن أن تحدث مفاوضات حقيقية إلا بين طرفين، كل منهما لديه شيء يريده الآخر وكل منهما يجب استلام هذا الشيء. فنجد إسرائيل لها الحرية في كل شيء تجاه الفلسطيين فهي تعتقل الفلسطينيين وقت ما يحلو لها وتعتقل الأطفال إلى أجل غير مسمي إلى الوقت الذي يلحو لها ودون إية اتهامات. المجتمع الدول يوكد ذلك أمريكا لا يفتوهه بشىء تجاه الممارسات الإسرائيلية والانتهاكات التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني العالم في حالة صمت تجاه القضية الفلسطينية لانتهاك إسرائيل قرارات الأممالمتحدة وتفرض سيطرتها على كل حدود فلسطين بما في ذلك الأرض والجو والبحر، وتغلق مئات الطرق وتعمل نقط تفتشية بحجة منع الإرهابيين الفلسطينيين. إسرائيل تبين الطرق الحديثة والمدن الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية التي هي حق الفلسطينيين المحرمين منها، ويأتي الكونجرس الأمريكي في غضب عارم على فلسطين دون سبب وتهدده بمنع المساعدات الهزيلة التي تقدمها لها، ولكن السبب سأوضحه لكم هو رغبة السيد أوباما توجيه فلسطين للتفاوض دون شروط مسبقة، وكل تصرفات إسرائيل تبرر لديهم بأنها حسن نية بينما فلسطين لا، فلسطين لم تفعل شيئا لكل هذا الغضب الأمريكي، لن هناك أمران لم تكن ترضي الولاياتالمتحدة أن تناله فلسطين وهما: أن تصبح فلسطين عضوا في اليونسكو، بمنظمة العلوم الثقافية والاقتصادية التابع للأمم المتحدة، وفازت فلسطين بالتصويت بأغلبية 107 ل14 صوتا، بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من تمويل منظمة اليونسكو الذي كان يمثل 22% من تمويل المنظمة، بعد رفضها لراديكالية الإرهابية وأنها تسعي للحوار بين الحضارات وتبادل الثقافات بين الشعوب، القائم على احترام القيم المشتركة. والأمر الثاني حصول فلسطين في نوفمبر عام 2012 على لقب دولة مراقب غير عضو من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتمرير القرار بإغلبية 138 صوتا في مقابل 9 أصوات. وفي استعراض غير عادي من الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي، اقترحا في مجلس الشيوخ بقطع جميع المساعدات المريكية لفلسطين إذا جلبت إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية، وطرد ممثلي فلسطين من واشنطن إذا لم تدخل فلسطين في مفاوضات ذات مغزي مع إسرائيل. وقال السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام: "لن نستخدم أموال دافعي الضرائب الأمريكية في دعم الكيان الفلسطيني، إذا ذهبت فلسطين لشكوي إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية بدل من أن تحاول أن تعيش في سلام مع شعب إسرائيل". وكان قول ليندسي يهدف عدم تهميش إسرائيل وليس الحصول على الانصاف من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني وأنه لم يكلف نفسه عناء شرح كلامه، فهذا هو الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، ومن السذاجة أن نعتقد أن الولاياتالمتحدة ستتخذ أي إجراءات لصالح فلسطين.