سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اختلاف حول مستقبل سوريا بعد الأسد.. الحمصى: إخوان سوريا يحلمون بالوصول إلى السلطة ويختبئون خلف حلفائهم .. أغا: هم أقلية فى الداخل السورى.. وبلو: ثورتنا إسلامية
خلّف خطاب "بشار الأسد" العديد من ردود الأفعال الغاضبة، من قبل المعارضة السورية. وكان الأسد قد ألمح فى خطابه بعدد من الرسائل حول سوريا من بعده، ملوحًا بأن الفوضى وسيطرة الإخوان ستكون بديلًا عنه، وهو الأمر الذى يطرح تساؤلًا حول مستقبل سوريا بعد "الأسد" وهل ستقع تحت سيطرة الإسلاميين على غرار الحالة المصرية والتونسية. "د.رياض نعسان أغا" وزير الثقافة السورى السابق، ومستشار الرئيس السابق "حافظ الأسد" استبعد أن يتحكم الإخوان فى المشهد السياسى السورى بعد رحيل الأسد. وأضاف "الشعب السورى فيه تعددية كبيرة لذلك لا يمكن لفصيل واحد أن يتحكم بالمشهد المقبل". وأشار الوزير السابق إلى أن الإخوان فى سورية ليس لديهم تنظيم قوى فى الداخل، مؤكدًا أنه ربما يكون الإسلاميون جزءا من المشهد السياسى السورى، وهم كسوريون لا يريدون إقصاء أو إلغاء أحد، إلا أن الجميع يريدون دولة تعددية مدنية ديمقراطية. وأكد أغا على أن خطاب الأسد لم يأت بجديد، وأنه قدم نفس الطرح الذى سبق وقدمه من قبل، مشيرًا إلى أنه خرج بخطابه عن رؤية المبعوث الأممى العربى الأخضر الإبراهيمى، واعتمد ما سماه مبادرة سيادية. أما المعارض السورى "محمد مأمون الحمصى" فقد أكد أن خطاب بشار الأسد هو عبارة عن حلقة من حلقات، - سفاح سوريا- خلاصتها أنه لا حل إلا الحل العسكرى والأمنى حتى ولو كانت سوريا مدمرة وهذا الكلام يظهر بشاعة الصمت العربى والدولى وحراكه الذى يزيد فى عذابات الشعب السورى المنكوب. ويضيف: أما من يسيطر على سوريا فهذا يعود للشعب السورى ومن المؤكد أن الثورات العربية تختلف عن بعضها، ففى سوريا كانت حرب إبادة وشارك بها الغازى الإيرانى وعصاباته فى المنطقة ولن يستطيع أحد سرقة الثورة لحسابات حزبية ففى كل بيت شهيد أو شهيدة وهذا الدم أكبر من الشهوة إلى السلطة والتلاعب بها". ويرى أن وصول إخوان سوريا للسلطة هو حلمهم والذى أوقعهم بكثير من الأخطاء بحق الشعب السورى وبحق الثورة وهيمنتهم وإقصائهم للآخرين عطل إنشاء أى تجمع وطنى واسع لمواكبة الثورة، وإن فشل المجلس الوطنى هو فشل لهم يختبئون وراء بعض حلفائهم، وهم يعطلون أى جهد للائتلاف من أجل إنشاء حكومة انتقالية أو أى حراك لا يهيمنون عليه. وأضاف "وهنا أمر مهم فإن وصول الإخوان للسلطة فى بعض دول الربيع العربى خيب آمال كثير من شعوبهم، وخلال شهور خسروا كثيرًا من رصيدهم الذى بنى على تعاطف الشعوب معهم نتيجة ما عانوا من ظلم واضطهاد على مدار سنوات طول كما أنه الحزبية أثناء النضال تعتمد الصدق والوعود التى تتبخر بعد الوصول للسلطة". ويؤكد الحمصى على إقرارهم بكل الأحوال بوجود الإخوان ومشاركتهم، موضحًا أنهم فصيل مهم فى سوريا إلا أنهم لا يؤمنون بحق أحد إلا من خلالهم أو معهم. ويضيف:" هناك أمر آخر خطير وهو علاقتهم بإيران وحزب الله، الذين أصبحوا أعداء للشعب السورى بعد أن استباحوا الأرض والدم والعرض والمقدسات السورية ومع كل هذا بقى الإخوان بشكل عام وإخوان سوريا بشكل خاص متجاهلين هذا الإجرام وصامتين بعيدًا عن رغبات الشعب وصرخاته". ويعرب عن أمله فى النهاية بأن تكون هناك صحوة عربية لدعم إخوانهم المعذبين فى سوريا. أما المعارض السورى "محمد إقبال بلو" مؤسس اتحاد الكتاب السوريين الأحرار، والناطق باسم لواء أحرار سورية -أكبر لواء مدرع فى حلب- فقد استبعد أن تتم سيطرة الإسلاميين على سورية بعد سقوط الأسد، مؤكدًا أن "الأحزاب الإسلامية" كان لها دور إيجابى كبير طول مدة الثورة فى سورية، وأن الجميع فى سوريا عرفوا كل جهة سياسية كيف تفكر وما هى أهدافها. وأضاف بلو فى تصريحه ل"فيتو":"أما بالنسبة لثورتنا فهى كلها ثورة إسلامية بشكل عام، ولكن أن يدع الشعب حزبًا سياسيًا معينًا يسيطر على البلد هذا أمر مستحيل، لأن الشعب السورى يحتاج الديمقراطية الحقيقية فى هذه المرحلة وسيطرة أى جهة بشكل منفرد ستعيدنا إلى الدكتاتورية". وأكد "بلو" على أن الإخوان سيشاركون فى حكم سورية المستقبل، لأنهم كيان سياسى ناضج وله وجوده فى الساحة السورية، إلا أنهم لن يكونوا وحدهم فى ذلك، بل ستشاركهم الكثير من الأحزاب التى تشكلت وتتشكل حالياً. ويشير:" لا أعتقد أن يقع السوريون مرة أخرى بغلطة الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع بل ستكون هناك الكثير من الأحزاب ويشارك كل حزب بحسب حجمه وانتشاره ونضجه".