قرر الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" تعليق المفاوضات الأمنية التي تنظم بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان، بعد انسحاب القوات التابعة لحلف شمال الأطلسي عام 2014 حيث قام "كرزاي" باتهام الولاياتالمتحدة بازدواجية المعايير وانتهاجها سياسة غير ثابتة، بعد دخولها في مفاوضات سلام مع حركة "طالبان". وأشارت صحيفة "جارديان" البريطانية اليوم الخميس، إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى جاهدة لإنقاذ خطة فتح محادثات السلام مع طالبان يوم الأربعاء، وسط خلاف دبلوماسي بين واشنطن والرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" حول كيفية الإعلان عن العملية. وأوضحت أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" فشل في تهدئة "كرزاي" في المحادثات الهاتفية المتكررة، والذي غضب من المؤتمر الصحفي الذي عقد في قطر بين واشنطن وحركة طالبان. وأضافت أن "كرازي" غاضب من قيام طالبان بفتح مكتب سياسي لها في العاصمة القطرية الدوحة وإعلام مسئوليها استعدادهم التفاوض مع واشنطن للتوصل إلى حل سلمي لإنهاء الحرب المستمرة في أفغانستان من 2001. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أمريكيين جلسوا مع قادة طالبان، مطلبهم بتحقيق تقدم حقيقي في إنهاء الحرب في أفغانستان، وقطع حركة طالبان لعلاقتها بتنظيم القاعدة وهو الأمر الذي استقبله قادة طالبان بأنهم لن يسمحوا بأن تكون الأراضي الأفغانية قاعدة لإيذاء الآخرين. ولفتت الصحيفة إلى أن ما أغضب "كرازي" هو رفع العلم الأبيض لطالبان على مكتبها بالدوحة وهو علم "إمارة أفغانستان الإسلامية". وقال مصدر أفغاني رسمي لصحيفة "جارديان"، أن الولاياتالمتحدة تعهدت بأن طالبان ستكون قادرة على استخدام الدوحة كقاعدة لإجراء محادثات، وليس كمنبر سياسي، بينما رأى "كرزاي" أن المؤتمر الصحفي يوم الثلاثاء انتهاك واضح لهذا الوعد. وأكد مسئولون أمريكيون أن الولاياتالمتحدة رحبت بالحوار مع طالبان للتمهيد للحوار الأفغاني، لكنهم أكدوا أيضا وجود بعض النقاط العالقة بين واشنطن وطالبان والتي ينبغي حلها مباشرة بما في ذلك تبادل للسجناء. وأضافت الصحيفة أن حركة طالبان أعلنت مسئوليتها عن هجوم صاروخي على قاعدة "باغرام" الجوية التي قتل فيها أربعة أمريكيين في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الاتفاق المبدئي حول المحادثات. قالت الصحيفة أن خطط الولاياتالمتحدة لحضور المحادثات بالدوحة يوم الأربعاء تم تعليقها هذا الأسبوع، مع بقاء السفير "جيمس دوبينز"، الممثل الخاص من أجل أفغانستان وباكستان، في واشنطن حتى إشعار آخر. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية أن الولاياتالمتحدة طلبت أيضا من الحكومة القطرية إزالة علم طالبان من خارج مكتب طالبان الجديد في الدوحة الذي يمثل إمارة أفغانستان الإسلامية. وأكدت الصحيفة أن قرار تعليق المفاوضات الأفغانية الأمريكية كان بمثابة الصدمة للآمال التي كانت تلوح في الأفق للتوصل إلى حل دبلوماسي بين الأطراف الأفغانية خاصة بعدما أثبت الواقع أن 12 عاما من الحرب الأمريكية في أفغانستان غير كافية لإقرار الأوضاع الأمنية هناك.