حذرت الصحف السعودية من الإفراط في التفاؤل بعد فوز المرشح الإصلاحى على روحانى في انتخابات الرئاسة الإيرانية، داعية دول الخليج إلى انتظار مبادرات حقيقية على الأرض من النظام الايرانى. وكتبت صحيفة "الرياض" أن الجميع يأمل في ترطيب الأجواء وتبريدها بين دول الخليج وإيران بمبادرة وفهم ووعي وحكمة من حسن روحاني. وقالت: إن الآمال ربما لا ترقى إلى مستوى الطموحات إذا سلّمنا أن السياسة الخارجية الإيرانية تُرسم في مكتب المرشد الأعلى على خامنئي، وتُدار منه مباشرة ومن الأجهزة الأمنية والنخبة الدينية المرتبطة به. ونسبت إلى مصدر خليجي رفيع للإعلام قوله: إن تعبير إصلاحي ومعتدل الذي يُطلق على روحاني، تعبير نسبي، وبالتالي فإن انعكاسات هذا التعبير على العلاقات الإيرانية الخليجية، قد تكون من الضآلة بحيث لا يمكن ملاحظتها. بدورها رأت صحيفة "المدينة" أنه لا ينبغي رفع سقف التوقعات للنوايا الطيبة إزاء حكومة إيرانية يتزعمها حسن روحاني بعد الفوز الكبير الذي حققه في الانتخابات الأخيرة. وأشارت إلى أن المهمة الأساس للرئيس الإيراني منذ الإعلان عن قيام جمهورية إيران الإسلامية تنفيذ السياسات التي يرسمها المرشد الأعلى، بالرغم من أن الدستور يمنح الرئيس صلاحيات كبيرة. وعلّقت صحيفة "الوطن": نظن أن الإيرانيين احتفلوا برحيل أحمدي نجاد وكافة المحافظين أكثر من احتفالهم بفوز حسن روحاني. شعر النظام الإيراني أنه ينبغي عليه أن يمضي عكس توقعات الشعب، بل والعالم أجمع، وألا يتكرر السيناريو الذي حدث فيانتخابات 2009 التي فاز بها نجاد للمرة الثانية، والتي راح ضحيتها كل من "موسوي" و"كروبي". وأشارت إلى أن النخب الإيرانية استشعرت الخطر الشعبي، فقررت أن تترك انتخاب الرئيس للشعب، وبعيدا عن الوضع الداخلي لإيران فإن ما يهمنا هو سياستها الخارجية.. الأجندة والأهداف لن تختلف، فليس بوسع الرئيس، مهما كان، أن يحيد عنها. وهذا هو ما عمل عليه المحافظون الإيرانيون طيلة السنوات الماضية. أما صحيفة "اليوم" فأوضحت أن زعماء دول العالم سارعوا لتهنئة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، على أمل أن يبذل روحاني جهودًا لإعادة العقل الواعي المسئول للدولة الإيرانية ويوفر المتاعب والمواجهات والتشنجات والنزاعات الدموية في المنطقة. فيما أعتبرت صحيفة "الشرق" أن فوز حسن روحاني المعتدل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية يشير إلى أن ميزان قوى جديدًا داخل المجتمع الإيراني بدأ في الظهور بعد قمع الحركة الإصلاحية إثر الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2009. وأفادت أنه من الصعب التكهن كيف سيعالج الرئيس المنتخب الملفات الشائكة والمعقدة، خاصة الملف النووي الذي وضع إيران في مواجهة الغرب وانعكست نتائجه على المواطن الإيراني بأزمة اقتصادية باتت تضغط على حياته اليومية. من جانبها، نبّهت صحيفة "عكاظ" أنه في حمى ما يحدث في الشرق الأوسط من أحداث جلل وعواصف كبرى تبدأ من سورية ولا تنتهي عندها أبدا، مع صراع حول المفاعلات النووية الإيرانية بين طهران وأمريكا يجيء فوز حسن روحاني برئاسة الحكومة الإيرانية وكأنها لحظة التقاط للأنفاس لا أكثر ولا أقل حتى الآن.