أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم "الخميس"، أن مصر تفقد ما يقدر بنحو 20.3 مليار جنيه مصري (ما يعادل 3.7 مليارات دولار أمريكي)؛ بسبب إصابة الأطفال بنقص التغذية، وفقًا لإحدى الدراسات التي تم إطلاقها اليوم في القاهرة. وأصدر برنامج الغذاء العالمي ومركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقرير "تكلفة الجوع في أفريقيا: الآثار الاجتماعية والاقتصادية لنقص تغذية الأطفال في مصر"، هو عنوان التقرير الجديد الذي يوضح الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد المصري بسبب إصابة الأطفال بنقص التغذية، خاصة الآثار المتعلقة بالتقزم أو سوء التغذية المزمن. وأوضح التقرير أن التقزم (انخفاض معدل الطول بالنسبة للعمر) يحدث حينما لا يحصل الأطفال على العناصر الغذائية المهمة، بما في ذلك البروتينات، والفيتامينات والمعادن عندما يكونوا أجنة في أرحام أمهاتهم أو خلال الخمس سنوات الأولى من حياتهم. وتزيد احتمالات تعرض الأشخاص المصابين بالتقزم للإصابة بالأمراض فيما بعد على مدى حياتهم، كما يضعف مستواهم الدراسي في المدرسة، مما يؤدى إلى رسوبهم وإعادة بعض الفصول الدراسية أو التسرب نهائيًا من التعليم، فتقل إنتاجية هؤلاء الأشخاص في العمل، بل يكونوا أشد عرضة للموت المبكر. وأوضح التقرير أن مصر تتكبد خسائر مالية كبيرة سنويًا نتيجة نقص التغذية لدى الأطفال بسبب تزايد تكاليف الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الأعباء الأضافية التي تثقل كاهل المنظومة التعليمية وانخفاض معدل الإنتاجية. ويقدر التقرير، استنادًا إلى البيانات الصادرة عام 2009، باعتبارها أحدث مجموعة كاملة من البيانات اللازمة لإجراء هذه الدراسة، أن 40% من البالغين في مصر يعانون من التقزم، وتمثل هذه النسبة ما يزيد على 20 مليون شخص في سن العمل، ممن يعدون غير قادرين على تحقيق إمكاناتهم، نتيجة لإصابتهم بنقص التغذية حينما كانوا أطفالا.