سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبعوث روسي: فشل "جنيف 2 " يعني دمار سوريا بالكامل..ندعو كافة الدول إلى وقف التدخل في شئون سوريا.. ترحيب سورى بمقترح إرسال 300 مراقب روسى للجولان وننتظر موافقة إسرائيل
أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، أهمية إنجاح مؤتمر "جنيف 2"، لتفادي التدمير الكامل لسوريا وهو الأمر الذي لن تسمح به روسيا أبدًا. وقال: إن "الطريق لإنجاح مؤتمر "جنيف 2 " مسجلة بوضوح في البيان الختامي ل "جنيف 1"، عبر وقف إطلاق النار ومساعدة النازحين والمتضررين من الحرب، وهي جزء لا يتجزأ من مجمل القضية والتي جوهرها عملية سياسية انتقالية يفترض بالأطراف المعنية المساهمة فيها لتشكيل "الهيئة الانتقالية"، ذات الصلاحية المطلقة للتوافق على انتقال سوريا إلى بلد ديموقراطي. وأضاف أن هذه الهيئة ستخلق الظروف المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بشفافية لتقرير مصير البلد ونظامه من قبل الشعب السوري". وأكد - في حوار نشرته صحيفة "الأنباء" الكويتية الصادرة اليوم - إن عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول هو مبدأ من مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وعلينا أن نحترم هذا المبدأ، وهذا الأمر لا يخص سوريا وحدها بل يعني كل دول العالم، وموقف روسيا واضحا، فنحن ندعو الجميع إلى أن يكفوا عن التدخل في شئون سوريا. وتابع قائلا، إنه في 7 مايو الماضي وخلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولقائه مع وزير خارجية روسيا وصلنا إلى نقطة تفاهم حول إيجاد طرق لحل سلمي للأزمة السورية وصولا إلى عقد مؤتمر دولي على أساس هذا التفاهم الروسي - الأمريكي، ومبادرة لافروف- كيري، وبهدف واحد هو التطبيق الكامل لبيان جنيف الذي توصلت إليه مجموعة العمل في 30 يونيو 2012، ووافقت أغلب الأطراف على هذا المقترح بما في ذلك الحكومة السورية التي قررت إرسال وفد وبدون شروط مسبقة وقال، إن شركاءنا الأمريكيين يقومون بإجراء اتصالاتهم مع المعارضة السورية حتى تشكل وفدا مشتركا وتذهب للمؤتمر بموقف مشترك، موضحا أنه من المرتقب عقد لقاء ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدةوالأممالمتحدة في 25 يونيو الجاري، ونحن نعطي اهتماما بالغا لنجاح مؤتمر جنيف القادم ليكون نهاية للأزمة بين الأطراف المتنازعة في سوريا". وطالب المبعوث الروسى بمشاركة إيران في المؤتمر وكذلك السعودية، موضحا أن عدم حضور البلدين في اجتماع مجموعة العمل كان غلطة، لأنه من المفروض مشاركة كل من يملكون التأثير في الملف السوري بغض النظر عما يثار عن لعب دور سلبي أو إيجابي، فكل منا يرى الأمر بالنهاية من زاويته وبشكل نسبي وبحسب المواقف من الأزمة. وأعربا عن دهشته من منطق الآخرين بشأن إيران، فهم يتحججون بأن إيران جزء من المشكلة وليس الحل، ونحن نرد بأنه على افتراض أن إيران جزء من المشكلة فهذا يعزز الحاجة لحضورها، لأن حل أي مشكلة يكون من قبل المسئول عنها أو من له علاقة بها، فهي تحل مع المعنيين وليس من الآخرين. وأضاف أنه في ضوء الأوضاع المقلقة على الأرض في الجولان اقترح الرئيس بوتين إرسال 300 مراقب روسي في إطار مهمة الأممالمتحدة إلى هناك، ولكن مشاركتنا مرهونة بموافقة الأطراف المعنية في سوريا وإسرائيل، والسوريون رحبوا فورا بمشاركة المراقبين الروس في الجولان كما تعلمون لأنهم يفهمون خطورة الوضع ولا يريدون برأيي أي استفزازات أو تصعيد للموقف في الجولان". وتابع قائلا: "ولكن فيما يخص قوات الفصل الأممية في الجولان فهي ترتكز بوجودها على الاتفاق السوري - الإسرائيلي عام 1974 بعد حرب أكتوبر، حيث اتفق الطرفان برعاية أممية وأقر اتفاقهما في مجلس الأمن بنصوص منها تحديد عدد المراقبين الدوليين. الجنود ب 1125 جنديا دوليا، لكن تم استثناء الدول الخمس دائمة العضوية من المشاركة، ولذلك فقد لا تستطيع روسيا المشاركة، ونحن نقول أن هذا صحيح لكن منذ 40 عاما تغيرت الدنيا. أما اليوم فهناك تفاهم روسي- أمريكي لحفظ السلام في العالم وتسوية الأزمات بالطرق السلمية وعلاقة جديدة نوعيا بين روسيا وإسرائيل، وقد اتصل الرئيس بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشرح له الموقف وإسرائيل قد توافق وقد ترفض، ولكن بحال الرفض يجب أن تعطي المبررات. ونفى بوجدانوف بشدة أن تكون روسيا مؤيدة للمعسكر الشيعي ضد المعسكر السني، قائلا، إن عددا كبيرا من المواطنين الروس هم من المسلمين السنة، وموقفنا في الشرق الأوسط هو ألا نسمح بتطور الأزمة وتحولها إلى أزمة طائفية لأن الحروب الطائفية مدمرة ولا نهاية لها. وأكد أن روسيا على اتصال بمختلف المجموعات السياسية والقوى والمنظمات في المنطقة بعد بدء الربيع العربي، ولدينا تواصل مع الإخوان في المغرب وتونس وليبيا ومصر، والرئيس بوتين التقى الرئيس المصري محمد مرسي مرتين. وأشار بوجدانوف إلى أن أفق العلاقات بين البلدين واسع جدا، فلدينا اتفاقية استراتيجة وعلينا أن نبني علاقاتنا على هذا الأساس، وأنا كنت سفيرا في مصر، وحتى الرئيس مرسي تحدث عما شهدته العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس عبد الناصر، والتعاون منذ الخمسينيات بين البلدين، إضافة إلى العواطف المتبادلة بين الشعبين، وهي رصيد يجب البناء عليه، كما شجعنا الأصدقاء المصريين على إيجاد الحلول لمشاكلهم السياسية، وهي أمور متوقعة في دول تشهد ثورات وتغيرات وتحتاج إلى صبر وخبرة وتفاهم لتجاوز المشاكل، ونحن كما ذكرنا مستعدون للمساعدة، وأود الإشارة إلى أنه في اللقاء بين بوتين ومرسي كان نصف الوزراء حاضرين، الاقتصاد والطاقة والنفط والسياحة وغيرهم، وجرى الحديث عن التعاون الفني والعسكري وتدريب الكوادر. ونفى بوجدانوف أيضا ما أثير عن تدخل بلاده ووقوفها وراء الأحداث والاحتجاجات الشعبية الأخيرة في تركيا، مؤكدا أنها دسائس وشائعات لأن موسكو تتعامل مع أنقرة كشريك، وقال إن العلاقات مع تركيا جيدة جدا رسميا وشعبيا، وهناك عواطف متبادلة بين البلدين، وتركيا تحظى بالمرتبة الأولى بالنسبة للسياح الروس، وتركيا كانت ولاتزال شريكا مهما جدا رغم بعض الخلافات معهم كما هو الحال في القضية السورية. وأعلن نائب رئيس الخارجية الروسي استعداد بلاده لتوقيع عقود تسليح مع العراق أو أي دولة أخرى يهمها ذلك وفقا لنصوص القوانين الدولية.