كنت أتابع برنامج «إكس فاكتور» منذ بدايته، وكنت كأى مشاهد أتحمس لبعض المتسابقين دون غيرهم، حتى جاء نهائى المسابقة يوم الخميس الماضى، وإذ بمكالمة تليفونية تأتينى من الدكتور محمد بديع -المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- يسألنى عن كونى أتابع البرنامج من عدمه، فأجبته بنعم أتابع، وها هى المسابقة وصلت للنهائيات ولم يتبق من المتسابقين سوى ثلاثة فقط.. فقال لى: وأى من الثلاثة ترى أنه الأجدر ب«إكس فاكتور» ياعمنا؟! قلت: أرى أن «أدهم نابلسى» هو الأجدر، فصوته جميل وشكله مناسب كى يكون نجما في عالم الغناء، وأظن أن الناس ستصوت له على حساب إبراهيم والريفى، خاصة أن إليسا منحازة له، والكل يلاحظ ذلك، بالإضافة لدعم وائل كافورى وهو نجم محبوب!! فقال: لكن هذا الولد نابلسى لا يجب أن يفوز بالإكس فاكتور ياعمنا !! قلت: وما المانع، فأى منهم يستحق الفوز باللقب من وجهة نظرى.. ثم أننى أتعجب من اهتمامك بمثل هذه البرامج وأنت رجل دين على رأس جماعة دعوية عالمية !! قال: أديك قلت عالمية ياعمنا.. يعنى جات منك مش منى.. وعلشان احنا جماعة عالمية فقد أتتنى العديد من الرسائل والمكالمات تطالبنى بالتدخل في حسم النتيجة بعيدا عن أدهم النابلسى، وحصرها في إبراهيم عبد الرازق ومحمد الريفى، فكلاهما يصلح للقب، لكن أدهم لا نريده !! قلت: طب ممكن أفهم يا دكتور علشان أنا دماغى بدأت تسخن؟ قال: شوف يا سيدى ولا سيدك إلا أنا.. أولا أدهم هذا من الأردن، وينتمى لعائلة فلسطينية الأصل، لكنها ليست حمساوية، وبالتالى فشباب فلسطين الذين يرأسهم محمود أبو مازن عميل الموساد الإسرائيلى متحمسون له، الأمر الذي يزعج شباب حماس في غزة.. بالإضافة إلى أنه دائما ما يردد أنه أردنى ويهدى تفوقه لملك الأردن الخائن العميل كاره الإخوان المسلمين.. فهل يستحق مثل هذا الشاب أن يحصل على جائزة بحجم «الأكس فاكتور» في زمن يحكم فيه الإخوان معظم دول العالم العربى؟ قلت له: لكن الريفى أيضا من المغرب، وملك المغرب يضطهد الإخوان في بلده، فلماذا لا تمانع وصوله للنهائيات؟! قال: الريفى من عائلة إخوانية حتى النخاع.. فجده هو مصطفى الريفى الداعية الإخوانى الشهير بالمغرب، الذي اعتقلته السلطة المغربية أكثر من مرة حتى أنه قضى نصف حياته في السجون، ومازال الريفى محتفظا بلحية جده الخفيفة على وجهه، أما إبراهيم فهو من عائلة ليبية بسيطة شاركت في مقاومة حكم القذافى، وكان عمه باسم فاروق واحدا ممن وقفوا على جثة القذافى يرقص فرحا، وعائلته دعمت الإخوان في ليبيا حتى وصلوا للحكم وأصبحوا أغلبية في البرلمان الليبى، فلا مانع لدينا من حصول أحدهما على الجائزة دون أدهم هذا.. قلت: ولماذا كل هذا.. هل تريدون أخونة الغناء في الوطن العربى؟ قال: حاجة زى كده يا عمنا !! قلت: ولماذا تشرح لى كل ذلك وما علاقتى بمسابقة مثل هذه ؟! قال: أنت الكل في الكل ياعم أبو طقة.. فعلاقاتك ممتدة وتستطيع إخراج أدهم من المسابقة مبكرا وحسمها بين الريفى وإبراهيم، وساعتها لا فرق لدينا من منهما يفوز باللقب!! قلت: مع إنى مش فاهم حاجة يا دكتور، لكن دعنى أقول لك إن اليوم هو نهاية المسابقة والجماهير قد انتهت من التصويت !! قال: بل غدا الجمعة سيتم إعلان نتيجة التصويت.. وحتى إذا جاء التصويت في صالح أدهم فأنت تستطيع تغيير النتيجة بعلاقاتك يا عمنا.. فمليون جنيه تستحق أن تفعل من أجلها المستحيل لتغيير النتيجة !! قلت: مليون جنيه تستحق فعلا، لكنى لا يحضرنى الآن أي تخطيط كى يحدث هذا !! قال: سأتركك لمدة ساعة تفكر فيها وتخطط ثم ترد علينا بالموافقة إن شاء الله.. لكن لاحظ أن هذه المهمة سرية جدا، سواء كُتب لها النجاح أو الفشل، ولا يجب أن يسمع بها أحد خارج مكتب الإرشاد، وأنت المسئول ياعم أبوطقة!! فقلت له: سرك في بير يا سيادة المرشد!! .. انتهت مكالمتى مع المرشد فطلبت من الولية فنجان قهوة مظبوط، وأغلقت مكتبى على نفسى وجلست ألملم أوراق المسألة.. تذكرت أن العضو المنتدب لشركة بيبسى صديق قديم منذ أن كنا نكتب من أمريكا عندما كنا مضطهدين من النظام السابق، وكنت قد وقفت معه في وجه الإعلام الأمريكى عندما شنوا حملة ضد شركة بيبسى لمصلحة شركة كوكا كولا، فروجت أنا ساعتها أن كوكا كولا شركة حصلت على أموالها من تجارة السلاح والمخدرات وتقوم بغسل أموالها في صناعة الكوكا كولا بعكس شركة بيبسى التي تتبرع بربع مكسبها للفقراء، وبالفعل انتشرت الشائعة التي أطلقتها في أمريكا، وعادت مكاسب الشركة لسابق عهدها، فشكرنى العضو المنتدب، وقال لى: سوف أحفظ لك هذا الجميل ياعم أبو طقة، وإذا احتجت روحى في أي وقت سأهبها لك.. كما تذكرت أن صاحب شركة روتانا التي ستنتج ألبوما لمن سيكسب المسابقة صديق قديم، ولى معه ذكريات جميلة عندما كنت أزور دول الخليج.. في البداية اتصلت بصاحب شركة روتانا وعرضت عليه الأمر لكن بطريقة ترضى طموحه.. حيث أقنعته بأن الناس هنا في مصر لا يتعاطفون مع أدهم نابلسى، ويرون أن إليسا تدعمه على حساب موهبة الريفى وإبراهيم، وقلت له: وأنت تعلم أن مصر صاحبة التسعين مليون نسمة هى أكبر سوق للكاسيت، وهى رمانة الميزان في نجومية أي مطرب.. ثم رميت له شيئا من القلق، فقلت له إنكم تنوون مجاملة ملك الأردن الذي صرح بأنه يتابع البرنامج ويتمنى فوز نابلسى باعتباره مواطنا أردنيا، ووعد وائل كافورى وإليسا بإقامة عدة حفلات بالأردن نظير مبلغ ضخم في حال فوز أدهم نابلسى بالجائزة.. هنا قلق الرجل وقال لى: أنا تحت أمرك ياعم أبوطقة لكن التصويت هو الذي سيحسم المسألة !! قلت له: تصويت إيه اللى أنت جاى تقول عليه ياعمنا.. وهل يعلم أحد من الذي صوت لأيهما.. أنا قلت اللى عندى وأنت حُر.. لكن تذكر أننى أتحكم في أكبر سوق للكاسيت وهو مصر صاحبة التسعين مليون مستمع !! فقال: أنا موافق مبدئيا ياعمنا على أن أترك لك حسم المسابقة، لكن ماذا ستفعل مع الشركة الراعية وهى شركة بيبسى؟! قلت له: اترك هذا الأمر على العبد لله فهم أصدقائى !! انتهت مكالمتى مع روتانا ثم طلبت العضو المنتدب لشركة بيبسى الذي رحب بى، وقال لى سوف أنفذ طلباتك دون تردد مادمت ترى أن المصلحة في المنطقة العربية تستدعى ذلك، لكنى أقلق من رفض روتانا لطلبك. فقلت له: لم يُخلق بعد في المنطقة العربية من يرفض طلبا لأبوطقة !! فقال: طول عمرك كبير ياعمنا !! وهنا تنفست الصعداء وكانت الساعة التي أمهلها لى المرشد قد أوشكت على الانتهاء فاتكأت منتظرا تليفون المرشد !! بالفعل اتصل المرشد بعد انتهاء الساعة بالثانية، وقال لى: ماذا فعلت ياعمنا ؟! قلت: خيرا إن شاء الله !! قال: طب إيه يعنى ؟! قلت: اعتبر الموضوع خلصان ياعمنا، وأدهم نابلسى في الباى باى، وستحسم المنافسة غدا الجمعة بين الريفى وإبراهيم ثم يفوز الريفى باعتباره من عائلة إخوانية وهو الأقرب لكم.. كويس كده ؟! قال: خيرا فعلت يا عمنا.. سوف يصلك حالا مبلغ مقدم الصفقة، وعندما يفوز الريفى باللقب سيكون عندك باقى المبلغ في الحال.. لكنى أحذرك يا أبوطقة بيه في حالة فوز أدهم سأهدى رقبتك جائزة للريفى بدلا من «الإكس فاكتور» !! بالفعل لم تمر ساعة حتى وجدت من يطرق باب منزلى ويعطينى حقيبة ويرحل، ففتحتها لأجد بها مائة ألف جنيه، فقلت في نفسى لعل المرشد والشاطر يصدقون هذه المرة وأحصل على المليون !! جلست يوم الجمعة على أعصابى أنتظر نتيجة التصويت الذي جاءت في صالح إبراهيم والريفى، فلم تسعنى الفرحة ثم آل اللقب للريفى، فأخذت في التنطيط والرقص في صالة منزلى حتى ظنت زوجتى أن مسا من الجنون أصابنى، فهرولت ناحية التليفون أطلب المرشد الذي وعدنى بإحضار باقى المبلغ صباح الأحد عندما تبدأ البنوك في العمل، فاتصلت به وقال لى: الشاطر بيقول لك أمك في العش ولا طارت ؟! قلت له: مش فاهم ياعمنا !! وهنا أخذ منه الشاطر الهاتف وقال لى: كفاية عليك المائة ألف.. دا أنت ماكنتش تحلم بيهم.. وأحذرك من نشر ما حدث بيننا.. وكما قال لك المرشد إن هذا سر بيننا.. ومبروك عليك المائة ألف.. ولا تكن طماعا.. ثم أغلق الهاتف!! وهنا قررت فضحهم كى يتعلموا كيف يتعاملون مع أبوطقة، كبير فشارى مصر، فنشرت لكم تفاصيل ما حدث حتى تعرفوا إلى أين تنتهى وعود الإخوان !!