بطلة هذه الحكاية سيدة فى الثالثة والثلاثين من عمرها تدعى "سلوى"، تقضى فترة عقوبة بالحبس لمدة عام بتهمة ممارسة وتسهيل الدعارة.. تحكى بنبرات حزينة وكلمات تغلفها الدموع قصتها للمحقق قائلة: " بدأت حكايتى منذ سنوات طويلة وتحديدا بعد أن تخرجت فى كلية التجارة.. وقتها ربطت قصة حب كبيرة بينى وبين ابن خالتى وهو طبيب بشرى وتوجت بالزواج.. عشت معه فى هدوء واستقرار وأنجبت منه ثلاثة أطفال، غير أن الأوضاع تبدلت والظروف تغيرت وعرفت المشاكل طريقها إلى بيتنا المستقر.. كثرت الخلافات والمشادات بينى وبين زوجى وانتهى الأمر بالطلاق.. عدت إلى منزل أسرتى فى المنصورة باثنين من أطفالى وبقى الثالث مع والده، وعشت على مساعدات شقيقى الذى لم يبخل علىَ بأى شيء وعقدت العزم على الخروج للعمل حتى أوفر الحياة الكريمة لأولادى.. تذكرت صديقة مقربة لى تقيم فى منطقة مدينة نصر بالقاهرة، وبدأت اتصل بها وأزورها فى شقتها الفاخرة وطلبت منها أن تساعدنى فى الحصول على عمل مناسب، فأكدت لى أنها ستوفر لى العمل فى أسرع وقت ولكنها تنتظر الفرصة المناسبة.. ترددت عليها أكثر من مرة وكنت أبيت معها فى شقتها.. ذات ليلة فوجئت بقوات من مباحث الآداب تقتحم الشقة وتلقى القبض على صديقتى التى تبين أنها تدير شقتها للأعمال المخلة بالآداب، وألقوا القبض علىَ معها، ووجهت لى تهمة ممارسة وتسهيل أعمال الدعارة مع الرجال دون تمييز، وخلال التحقيقات والمحاكمة عجزت عن إثبات براءتى وأننى كنت مجرد ضيفة". صمتت سلوى لحظات مسحت خلالها دموعها وأضافت: "منذ أن دخلت السجن انقطعت كل أخبار أطفالى عنى، ولم يزرنى أى شخص من أقاربى حتى شقيقى أعلن تبرؤه منى ومن أفعالى، وهذا الأمر أحزننى كثيرا خصوصا وأننى مظلومة ولم أفرط أبدا فى شرفى، ولكنه القدر الذى ساقنى إلى شقة صديقتى فى هذا التوقيت بالذات.. أشعر بضيق شديد فى صدرى كلما تذكرت صغارى الذين حرمت منهم، وحرموا منى رغم أننى على قيد الحياة".. وعن حياتها داخل السجن قالت: "أنا فى سجن القناطر منذ 4 أشهر، حاولت خلالها أن أتأقلم على حياتى الجديدة وأن أنسى الماضى كاملا، ولكنى أشعر بخنجر ينغرس فى صدرى كلما تذكرت أولادى.. قررت أن أقضى وقتى فى الدراسة واخترت تعلم اللغة الإيطالية ووفرت لى إدارة السجن الكتب اللازمة لدراستها، وبالفعل أتقنتها تماما، وهدفى من دراسة هذه اللغة هو الهجرة إلى إيطاليا وعدم العودة إلى مصر نهائيا، بعد أن فقدت الأهل والأبناء، وهربا من نظرة المجتمع القاسية للمتهمات فى قضايا الآداب، وعدم تسامحه معها حتى ولو ثبتت براءتها".