باقٍ من الزمن ثلاثة أسابيع وينزل الملايين من أعضاء حركة تمرد إلى الشوارع وإلى مبنى الاتحادية رافعين الكارت الأحمر فى وجه محمد مرسى ودفعه للخروج من الملعب السياسى. وسيواجه الإخوان هذا التمرد بحركة تجرد بدعوى الدفاع عن الشريعة والشرعية وعدم جواز الخروج على الحاكم باعتبار أن ذلك محرم ما دام الحاكم لم يدع إلى كفر بين بتشديد الياء لتكون بيين وهم ما لم يفعله مرسى. وأقر ذلك عدد من الفقهاء أعضاء هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف ومنهم الدكتور محمود مهنا وقالوا إن الشريعة تجيز الخروج على الحاكم فى حالة واحدة فقط وهي دعوته الصريحة إلى الكفر. وقد تلقف بعض أعضاء حركة تمرد هذا المبدأ ووجدوا فيما يقوله الإخوان ويقره الفقهاء دفاعا شرعيا عن حسنى مبارك لأنه لم يعلن كفرا يجيز الخروج عليه وهو يؤمن بالله ويشهد بوحدانيته وكثيرا ما ظهر فى الصور وفى قنوات التليفزيون وهو يؤدى صلاة الجماعة، مما ينفى عنه الدعوة إلى الكفر، وبالتالى فإن الخروج عليه وعزله يتعارض مع دعوة الإخوان وأصحاب حركة تجرد وأن دعوتهم إلى الالتزام بالشرعية وبالشريعة ينطبق على مبارك قبل أن ينطبق على من حل محله بانتخابات غير شرعية لأنه لا يجوز انتخاب رئيس جديد دون أن يفقد الرئيس القائم شرعيته بدعوته صراحة إلى الكفر. وهذه قضية فقهية لست مؤهلا لنظرها وإبداء الرأي فيها، لكنى أنظر إلى الأمر من زاوية سياسية لا تقبل الشخصنة وتطبيق حكم شرعي على شخص بعينه دون غيره. ومهما كان حجم اقتناعنا بوجهة نظر أصحاب حركة تمرد فإننا نرى اتفاقا بينهم وبين الحركة المضادة وهي تجرد حول الشروط الشرعية للخروج على الحاكم وان ما يطالب أصحاب تجرد بالالتزام به الآن كان من الخطأ عدم الالتزام به من قبل يوم خرجت الجماهير ونحن منهم نطالب بعزل مبارك ونعلن فقدانه الشرعية، ونفرض الشرعية الثورية دون الالتزام بالشريعة التى يطالبنا الإخوان الآن بالالتزام بها. وإذا كان ما ينادى به الإخوان الآن هو بصورة غير مباشرة دفاع عن مبارك وشرعية بقائه فعلينا أن نستغفر ربنا ونتوب إليه، وندعو الإخوان إلى التوبة وإلى العودة إلى المربع صفر ونعيد النظر فى كل ما ارتكبناه من مخالفة للشريعة التى ينادى بها أصحاب حركة تجرد. ولعل الله يقبل توبتنا فيستتب الأمن وتعود الأسعار والكهرباء والوقود والسياحة إلى ما كانت عليه. وما ذلك ببعيد