لم يكن تلكؤ قطر فى الموافقة على تصدير كميات من الغاز الطبيعى الى مصر سوى وسيلة للضغط على الرئيس مرسى وجماعته لتمرير مطامع الشيخ حمد بن خليفة فى مصر، لاسيما فى قناة السويس . فبعد أن تم تحديد سعر الغاز لمصر قامت برفعه مرة أخري , وبعد أن وافقت أن يكون السداد بعد 9 أشهر،عادت قطر لتطلب دفعة مقدمة من الثمن, بهدف الضغط لاتمام صفقة بيع قناة السويس لها ، وذلك ما أكده أحد قيادات الإخوان . وقد تقدم نواب التيار المدني بمجلس الشورى بطلب استدعاء وزير البترول الإخواني شريف هدارة، للكشف عن حقيقة صفقة الغاز القطرية ، والتى تقضى باستيراد 18 شحنة ، كل منها 70 ألف طن من الغاز المسال, وكان من المقرر أن تأتي في نهاية شهر مايو ، قبل أن يؤجلها الجانب القطري إلي 4 يونيو, وتأجلت مرة أخري حتي تدفع مصر ثمن الصفقة, بالمخالفة لما أقرته قطر في العقد ، الذي قرر أن تكون فترة السماح 9 أشهر . نادية هنري، عضو التيار المدني، أعلنت أن هذه الصفقة يحيط بها الكثير من علامات الاستفهام ، خاصة مع عدم ورود الشحنة الأولى منها حتى الآن ، وفى مقدمتها أن قطر تسعى للضغط من أجل الحصول على تعهد رسمي من الإخوان، بشأن حصولها على حق امتياز مشروع إقليم قناة السويس . وكشفت هنري عن طلب القطريين مضاعفة السعر المتفق عليه بشأن الغاز بهدف استجابة الاخوان لرغباتهم، مشيرة إلي أن طلب أستدعاء وزير البترول لتفسير غموض صفقة الغاز، خاصة وأن قطر لها أطماع كثيرة في مصر, وقد تكون أبعد من قناة السويس بكثير . الخبير البترولى الدكتور إبراهيم زهران قال ل«فيتو» أن الجانب القطري طلب بيع الغاز لمصر بسعر 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية , وبالعمولات ستصل إلي 17 دولارا , غير أن مصر طلبت فترة سماح 9 أشهر, ورغم موافقة القطريين فى البداية بشرط الضمان, لكنهم تراجعوا مؤخرا وطلبوا مقدم أسبوعين. ما تقوم به قطر- بتأجيل إرسال شحنات الغاز لمصر مجرد مناورات- حسبما أكد الدكتور زهران- قائلاً : الكلام الذي سمعته من أحد أقطاب حزب الحرية والعدالة الذى قال ليّ» ما أنتم مش عايزين تدوهم قناة السويس», وهذا هو الواقع طالما لم نسلمهم قناة السويس بالبيع, مضيفاً» الشيخة موزة تريد قناة السويس» . وكشف الدكتور زهران حقيقة صفقة الغاز ، قائلا : قطر لن تأتي بالغاز لمصر, لكن سنأخذ حصة الشريك الأجنبي, وبالفرض أن الشركة إنجليزية وقطر تصدر الغاز لأوروبا ، فإنهم سيعطوا للشركة الأجنبية كمية مقابلة لما أخذناه في مصر . وتعجب زهران من توجه مصر لإستيراد الغاز من قطر في حين يمكن استيراده من روسيا وإيران, رغم أن روسيا لا تريد قناة السويس من مصر, وإيران تريد فقط «سيدنا الحسين». قصر مصر صفقة الغاز علي قطر دون غيرها يعود إلي وجود شركة تسمي «الشركة العربية» يملك فيها حصة نجل خيرت الشاطر- نائب مرشد الإخوان- فضلا عن رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة, وحالياً لديهم موظف كان موظفا كبيرا فى الشركة القابضة للغازات، ولديه كل البيانات المتعلقة بالصفقات , وذلك كان أساس اختياره، بحسب زهران . ولفت الى امكانية استيراد الغاز بسهولة من روسيا وإيران , الى جانب قطر ، والأمر يتوقف علي خيرت الشاطر الذي يدير البلاد. وفى سياق مختلف كشفت مصادر مطلعة ل «فيتو» أن وفداً أمنياً قطرياً على مستوى عال زار مؤخراً مقر جماعة الإخوان المسلمين في المقطم لإجراء مباحثات أمنية مع مكتب الإرشاد، وخاصة خيرت الشاطر نائب المرشد ومحمود حسين، الأمين العام للجماعة. وتركزت المباحثات حول الاحتياطات الأمنية المفترض اتخاذها بشأن اتصالات أعضاء الجماعة الداخلية والخارجية، فضلا عن تسليم الجماعة 50 جهاز موبايل حديث من تليفونات «الثريا»، التي يصعب رصد وتسجيل مكالماتها . كما طلب الوفد الاستخباراتي القطري من نائب المرشد، ألا تكون زياراته الخارجية الى أى دولة بطريق مباشر، وانما من خلال « ترانزيت «فى دولة أخرى ، وأن تكون تركيا هي المحطة الرئيسية ، لإمكانية مساعدة أجهزة المخابرات التركية له في الزيارات . وأضافت المصادر إن النصائح القطرية الأمنية للشاطر ورفاقه ، تضمنت عدم اللجوء بأي حال للتليفونات الأرضية في الاتصالات، وأيضاً الإيميلات ، في حالة نقل وإرسال تعليمات لمؤسسة الرئاسة أو الحكومة.