صهر حسن البنا قاد علاقة الجماعة مع واشنطن قبل 50 عاما كرسى الحكم أكثر أهمية لدى «الجماعة» من الدين أمريكا جندت الإخوان للقضاء على الاتحاد السوفييتى ومحاربة الشيوعية وصف الدكتور محمد السعدني-أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية رئيس مدينة مبارك للأبحاث العلمية سابقا- جماعة الإخوان المسلمين بالحليف الأول لأمريكا فى مصر، والتي تستغل قدرات الجماعة على الحشد والتنظيم، لتحقيق مصالحها. وأضاف «السعدني»: إن علاقة الإخوان بواشنطن تمتد لنحو 50 عاماً، مشدداً في الوقت ذاته على أن كرسي الحكم أكثر أهمية لدى الجماعة، من الدين ونصرة الشريعة، التي تنادي بها من الحين للآخر..وإلى تفاصيل الحوار: كيف ترى العلاقة بين الإخوان والإدارة الأمريكية؟ - العلاقات الإخوانية- الأمريكية على أفضل ما يرام، ومستمرة منذ أكثر من 50 عاماً، فقيادات الكونجرس الأمريكى وتيارات الإسلام السياسي تتعامل مع القوى التى تحقق مصالحها، لذلك تشهد علاقة واشنطن بالجماعة حالة من الرواج وتبادل الزيارات بين الجانبين، يسعى الإخوان لجعله سرياً طوال الوقت. ما رأيك في التفاهمات بينهما قبل الثورة ؟ - الإخوان نفوا صلتهم بالأمريكان، أو وجود علاقات ثنائية قبل الثورة، لكن المعلومات المتوافرة اليوم ومن وثائق صادرة من قبل بعض أجهزة الاستخبارات المُختلفة، تؤكد أن الافتراء والكذب جاء على ألسنة قيادات الجماعة، وليس من تحدثوا عن تلك العلاقة. اذكر لنا متى بدأت تاريخياً؟ - ترجع لأوائل الخمسينيات من القرن العشرين، ومع عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحديداً عقب انقلاب ثورة يوليو 1952، وبدأت من خلال الولاياتالمتحدةالأمريكية، في إطار ترتيبها للأوراق الإقليمية، بعد «انقلاب الضباط الأحرار» في مصر، وفي إطار البحث عن أتباع يُساهمون في مُحاصرة النفوذ الشيوعي، ومنعه من التوغل في الشرق الأوسط، وكان هذا مُتسقا مع استعدادات الولاياتالمتحدة، للسطو على دور بريطانيا بالمنطقة. وما تفاصيل تلك العلاقة، ودور قادة الجماعة في تثبيت أركانها؟ - بدأت بدعوة من خلال ال« سي أي إيه» - وكالة الاستخبارات الأمريكية - لحضور ممثل الإخوان لندوة تجمع أعضاء القوى الإسلامية، في ذاك الوقت، بالشرق الأوسط، في البيت البيض، واستمرت العلاقة باستغلال الولاياتالمتحدة للإخوان، في هدفها لمحاربة الاتحاد السوفييتي، سواء في مصر أو الأقطار العربية، خاصةً إيران وأفغانستان، ثم محاربة الإسلام المعتدل نفسه، عبر تذكية روح الفتنة في تلك البلاد، لصالح الخطاب الديني المتطرف، والتفرقة بين المواطنين، كما حدث في العراق ويحدث في سوريا الآن. كيف حدث ذلك؟ - التقت الأهداف الأمريكية مع نظيرتها الإخوانية، في النظر إلى الإسلام، على أنه سلاح أو مؤسسة يمكن استغلالها، بدغدغة مشاعر العامة، وليس كدين، خاصةً أن الإسلام بالنسبة للإخوان، وسيلة للصعود للسلطة، ولا يشغلهم في هذا الإطار، أن يكذبوا أو ينافقوا أو يخدعوا الناس، مثلما نرى منذ انتفاضة 25 يناير وما أعقبها، وعلى عكس ما ذكره الدكتور سعد الكتاتني، أن الإخوان يمارسون السياسة ب«الأخلاق الإسلامية التي تعلموها». ما هدف الأمريكان من هذه العلاقات؟ - كان هدفهم الأول، استغلال الإسلام كمؤسسة يمسك بها فصيل الإخوان المسلمين مدعين تمثيلهم للإسلام، والدين منهم براء – بحسب قوله - وكان الأمريكان يحلمون بهذا الهدف، لتطبيقه على الشرق الأوسط ذي النفوذ القوي، للنيل من أعداء أمريكا ممثلين حينها في الاتحاد السوفييتي والكُتلة الشرقية. من الشخصية التي قادت المفاوضات؟ - سعيد رمضان، صهر الإمام حسن البنا، وذراعه اليُمنى، عقب تخرجه في كلية الحقوق، بجامعة فؤاد الأول عام 1946، وبرُز دوره بالجامعة، بسبب مكانته في جماعة الإخوان وبمضي عام واحد أصبح مديراً لتحرير مجلة «الشهاب» التى ترأس تحريرها حسن البنا. هل كانت هناك أهداف سياسية أخرى؟ - كان التركيز الأكبر على تشويه الإسلام، لأن المسلمين، يمتلكون ثروات كثيرة في دولهم، وكان النظر إلى ضرورة احتلال تلك البلدان في يومٍ ما، من خلال «الاستعمار الجديد» الذي لا يتواجد بقوات عسكرية بقدر ما يخلق له أتباعا في دول العالم، مثل الإخوان في مصر، ليحققوا الهدف من خلال قهر الناس والسيطرة على مؤسساتهم، باسم الدين، في مقابل استحواذهم على السلطة، مثلما فعلت حركة حماس - حركة مقاومة إسلامية تابعة للإخوان المسلمين - بغزة، والتي اعتلت عرشها بالديمقراطية، ورفضت منذ ذلك الوقت إجراء أي انتخابات جديدة. ماذا ربحت أمريكا من تلك العلاقات ؟ - نجحت فى تأمين إسرائيل، عبر تقليم أظافر المقاومة الفلسطينية، وقيام الأتباع والمتأسلمين كأسامة بن لادن، بالأعمال الإرهابية داخل المعسكر الشرقى، وحينها تظهر أمريكا للدفاع عن الإنسان بمُنظماته المُستحدثة، وبالتالي التدخل في شئون الدول محل البحث. هل الكرسى لدى الإخوان أهم من الدين ؟ - نعم، فمن أجله يمكن أن يُضحي الإخوان بكل شيء، حتى ولو كانت الشعوب والأوطان نفسها، ولا يؤمن الإخوان بالوطن من الأصل، والدليل كلمة مرشدهم السابع مهدي عاكف، عندما قال «طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر»، وحينها كان يعي كلماته ويعلم جيداً تبعاتها، وبالمناسبة هو سريع الغضب، وذلك شيء طيب يميزه، لأنه ساهم كثيراً في فضح ثقافة الإخوان الحقيقية، وليس التي يروجونها لدغدغة عواطف البُسطاء.